استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

السعوديون في موسكو

الثلاثاء 23 يونيو 2015 03:06 ص

قدرت لي العودة إلى المملكة العربية السعودية بعد غياب طويل في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، وقدرت لي مقابلة قيادات سامية وثلة من المستشارين، وكانت الحرب الأفغانية مع الاتحاد السوفيتي على أشدها، وليس سرا أن مقاتلين/مجاهدين من دول عربية وخليجية كانوا مشاركين في تلك الحرب ضد الشيوعية وجيشها السوفيتي، إلى جانب جمع التبرعات المالية من دول وأفراد في الوطن العربي دعما للمجهود الحربي هناك. 

في تلك اللقاءات جرى حديث مطول عن الحرب الدائرة في أفغانستان، وكان رأيي أنها حرب لن تعود بالنفع على الوطن العربي وأن عواقبها وخيمة، ويجب على العرب ألا يدخلوا في حروب تصفية حسابات بين القوى العظمى (الاتحاد السوفيتي، والولايات المتحدة الأمريكية) تذكيرا بحرب فيتنام. 

وقلت إن الحرب ستنتهي لصالح الأمريكان في المنطقة ولكننا في الخليج العربي سنخسر كثيرا. لم يوافقني أحد على ما قلت وكانوا يجمعون بأن الخليج والعرب سيكونون في أمان بعد خروج الشيوعيين من أفغانستان.

عدت لزيارة المملكة العربية السعودية (لأداء فريضة العمرة) منتصف عام 1991، وقدرت لي مقابلة من قابلتهم في زيارتي الأولى ودار الحديث، إلى جانب مواضيع أخرى، عن الحرب الدائرة في أفغانستان ونتائجها، وقدمت مقترحا لمن قابلت بأن هناك فرصة ثمينة لا تعوض وهي استقطاب العلماء المسلمين الذين يعملون في مجال التصنيع العسكري قبل أن تختطفهم الدول الغربية، ترغيبا أو ترهيبا.

وقلت أيضاً: يمكن الآن اندفاع رأس المال العربي السعودي / الخليجي نحو الاتحاد السوفيتي قبل انهياره والاستفادة من الضعف لتحقيق أهداف إستراتيجية كبرى. ومرة أخرى ضاعت الفرصة منا، واستفادت منها الدول الغربية وإيران بكل معنى الكلمة.

(2)

والحق، أن الدبلوماسية السعودية لم تلتفت نحو الاتحاد السوفيتي طيلة عقود طويلة، رغم وقوف الاتحاد السوفيتي إلى جانب قضايانا العربية، ولم تهتم بروسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وقد قدمت محاضرة في منتدى الجنادرية في الرياض في عام 2011 "بعنوان نظرة نقدية للسياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية" مبينا تجاهلها للقوى العالمية اللاعبة في النسق الدولي، وكذلك الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة. 

اليوم وفي ظل قيادة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، اتجهت الدبلوماسية نحو الانفتاح على المجتمع الدولي وراحت تعيد فتح الأبواب والنوافذ لدبلوماسية سعودية حية، من اليمن إلى تركيا إلى دول العالم الإسلامي عامة، ورأينا الاستجابة لتلك الدبلوماسية الحية في نصرة المملكة عندما دعت إلى تحالف عربي وإسلامي ضد الباغين على اليمن الشقيق. 

(3) 

في ظل دبلوماسية سعودية خارجية حية، كانت زيارة الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي ولي العهد ووزير الدفاع في المملكة العربية السعودية إلى سانت بطرسبورج نتيجة لتلك الدبلوماسية الحية. سبقتها اتصالات هاتفية بين خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود والرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ أبريل الماضي، عقبها اجتماع بين الملك سلمان والمبعوث الخاص للرئيس الروسي بوتين إلى الرياض في 27 مارس الماضي، وقد كان اختيار الأمير محمد بن سلمان ليقوم بالمهمة إلى موسكو ذا دلالات خاصة، فالأمير أقرب إلى فكر أبيه الملك سلمان، ويعرف ما يجول في عقله، وهو الأقرب إلى قلبه، ولأن رسول الرئيس فلاديمير بوتين إلى الملك سلمان كان أقرب إلى فكر الأول، فهكذا تم اختيار الأمير محمد رسولا إلى بوتين من قبل الملك سلمان. 

تفيد المعلومات الصادرة من موسكو أن اجتماع الرئيس بوتين بوزير الدفاع ولي ولي العهد السعودي دام أكثر من 100 دقيقة وهو أطول اجتماع عقده بوتين مع أي مسؤول سعودي منذ توليه قيادة الاتحاد الروسي في المرتين، وهذا يدل على أن العلاقات بين الرياض وموسكو في تحسن مضطرد، إلى الحد الذي قدمت دعوة إلى الرئيس الروسي بوتين لزيارة المملكة العربية السعودية، ووجهت الدعوة إلى الملك سلمان آل سعود لزيارة موسكو، وسوف تحدد مواعيد الزيارتين لاحقا.

(4) 

نتائج تلك الزيارة كانت إيجابية على كل الصعد، فهناك ما يزيد على ألف طالب سعودي يتلقون التعليم في الجامعات والمعاهد الروسية، وتقررت زيادة أعداد المبتعثين إلى روسيا، وتم توقيع اتفاقيات بين الطرفين السعودية وروسيا الاتحادية في مجال الاقتصاد والتصنيع العسكري والنووي السلمي والغاز والبترول، ومنحت السعودية الأولوية لموسكو لبناء المفاعلات النووية الستة المتفق عليها.

تأتي هذه الاتفافيات الاقتصادية في ظروف مواتية لموسكو، إذ إن الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية يفرضون حصارا اقتصاديا على روسيا الاتحادية، لأسباب ما تفعله روسيا في أوكرانيا، ولا شك بأن ذلك الانفتاح السعودي على موسكو لا يريح المجموعة الغربية وأمريكا وأتمنى أن تنضم دول مجلس التعاون إلى منظمة شانغهاي ومنظمة البريكس ولو بصفة مراقب في بادئ الأمر، وفي تقدير الكاتب بأنه سيكون من المفيد لو منحت روسيا قاعدة بحرية على مياه البحر الأحمر أو الخليج العربي، فإن ذلك القرار سيجذر لعلاقات أقوى مع موسكو وضمانات أمنية لدول مجلس التعاون الخليجي وسيغير الموازين في منطقة الشرق الأوسط لصالح دول مجلس التعاون والسعودية على وجه التحديد.

قال الأمير محمد بن سلمان في ختام زيارته لموسكو: " إننا نرى في روسيا واحدة من أهم الدول في عالمنا المعاصر وعلاقتنا ستدخل التاريخ"، هذا بيان للناس، فهل أدرك البعض بأنه يمكننا إيجاد حلفاء وأصدقاء إذا تمنع الآخرون عن الوقوف معنا لمواجهة المتربصين بنا؟

آخر القول: نحن في أمسِّ الحاجة اليوم، للانفتاح على الجبهة الداخلية، وتثبيت قواعدها، بقدر الانفتاح على الخارج، فلا ضمان ولا أمان دون جبهة داخلية محصنة، قائمة على العدل والمساواة، وإشراك الناس في أمر مستقبلهم وقهر الفساد والمفسدين.

  كلمات مفتاحية

السعودية موسكو روسيا الاتحاد السوفياتي العلاقات السعودية الروسية

«بروكينجز»: زيارة «محمد بن سلمان» لروسيا تعكس نفوذه المتزايد

«مجتهد» يكشف شروط روسيا للضغط علي إيران والحوثيين لإنهاء حرب اليمن

السعودية تعتزم بناء 16 مفاعلا نوويا للأغراض السلمية

«محمد بن سلمان» يبحث مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» الأوضاع في الشرق الأوسط

مذكرة تفاهم بين الرياض وموسكو لاستثمارات سعودية بقيمة 10 مليار دولار