«العفو الدولية»: السلطات المصرية تسحق آمال جيل بتعمدها سجن النشطاء الشباب

الثلاثاء 30 يونيو 2015 06:06 ص

قالت منظمة «العفو» الدولية إن السلطات المصرية «تسحق آمال جيل في مستقبل مشرق» بتعمدها سجن النشطاء الشباب لإخماد الاحتجاجات، معتبرة أن البلاد عادت الآن لحالة «القمع الشامل».

ونددت القاهرة بهذا التقرير، الذي قالت فيه منظمة «العفو» إن أكثر من 41 ألف شخص اعتقلوا أو وجهت لهم اتهامات بارتكاب جرائم جنائية أو حكم عليهم في محاكمات غير عادلة، ووصفته بـ«الكاذب».

وفي تقرير صدر عنها، اليوم الثلاثاء، بعنوان: «سجن جيل: شباب مصر من الاحتجاج إلى السجن» بحثت منظمة «العفو» حالات 14 شخصا من بين آلاف الشباب الذين قالت إنهم «سجنوا بشكل تعسفي» في مصر خلال العامين الماضيين على خلفية الاحتجاجات.

وفي تقريرها الذي صدر في الذكرى الثانية لـ«ااحتجاجات 30 يونيو /حزيران 2013» التي اتخذها الجيش ذريعة للانقلاب على «محمد مرسي»، في يوليو/تموز 2013، انتقدت المنظمة الحقوقية الدولية ما وصفته بـ«السياسات القمعية» في عهد الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»الذي كان وزيرا للدفاع في عهد «مرسي»، وقاد الانقلاب العسكري عليه. 

وقالت «حسيبة حاج صحراوي»، نائبة مدير «برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» في المنظمة: «من خلال استهداف النشطاء الشباب بلا هوادة في مصر تسحق السلطات آمال جيل كامل من أجل مستقبل أكثر إشراقا».

وبعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بحسني مبارك من سدة الحكم كان ينظر إلى الشباب على أنهم الأمل في التغيير.

وقالت صحراوي: «مع ذلك يقبع كثير من هؤلاء النشطاء الشباب اليوم خلف القضبان مما يقدم كل الدلائل على أن مصر عادت إلى دولة القمع الشامل».

وبعد الاطاحة مرسي شنت قوات الأمن حملة صارمة على أنصاره واعتقلت نشطاء ليبراليين كان من رموز ثورة 25 يناير/كانون الثاني.

وقالت منظمة «العفو» مستشهدة بجماعات حقوق إنسان مصرية إن أكثر من 41 ألف شخص اعتقلوا أو وجهت لهم اتهامات بارتكاب جرائم جنائية أو حكم عليهم في محاكمات غير عادلة.

ولفتت إلى أنه لا يوجد فرد واحد من قوات الأمن واجه اتهامات جنائية فيما يتعلق بمقتل مئات من أنصار مرسي في فض اعتصامين يوم 14 أغسطس/آب 2013.

واستشهدت المنظمة الحقوقية الدولية بقضية «محمود محمد أحمد حسين» الذي قالت إن عمره كان 18 عاما عندما ألقي القبض عليه وهو في طريقه إلى منزله بعد احتجاج بسبب شعار على قميصه.

وقالت المنظمة: «أوضحت أسرته ومحاموه إنه تعرض للتعذيب لإجباره على الاعتراف بأنشطة تتعلق بالإرهاب».

وأضافت: «قضى يوم ميلاده التاسع عشر في السجن وقضى الآن أكثر من 500 يوم دون توجيه اتهام أو محاكمة».

واعتبرت منظمة « العفو» في تقريرها أن حلفاء مصر الغربيين طالبوا بالديمقراطية في البلاد، لكنهم لم يتخذوا إجراءات ملموسة لتعزيزها.

وأضافت: «يخالف زعماء العالم التعهدات التي قطعوها على أنفسهم بالوقوف إلى جانب الشباب المصري عندما سقط مبارك في فبراير/ شباط 2011. تسجن مصر النشطاء المسالمين بينما يغض المجتمع الدولي الطرف عن ذلك».

وأدانت المنظمة بشدة مقتل النائب العام المصري «هشام بركات» في تفجير سيارة ملغومة استهدف موكبه، صباح أمس، في القاهرة.

وقالت: «إذا كان لسيادة القانون أن تسود في مصر فيجب أن يحظى القضاة وممثلو الادعاء بالحرية في ممارسة عملهم دون التهديد بالعنف»، وحثت السلطات على عدم الرد من خلال القمع.

الخارجية المصرية: التقرير كاذب

من جانبها، أدانت وزارة الخارجية المصرية تقريرا منظمة «العفو»، ووصفته بـ «الكاذب».

وقال بيان للخارجية المصرية اليوم الثلاثاء: «تعرب وزارة الخارجية عن استهجانها ورفضها الكامل للتقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية، والذي ادعت فيه زوراً وكذباً استهداف السلطات المصرية للشباب وقيامها باحتجاز العشرات من الأشخاص دون محاكمات عادلة».

وجددت الوزارة رفضها لصدور مثل تلك التقارير، زاعمة أن منظمة «العفو» «تفتقد تماماً للمصداقية وتفتقر لأبسط مفاهيم الحريات وتنتهك بشكل صارخ حق الشعب في اختيار القيادة التي تحكمه ورفضه لأعمال الإرهاب والعنف وكافة أشكال التدخل من جانب منظمات لها أجندتها الخاصة تعمل وفقاً لها تحقيقاً لأهدافها المغرضة واستهدافها للاستقرار والأمن في البلاد وغض الطرف عن ممارسات الجماعات الإرهابية وخلق أفق لعملها من خلال الدعوات للحريات المطلقة وغير المسؤولة وترديد الأكاذيب».

وتابع :«وإذ تؤكد وزارة الخارجية مجدداً أن تكرار قيام تلك المنظمة بإصدار تلك التقارير يعكس الازدواجية وسياسة الكيل بمكيالين والانحياز وعدم الموضوعية، وهو بالطبع ليس بجديد على منظمة تفتقر للحيادية، فضلاً عن أن هذا الأسلوب الممنهج إنما ينم عن رغبة تلك المنظمة وغيرها من المنظمات في تشويه صورة مصر من أجل تحقيق أهدافها الخبيثة بما في ذلك الرغبة في المساس بأمن البلاد وزعزعة استقراره، وبما يتماشى مع مصالحها».

  كلمات مفتاحية

مصر منظمة العفو الدولية حقوق الإنسان اعتقالات

«التعذيب» في مصر.. سلاح الدولة الذي ينقلب عليها

لجنة حماية الصحفيين: عدد قياسي من الصحفيين في سجون مصر

10 منظمات حقوقية دولية: السلطات المصرية تجدد الحملة القمعية على المنظمات المستقلة

هيومن رايتس ووتش: مصر .. عام من الانتهاكات في ظل قيادة «السيسي»

مصر.. منظمات حقوقية تبدي قلقها الشديد من اتساع ظاهرة «الإخفاء القسري»

«العفو الدولية»: مصر تشهد أكبر أزمة حقوق إنسان في عهد «السيسي»

دبلوماسي قطري يوبخ مستشار «محمد بن زايد» بسبب أحداث مصر

مكافحة الإرهاب أم تأجيجه؟

750 ألف مصري تقدموا لبرنامج الهجرة العشوائية الأمريكي

أمريكا تفتح باب الهجرة للمصريين.. ومليون متقدم العام الماضي