كشفت صحيفة إسبانية، الخميس، أن مدريد رفضت طلبا من واشنطن، للمشاركة بالقوات المشتركة التي تعتزم تشكيلها لتأمين حركة الملاحة بمضيق هرمز.

ونقلت "الكونفيدينسيال" عن مصادر دبلوماسية تأكيدها أن مدريد تسلمت الطلب رسميا من واشنطن، وأن الحكومة الإسبانية "ليس لديها النية حاليا للمشاركة بقوات مشتركة تحت قيادة الولايات المتحدة".

وذكرت الصحيفة أن إسبانيا رفضت الطلب الأمريكي مثلما فعلت ألمانيا، بينما لا تزال فرنسا تدرسه.

وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الألماني "هايكو ماس"، خلال مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة البولونية وارسو، إن بلاده "لن تشارك في البعثة التي تعتزم الولايات المتحدة تشكيلها".

وجاء تصريح "ماس" ردا على طلب رسمي وجهته الولايات المتحدة لألمانيا، الثلاثاء، للمشاركة في تأمين حركة الملاحة بمضيق هرمز.

وسحبت إسبانيا فرقاطتها "مينديز نونيز"، المشاركة في قوة مشتركة بقيادة حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس أبراهام لينكولن"، أثناء توجهها إلى منطقة الخليج في 14 مايو/ أيار الماضي.

وقالت وزيرة الدفاع الإسبانية "مارغريتا روبليس"، حينها، إن القرار "لم يكن سياسيا، ولكنه تكنيكي بحت".

وتصاعدت حدة التوتر بالمنطقة في 19 يوليو/ تموز الماضي، بعد إعلان إيران احتجاز ناقلة نفط بريطانية بالمضيق بحجة "خرق لوائح تتعلق بالمرور"، عقب ساعات من إعلان محكمة في جبل طارق، تمديد احتجاز ناقلة نفط إيرانية 30 يوما بحجة "خرقها العقوبات الأوروبية" التي تحظر تصدير النفط لنظام "بشار الأسد" في سوريا.

وإزاء ذلك، أعلنت الولايات المتحدة عن خطط لإنشاء تحالف دولي لتسيير دوريات قبالة سواحل إيران واليمن، وتقدمت بأول مقترحات بهذا الصدد في أواخر يونيو/حزيران الماضي، أثناء محادثات وزارية خاضتها مع سائر الدول الأعضاء في حلف الناتو في بروكسل، شمل إرسال سفن حربية إلى مضيق هرمز لحماية السفن التجارية هناك.

لكن رئيس إدارة هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الفريق البحري "مايكل غيلداي"، قال، الأربعاء، إن واشنطن تهدف إلى تحميل حلفائها ما بين 80 و 90% من المسؤوليات المتعلقة بتأمين الملاحة في المضيق.

وفي كلمة ألقاها في مجلس الشيوخ، أضاف "غليداي": "لن يكون عمل الولايات المتحدة إلا بقدر ضئيل سيتلخص، في المقام الأول، في تقديم معلومات استخبارية للآخرين. سنقوم بحماية سفننا، لكن لن يكون لنا حضور ضخم هناك".

وبينما أكدت لندن نيتها تشكيل "بعثة أوروبية مشتركة" لحماية الملاحة التجارية في المضيق، أعلن وزير الخارجية الفرنسي "جان-إيف لوديران" أن فرنسا تعمل مع بريطانيا وألمانيا على بلورة "مبادرة أوروبية" لتأمين مياه الخليج.

يذكر أن مضيق هرمز يعتبر ممرا استراتيجيا لتجارة النفط العالمية، وتعبره يوميا ثلث كمية الخام المنقول بحرا.