رايتس ووتش ترصد هجرة إثيوبيين عبر درب الانتهاكات الخليجي

الخميس 15 أغسطس 2019 10:31 ص

"كانت هناك جثث تتعفن على الحدود، تتحلل. كأنه قبر".. بتلك الكلمات وصف مهاجر إثيوبي عبر الحدود اليمنية السعودية أوضاعا إنسانية مأساوية مر بها المهاجرون عبر درب الانتهاكات إلى دول الخليج، انتهى بإطلاق النار عليهم من قبل شرطة الحدود السعودية واحتجازهم في ظروف مزرية.

وكشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية عن الانتهاكات التي يواجهها الإثيوبيون الذين يخوضون الرحلة الخطرة للهجرة بالقوارب عبر البحر الأحمر وخليج عدن مرورا بالسعودية.

ويواجه المهاجرون خطر الاستغلال والتعذيب في اليمن، على يد شبكة من مجموعات الاتجار بالبشر، كما يواجهون ظروف احتجاز مسيئة في السعودية، قبل ترحيلهم قسرا دون اتباع الإجراءات الواجبة إلى أديس أبابا.

ولم تتخذ السلطات في أي من إثيوبيا أو اليمن أو السعودية أي تدابير تذكر، إن وُجدت أساسا، للحد من العنف الذي يواجهه المهاجرون، أو فرض إجراءات لطلب اللجوء، أو التحقق من الانتهاكات التي ترتكبها قوات الأمن التابعة لها.

وأشارت المنظمة إلى أن هناك مجموعة من العوامل، تشمل البطالة والمصاعب الاقتصادية الأخرى والجفاف وانتهاكات حقوق الإنسان، دفعت بمئات آلاف الإثيوبيين إلى الهجرة على مدار العقد الماضي.

وسافر كثير من هؤلاء بالقوارب عبر البحر الأحمر ثم برا عبر اليمن، إلى السعودية.

وتعد السعودية ودول الخليج المجاورة لها هي دول مهجر مفضلة للإثيوبيين نظرا لتوفر فرص العمل فيها، وتسافر الغالبية بصورة غير نظامية ويفتقرون إلى الوضع القانوني لدى وصولهم إلى المملكة.

وقال الباحث المعني بأفريقيا في "هيومن رايتس ووتش"، "فيلكس هورن"، إن "الكثير من الإثيوبيين الذين كانوا يأملون في حياة أفضل في السعودية يواجهون مخاطر هائلة في الرحلة إليها، منها الموت في البحر، والتعذيب، وكافة صنوف الانتهاكات.

وشدد على أنه "ينبغي للحكومة الإثيوبية، بدعم من شركائها الدوليين، أن تدعم العائدين إلى إثيوبيا والذين ليس معهم إلا ما يرتدون من ثياب، ولا يعرفون إلى من يلجؤون لطلب العون".

ووثقت هيومن رايتس ووتش مقابلة 12 إثيوبيا في أديس أبابا رُحِّلوا من السعودية من ديسمبر/كانون الأول 2018 إلى مايو/أيار 2019، كما قابلت هيومن رايتس ووتش عاملين بمنظمات إنسانية ودبلوماسيين معنيين بالقضايا المتصلة بهجرة الإثيوبيين.

وتُقدر "المنظمة الدولية للهجرة" أن ما يناهز 500 ألف إثيوبي كانوا في السعودية عندما بدأت الحكومة السعودية حملة الترحيلات في نوفمبر/تشرين الثاني 2017.

واعتقلت السلطات السعودية ولاحقت قضائيا ورحّلت أجانب خالفوا نظم العمل والإقامة، وكذلك من عبروا الحدود بصورة غير نظامية، نحو 260 ألف إثيوبي، أي 10 آلاف شهريا في المتوسط.

وجرى ترحيل من جرى ضبطهم من المملكة إلى إثيوبيا بين مايو/أيار 2017 ومارس/آذار 2019، بحسب المنظمة الدولية للهجرة، والترحيلات مستمرة.

وأشارت رايتس ووتش إلى إعلان وزارة الداخلية السعودية عبر "تويتر" في 2 أغسطس/آب إلى أنها أوقفت 3.6 مليون شخص، بينهم 2.8 مليون على خلفية مخالفات لنظم الإقامة، و557 ألفا لمخالفة نظام العمل، و237 ألفا جراء مخالفات عبور الحدود.

كما أوقفت السلطات 61.125 شخصا بتهمة عبور الحدود بصورة غير قانونية إلى المملكة، و51% منهم إثيوبيين، وأحالت السلطات 895 ألف شخص للترحيل، بخلاف ما يتعلق بمن عبروا الحدود بصورة غير قانونية، فالأرقام المذكورة غير مقسمة بحسب الجنسية.

وروى الأشخاص الذين قابلتهم "رايتس ووتش" قصصا مأساوية، إذ تعاملوا مع شبكات تهريب وإتجار بالبشر متصلة إقليميا بكل من إثيوبيا، وجيبوتي، وأرض الصومال، وبونت لاند، واليمن، والسعودية.

ولجأ المهربون خارج إثيوبيا، لا سيما في اليمن، إلى استخدام العنف أو التهديد به لابتزاز فدية من أقارب المهاجرين أو الأشخاص الذين هم على اتصال بهم، وكان العبور في قوارب مكتظة دون طعام أو ماء، مع منع المهربين المسلحين إياهم من الحركة في القوارب.

من بين نحو 180 شخصا في القارب، مات 25، كان مكتظا بالركاب وعلى وشك الغرق، لكن الدلالين (الوسطاء) أمسكوا ببعض الأشخاص ورموا بهم في البحر، نحو 25 شخصا، بحسب شهادات المهاجرين..

وروى مهاجرون إثيوبيون أنهم اضطروا إلى سداد فديات إلى من أسروهم باليمن حال وصولهم، وعندما توجهوا شمالا عبر الحدود إلى السعودية، أطلق حرس الحدود السعوديون عليهم النار فقتلوا وأصابوا الكثيرين من العابرين معهم، ورأوا جثثا في الدروب الحدودية.

وسبق أن وثقت هيومن رايتس ووتش قيام حرس الحدود السعوديين بإطلاق النار على المهاجرين وقتلهم أثناء عبورهم الحدود.

حتى من أوقفتهم شرطة الحدود السعودية، فقد تم احتجازهم في ظروف السجن المسيئة في عدة منشآت احتجاز جنوبي المملكة، منها عدم كفاية الطعام وعدم ملائمة دورات المياه أو الرعاية الطبية؛ وتدهور مرافق الصرف الصحي؛ والازدحام؛ والتعرض للضرب على يد الحراس.

أعادت السعودية قسرا ودون اتباع الإجراءات اللازمة مئات آلاف الإثيوبيين إلى أديس أبابا، والذين لم يحصّلوا خلال رحلتهم سوى الديون والصدمة.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية.. شروط وضمانات جديدة لعودة العمالة المنزلية الإثيوبية

السودان.. إحباط تهريب 21 إثيوبيا إلى الإمارات وليبيا