النظام السوري يستنجد بأهالي الحسكة لصد هجوم تنظيم الدولة على الجيش السوري والأكراد

الجمعة 26 يونيو 2015 04:06 ص

دعت الحكومة السورية سكان الحسكة يوم الجمعة للتعبئة لقتال مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» الذين يحاولون السيطرة على المدينة التي تقع في شمال شرق البلاد.

وقال وزير الإعلام «عمران الزعبي» في التلفزيون الحكومي أنه يدعو كل رجل وكل إمرأة وكل شاب قادر على حمل السلاح الى التحرك على الفور والانضمام إلى المواقع الأمامية على الجبهة للدفاع عن المدينة.

وأضاف أن مقاتلي «الدولة الإسلامية» فجروا قنابل دمرت جزءا من مبنى أمني في المدينة وقتلت عددا من الاشخاص. وتابع الزعبي أن الجيش يواجه عدوانا إرهابيا لم يسبق له مثيل مشيرا إلى هجمات ضد قوات الحكومة السورية في الحسكة وأماكن أخرى في أنحاء سوريا.

وقال تنظيم «الدولة الإسلامية» يوم الجمعة إنه أطلق سراح السجناء من سجن في مدينة الحسكة.

وأضاف التنظيم  عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر «تم تحرير المعتقلين في السجن المركزي»

هجمات متزامنة

شن تنظيم «الدولة الإسلامية» هجمات متزامنة على الجيش السوري ومقاتلين أكراد أثناء الليل بعد أن فقد السيطرة على أراض خلال الأيام القليلة الماضية في مواجهات مع قوات يقودها الأكراد بمحافظة الرقة معقل التنظيم المتشدد.

وبعد أن مني بخسائر في الآونة الأخيرة على يد القوات الكردية المدعومة بغارات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة سعى تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى الأخذ بزمام المبادرة من جديد بشن هجمات على مدينة كوباني التي يسيطر عليها الأكراد وتقع على الحدود مع تركيا ومناطق تحت سيطرة الحكومة في مدينة الحسكة بشمال شرق سوريا.

وفي هجوم منفصل في الحرب الأهلية السورية شن تحالف لمقاتلي المعارضة في جنوب البلاد هجوما يوم الخميس بهدف طرد القوات الحكومية من مدينة درعا.

وتأتي هجمات تنظيم «الدولة الإسلامية» بعد تقدم سريع أثنت واشنطن على نجاحه لقوات يقودها الأكراد في عمق الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم إلى أن أصبحوا على بعد 50 كيلومترا من الرقة.

ويشكل الهجوم المزدوج على القوات الحكومية في مدينتي الحسكة ودرعا - وهما عاصمتان لمحافظتيهما - اختبارا لمدى قدرة قوات النظام السوري على الصمود في مواقع نائية تقع بعيدا عن المنطقة الغربية التي تمثل أولوية قصوى لبقاء النظام.

وقال التنظيم في بيان «في عملية مباغتة يسر الله لجنود الخلافة السيطرة على حي النشوة الغربية والمناطق المجاورة لها» في جنوب غربي مدينة الحسكة المقسمة إلى مناطق تحت سيطرة الحكومة وأخرى تحت سيطرة الأكراد. وأضاف البيان أن القوات الحكومية «انسحبت نحو مركز المدينة».

آخر معاقل القوات الحكومية

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن التنظيم انتزع السيطرة على منطقتين من القوات الحكومية.

وتعتبر المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية في الحسكة بين آخر المناطق الخاضعة لسيطرتها في شمال شرق سوريا على الحدود مع العراق وتركيا وهي أراض يسيطر الأكراد على معظمها منذ نشوب الحرب الأهلية في 2011.

وقال مسؤولون أكراد والمرصد إن هجوم التنظيم يوم الخميس على كوباني بدأ بتفجير سيارة ملغومة واحدة على الأقل في منطقة قريبة من المعبر الحدودي مع تركيا. ويشتبك مقاتلو التنظيم مع القوات الكردية في المدينة نفسها.

وشهدت كوباني بعضا من أعنف المعارك مع تنظيم «الدولة الإسلامية» العام الماضي. وطردت وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة بغارات التحالف مقاتلي التنظيم في يناير كانون الثاني بعد قتال دام أربعة أشهر.

وقال ريدور خليل المتحدث باسم وحدات حماية الشعب إن المقاتلين الذين شنوا الهجوم يوم الخميس دخلوا المدينة من الغرب في خمس سيارات وإنهم قاموا بخدعة فرفعوا علم الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب والذي يحارب التنظيم  مع الوحدات.

وأضاف لرويترز «فتحوا النار بشكل عشوائي على كل من وجدوه».

وقال المرصد إن المهاجمين أيضا ارتدوا البزات العسكرية التي يرتديها مقاتلو وحدات حماية الشعب. وأضاف ان المقاتلين الأكراد قتلوا 30 من المهاجمين.

وذكرت وحدات حماية الشعب الكردية في صفحة على فيسبوك إن 15 مقاتلا على الأقل من تنظيم الدولة الاسلامية قتلوا في كوباني.

وقال ولات عمر وهو طبيب في كوباني إن 15 شخصا قتلوا وأصيب 70 آخرون بينهم كثيرون حالتهم خطيرة مشيرا إلى أن البعض فقدوا أطرافهم في حين نقل آخرون إلى تركيا للعلاج.

وقال شهود إن نحو 50 شخصا فروا إلى معبر مرشد بينار الحدودي مع تركيا في كوباني بعد الهجوم سعيا لعبور الحدود. وذكر التلفزيون السوري أن المهاجمين دخلوا كوباني من تركيا وهو ما نفته حكومة أنقرة.

غــارات جــوية

وكان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قد شن غارات يوم الخميس على التنظيم في الحسكة وعلى مقربة من مدينة تل أبيض غربا على مقربة من الحدود مع تركيا.

وذكر مسؤول سوري طلب عدم نشر اسمه أن التنظيم يحاول فيما يبدو تشتيت تركيز القوات التي تقاتله بسبب الضغط الذي يتعرض له حاليا في الرقة. وقال «أعتقد أن هذا هو سبب تحركهم الى الحسكة لأنهم شعروا بخطر داهم من الوضع في الرقة».

وقال المقاتلون الأكراد إنهم لا يعتزمون في الوقت الحالي التقدم صوب مدينة الرقة.

وشن مقاتلو المعارضة في جنوب البلاد هجومهم يوم الخميس للسيطرة على درعا التي ستصبح إذا ما سقطت ثالث عاصمة محافظة سورية يفقد الأسد السيطرة عليها منذ بدء الحرب بعد أن سيطر التنظيم المتشدد على الرقة وسيطر تحالف لفصائل سورية معارضة للنظام على إدلب.

وتواجه حكومة الأسد ضغوطا عسكرية متزايدة منذ مارس آذار وفقدت السيطرة على أراض في شمال غرب وجنوب ووسط البلاد حيث سيطر التنظيم المتشدد على مدينة تدمر الشهر الماضي.

وتقتصر سيطرة الأسد الآن في الأساس على المراكز السكنية الرئيسية في غرب سوريا حيث سعى إلى إحكام قبضته بمساعدة جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية المتحالفة معه.

وقال تحالف لجماعات معارضة يعرف باسم «الجبهة الجنوبية» إن هجومه على درعا بدأ فجرا. ولجبهة النصرة أيضا وجود قوي في الجنوب.

وامتدت آثار القتال إلى الأردن حيث أدت قذيفة صاروخية طائشة إلى مقتل بائع في سوق وإصابة آخرين.

وقال «عصام الريس» وهو متحدث باسم الجبهة الجنوبية إن المعركة تستغرق وقتا وانهم مستعدون لها وأضاف أنهم بدأوا القصف لكن لا يمكنهم تقييم الوضع حاليا.

  كلمات مفتاحية

الدولة الإسلامية الأكراد عين العرب كوباني الحسكة الجيش السوري

هجوم «الدولة الإسلامية» على كوباني خلّف 146 قتيلا

ناشط سوري: انهيار قوات «الأسد» في الحسكة ومقتل 73 منها على يد «الدولة الإسلامية»

كيف تغير انتصارات «الدولة الإسلامية» شكل الحرب الدائرة في سوريا؟

«الدولة الإسلامية» يتقدم نحو الحسكة .. ودعوات إسرائيلية لتقسيم سوريا لدويلات مذهبية وعرقية

«فورين بوليسي»: هل انتهى «بشار الأسد» حقا هذه المرة؟

مقتل 20 من جيش «الأسد» في تفجير لـ«الدولة الإسلامية» في الحسكة

«الدولة الإسلامية» يتقدم في «الحسكة» السورية بعد خسارته «عين العرب»