خلافات مصرية فرنسية بسبب دعم حفتر

الأحد 18 أغسطس 2019 04:58 م

تشهد العلاقات المصرية - الفرنسية، اختلافات في وجهات النظر، بشأن استمرار دعم الجنرال الليبي المتقاعد "خليفة حفتر"، بعد تفاقم الوضع الميداني والسياسي في ليبيا، ورفض باريس بعض ممارسات قواته.

وكشفت مصادر دبلوماسية مصرية وأوروبية في القاهرة، عن فتور فرنسي في دعم "حفتر"، الذي يحظى بدعم مصري وإماراتي مباشر.

وتتركز الخلافات، حسب المصادر، على استمرار قصف ميليشيات "حفتر" للمنشآت والمرافق المدنية، كالطائرات ومحطات المياه والوقود، بدعوى استخدامها في إخفاء عناصر أو معدات عسكرية استوردتها حكومة "الوفاق الوطني"، المعترف بها دولياً، من تركيا ودول أخرى، حسبما نقلت صحيفة "العربي الجديد".

ويحاول الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، تجاوز هذه الخلافات قبل قمة السبع الكبرى المقرر عقدها في فرنسا نهاية الشهر الجاري، والتي كان يأمل أن ينجح قبلها في تغيير توازن القوى الميداني لصالح "حفتر"، بهدف انتزاع مباركة أمريكية وأوروبية لدعم مصر له.

ووفق المصادر، فإنّ باريس تلقي اللوم على القاهرة في استمرار قصف "حفتر" لهذه المنشآت لأسباب مختلفة، أبرزها أنّ اللواء المتقاعد يحصل على المعلومات والبيانات اللازمة لهذه العمليات من الاستخبارات الحربية المصرية.

يضاف إلى ذلك، أن مصر تؤمن إمداده بالمعدات والذخائر اللازمة لذلك، في وقت كانت فيه فرنسا تحاول الوصول إلى اتفاق مع إيطاليا ودول أخرى للعمل سوياً على تقليص إمدادات الذخيرة والسلاح للطرفين المتناحرين في ليبيا، سعياً للوصول إلى نقطة يمكن البناء عليها لإرغامهما على العودة لمسار المفاوضات السلمية.

وأضافت المصادر، أنّ الحكومة الفرنسية التي كانت تدعم "حفتر" بصور شتى غير معلنة، فقدت حماستها له حالياً، أكثر من أي وقت مضى، بسبب توالي الوقائع التي يُحرج فيها الدول الداعمة له، بارتكاب مخالفات ممنهجة وجرائم حرب أو خرق للهدنات.

كما ابتعدت فرنسا عن "حفتر"، بسبب عجزه عن حسم المعارك المتتالية، وفشله في إثبات أنه الرجل الأقوى في ليبيا كما كان يصوّر سلفاً.

وحسب المصادر، فإن المعركة في طرابلس على وشك دخول شهرها السادس ولم يحقق "حفتر" التقدم الذي كانت الدول الداعمة له أو الراضية به أو المعارضة للوجود الإسلامي في حكومة الوفاق تتوقعه عند اندلاع المعركة الحالية في أبريل/نيسان الماضي.

وذكرت المصادر نفسها، أنّ فرنسا التي ترفض انخراط جماعات الإسلام السياسي في جيش حكومة الوفاق، ترى أنّ مصر لا تحقق أيضاً أي نجاح عملي في ملف تطويق الإسلاميين الذي كانت قد بدأت به منذ أعوام.

وأشارت المصادر إلى أنّ الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، يمتنع حالياً تحت ضغط أوروبي وداخلي عن منح مزيد من المساعدات لـ"حفتر"، وهو ما دعا "السيسي" وولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" منذ أشهر عدة، إلى تكثيف اتصالاتهما بموسكو وواشنطن، لتعويض ما قد ينتج عن خفوت الدعم الفرنسي.

وتواصل قوات "حفتر" منذ 4 من أبريل/نيسان الماضي، هجوما للسيطرة على طرابلس حيث مقر حكومة الوفاق الوطني التي تدعمها الأمم المتحدة.

ولم تتمكن قوات "حفتر" من إحراز تقدم كبير صوب طرابلس حيث تواجه مقاومة شرسة من قوات حكومة الوفاق، إلى جانب استعادة الأخيرة مدينة غريان الاستراتيجية قبل أكثر من شهر التي كانت غرفة عمليات رئيسية لقوات "حفتر" غربي ليبيا.

وتسببت المعارك منذ اندلاعها، والتي دخلت الشهر الخامس، بسقوط نحو 1100 قتيل وإصابة 5762 بجروح بينهم مدنيون، فيما اقترب عدد النازحين من 120 ألف شخص، بحسب وكالات الأمم المتحدة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قوات حفتر ميليشيات حفتر خليفة حفتر العلاقات المصرية الفرنسية ماكرون

بعد يومين من استقباله حفتر.. السيسي يؤكد لماكرون دعم ليبيا

حفتر يصل القاهرة في ثالث زيارة منذ هجوم طرابلس

أمريكا تحث مصر على إنهاء أزمة ليبيا سياسيا

حفتر يشترط ضمانات للانسحاب من محيط طرابلس

دراسة فرنسية: مصر استخدمت مقاتلات رافال في دعم حفتر