المطران عطا الله حنا: اقتحام المستوطنين للأقصى استفزاز لكل الفلسطينيين

الاثنين 12 أغسطس 2019 04:55 م

قال المطران "عطا الله حنا" رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، إن اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى عمل خطير واستفزاز لكافة أبناء شعبنا الفلسطيني.

وأعرب خلال لقاء مع وفد مقدسي عن شجبه واستنكاره لهذه الاقتحامات المستمرة والمتواصلة.

وأضاف "إننا نؤكد مجددا خطورة ما يحدث في مدينتنا، فالقدس في خطر شديد والفلسطينيون يتصدون بصدورهم العارية للاحتلال وسياساته وممارساته في المدينة المقدسة".

وقال إن كنائس القدس ومسيحييها إنما يرفضون هذه التعديات وهذه الاقتحامات الاستفزازية الخطيرة التي تستهدف المسجد الأقصى، وإن المعتدين وأولئك الذين يسعون لتقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا تمهيدا لبناء هيكلهم المزعوم إنما هم ذاتهم الذين يسرقون أوقافنا الأرثوذكسية ويسلبونها من أبنائها.

وأضاف: "منذ عام 48 حتى اليوم وأوقافنا الأرثوذكسية تُسرق منا وتستهدف بأساليب معهودة وغير معهودة وعبر أدوات أوجدها الاحتلال خدمة لسياساته وممارساته. أولئك الذين يستهدفون الأقصى هم ذاتهم الذين يستهدفون أوقافنا المسيحية، خاصة في باب الخليل حيث إن المجموعات الاستيطانية تستعد للاستيلاء على عقارات أرثوذوكسية وأبنية عريقة وجميلة تعتبر تحفة من التحف التي تزين مدينة القدس ناهيك عن كونها المدخل المؤدي إلى المقدسات وإلى البطريركيات والأديرة والكنائس".


وأعرب "حنا" عن تكافله مع الإخوة في هيئة الأوقاف الإسلامية ومع الهيئة الإسلامية العليا ودار الإفتاء وجميع السادة العلماء رجال الدين الإسلامي في القدس.

كما عبر عن تضامنه مع "إخوتنا المسلمين الذين تم الاعتداء عليهم في عيد الأضحى، متمنين الشفاء للجرحى ومؤكدين للعالم بأسره بأننا سنبقى ندافع عن القدس وعن مقدساتها وأوقافها مهما كثرت المشاريع المشبوهة والمؤامرات والمخططات الهادفة لطمس معالم القدس وتزوير تاريخها والنيل من عدالة قضيتنا الفلسطينية".

وأكد أن "ما حدث في باحات الأقصى وما يحدث في كل يوم من اقتحامات واستفزازات خطيرة كما يحدث بحق أوقافنا المسيحية إنما هي رسالة إلى العالم بأسره وإلى المسيحيين والمسلمين في كل مكان وإلى أبناء أمتنا العربية وإلى أصدقائنا المنتشرين في سائر أرجاء العالم، بضرورة أن يلتفتوا إلى مدينة القدس وأن يدركوا خطورة ما يحدث فيها، وإن ما يحدث فيها لا يمكن أن يوصف بالكلمات".

وقال إنه عندما "يدافع المسيحيون والمسلمون عن مدينة القدس إنما يدافعون عن إيمانهم وتاريخهم وتراثهم وعراقة حضورهم ووجودهم في هذه المدينة المقدسة".

مشددا على أن "مدينة السلام التي يقدسها المؤمنون في الديانات التوحيدية الإبراهيمية الثلاث إنما حُجب عنها السلام وغيب عنها العدل بفعل ما يمارس بحق أبنائها".

وخلص للدعوة: "أعيدوا للقدس بهاءها ومجدها وسلامها ولا تتركوها فريسة للاحتلال وللمستوطنين العنصريين الذين يكرهوننا ويشتموننا صباحا ومساء ويتمنون أن نختفي من القدس وأن نحزم أمتعتنا ونغادر مدينتنا. سنبقى في القدس شاء من شاء وأبى من أبى، وستبقى القدس لأبنائها ولن تكون للمستعمرين المحتلين الآتين إليها من هنا أو من هناك".

والأحد، أعلن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي "غلعاد إردان"، أن 1729 مستوطنا اقتحموا باحات المسجد الأقصى، في أول أيام عيد الأضحى بالتزامن مع ما يسمى بـ"ذكرى خراب الهيكل".

وأضاف "إردان" أن قائد "لواء القدس" في شرطة الاحتلال "نفذ التعليمات بناء على القرارات التي اتخذتها القيادة السياسية، والتي تتمثل بالسماح لكل يهودي بالدخول إلى باحات الحرم بناء على التقديرات الأمنية الميدانية".

ويعتبر المسجد الأقصى ثالث أقدس موقع في الإسلام، ويشير إليه اليهود على أنه جبل الهيكل، حيث موقع المعبدين من عهد التوراة، ويعتبر أقدس الأماكن الدينية عندهم.

وتسيطر قوات الاحتلال الإسرائيلي على مداخل الموقع الذي تتولى إدارته دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة للأردن.

ويخشى الفلسطينيون من محاولة (إسرائيل) تغيير الوضع القائم في المسجد منذ حرب 1967 والذي يسمح بمقتضاه للمسلمين بدخول المسجد الأقصى في أي وقت في حين لا يسمح لليهود بذلك إلا في أوقات محددة وبدون الصلاة فيه.

واحتلت (إسرائيل) القدس الشرقية عام 1967، التي كانت تخضع للسيادة الأردنية كسائر مدن الضفة الغربية قبل احتلالها، وضمّتها لاحقاً في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

اقتحام المسجد الأقصى اقتحام الأقصى

مرصد حقوقي يدعو للتحقيق في تحيز مقرر حرية الدين الأممي لإسرائيل

المطران حنا يتهم الاحتلال الإسرائيلي بمحاولة تسميمه