صحيفة: ترامب يدعو قادة عرب إلى كامب ديفيد لإعلان صفقة القرن

الأربعاء 31 يوليو 2019 02:34 م

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الأربعاء، عن تنسيق أمريكي إسرائيلي لعقد مؤتمر في منتجع كامب ديفيد، قبيل الانتخابات الأمريكية والإسرائيلية المقبلة، بحضور قادة عرب، وذلك كنوع من التسويق الجديد لخطة السلام الأمريكية، المعروفة باسم "صفقة القرن"، والتي أثارت رفضا عربيا وإسلاميا واسعا.

وأضافت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" سيتولى بنفسه التحرك خلال مؤتمر كامب ديفيد والترويج للصفقة، وذلك كهدية منه إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، قبيل الانتخابات العامة للكنيست، والتي ستجرى في 17 سبتمبر/أيلول المقبل.

ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن مصادر (لم تسمها) قولها إن مستشار "ترامب" وصهره "غاريد كوشنر"، سيحمل تلك الدعوة من الرئيس الأمريكي، خلال جولته التي تبدأ، الأربعاء، في المنطقة، وتشمل زيارة كل من السعودية والإمارات ومصر والأردن وقطر.

واعتبرت الصحيفة أن القادة العرب لا يمكن لهم رفض تلك الدعوة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر أمريكية مطلعة قولها إن "نتنياهو" لن يشارك في المؤتمر المقترح في كامب ديفد؛ حتى لا يمثل وجوده إحراجا ثقيلا على المدعوين العرب، لاسيما أمام الرأي العام العربي والإسلامي.

وقالت إن المؤتمر، الذي لم يتحدد موعده النهائي بدقة بعد، سيشهد طرح "ترامب" مبادئ وملامح جديدة لـ"صفقة القرن" تم التوصل إليها خلال مشاورات من وراء الكواليس بين "نتنياهو" والبيت الأبيض، شارك فيها السفير الإسرائيلي في واشنطن، "رون دريمر"، الذي عاد للبلاد والتقى بـ "نتنياهو" لهذا الغرض.

وأشارت إلى أن "ترامب" سيطرح في المؤتمر "ملامح" وليست "تفاصيل" تلزمه، وسيقول على سبيل المثال إنه يؤيد "كيانا فلسطينيا" ولكن ليس بالضرورة دولة، وإمكانية الحديث عن حضور فلسطيني في الشطر الشرقي من القدس، دون الاعتراف بها كعاصمة.

وتابعت الصحيفة الإسرائيلية: "تنسجم هذه المبادرة مع الحملة الدعائية الانتخابية التي يقودها كل من نتنياهو وترامب في إسرائيل والولايات المتحدة".

وقالت "يديعوت أحرونوت" إن الرئيس الفلسطيني استبق ذلك الحراك الأمريكي الإسرائيلي بلقاء العاهل الأردني الملك "عبدالله الثاني"، الأسبوع الماضي؛ بهدف تثبيته على موقف رافض للمخطط الأمريكي- الإسرائيلي قبيل زيارة "كوشنر".

وتابعت: "في ختام اللقاء أصدر عبد الله الثاني بيانا أكد فيه دعمه بناء دولة فلسطينية وعاصمتها القدس وهذا ما يحاول كوشنر القفز عنه".

وتوقعت الصحيفة أن ترفض السلطةالفلسطينية الملامح الجديدة للصفقة، والتي ستعلن خلال المؤتمر، بينما يستمر "نتنياهو" في المشاركة باقتراحاته وتحفظاته عليها.

وترى أنه في حال خرجت فكرة مؤتمر كامب ديفد لحيز التنفيذ فإنها ستصب الماء على طاحونة "نتنياهو" الانتخابية، وتعزز حملته من خلال السعي لتسويقه بصورة الزعيم العالمي الذي يلهث وراءه زعماء العرب ويرغبون التقرب منه ومخاطبة وده.

وبحسب دوائر إسرائيلية، تهدف التحركات أيضا إلى إقناع حزب المعارضة الإسرائيلي "أزرق- أبيض" بتليين موقفه من "نتنياهو" وتشجيعه على المشاركة في حكومة وحدة وطنية برئاسة الأخير، وتحميه من ابتزازات أحزاب صغيرة وتؤمن نجاحه بتشكيل حكومته الخامسة وضمان استقرارها.

ودللت الصحيفة الإسرائيلية على صدق مصادرها بالقول إن الساسة الأمريكيين عادة لا يزورون دولا عربية في شهر أغسطس/آب الحار، ويفضلون قضاء إجازاتهم في سويسرا، معتبرة أن زيارة "كوشنر" في هذا الوقت تدلل على وجود شعور بالاستعجال والضرورة بخطوات فورية لدى "ترامب" و"نتنياهو".

في سياق متصل، اعتبرت مجلة "فانيتي فير" الأمريكية أن "كوشنر" سيضغط على القادة العرب، لاسيما الخليجيين، خلال جولته الحالية، لاستعجال تمويلهم للشق الاقتصادي من "صفقة القرن" ومناقشة زيادته، والحصول منهم على التزام واضح ومؤطر زمنيا بهذا الأمر.

وذكرت المجلة أن الهدف الثاني من جولة "كوشنر" سيكون التأكد من تطابق أفكار قادة تلك الدول بشأن "صفقة القرن".

وتريد واشنطن مواصلة الزخم الذي تولد في "ورشة المنامة" بالبحرين، يومي 25 و26 يونيو/حزيران الماضي.

وركزت تلك الورشة على الشق الاقتصادي من خطة التسوية السياسية الأمريكية المرتقبة للشرق الأوسط، والمعروفة إعلاميًا بـ"صفقة القرن".

وفي ظل انتقادات شعبية واسعة للورشة، قاطعتها فلسطين ودول عربية أخرى، بينها شاركت فيها دول عربية محدودة.

ويأمل البيت الأبيض بالترويج لصندوق استثمار بقيمة 50 مليار دولار لقطاع غزة والضفة الغربية ومصر والأردن ولبنان (دول تستضيف لاجئين فلسطينيين)، مقابل تمرير الجوانب السياسية للخطة.

وترفض القيادة الفلسطينية، التعاطي مع أية تحركات أمريكية في ملف عملية السلام، منذ أن أعلنت واشنطن، أواخر 2017، القدس بشقيها الشرقي والغربي عاصمة لـ(إسرائيل)، ثم نقلت إليها السفارة الأمريكية، في 14 مايو/ أيار 2018.

ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال (إسرائيل) للمدينة منذ عام 1967، ولا بضمها إليها في 1980.

وتتهم القيادة الفلسطينية إدارة "ترامب" بالانحياز التام لـ(إسرائيل)، وتدعو إلى إيجاد آلية دولية لرعاية عملية السلام المتوقفة منذ أبريل/نيسان 2014.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

العلاقات العربية الإسرائيلية صفقة القرن كامب ديفيد جاريد كوشنر

حقيقة خطة كوشنر.. اغتيال مشروع الدولة الفلسطينية وإلغاء حق العودة

واشنطن تنفي عقد مؤتمر حول صفقة القرن في سبتمبر

أردنيون يرفضون زيارة كوشنر: لا أهلا ولا سهلا

كوشنر التقى بن زايد في المغرب لمناقشة تطورات صفقة القرن

ترامب يرجح إعلان تفاصيل صفقة القرن بعد الانتخابات الإسرائيلية

مصر وإسرائيل تدرسان تعديلات على كامب ديفيد.. ما علاقة غزة؟