وبّخ الدبلوماسي القطري «ناصر بن حمد آل خليفة»، الأكاديمي الإماراتي «عبدالخالق عبد الله» الذي يعمل مستشارا لدى «محمد بن زايد»، وذلك في سجال بينهما عبر «تويتر» بسبب الأحداث في مصر التي أجبرتهما الاثنين على السهر طوال ليلة الأربعاء الخميس ليتبادلا التغريدات.
إذ يؤكد الدبلوماسي القطري أن «ديكتاتورية العسكر وإجرامهم في مصر» هو السبب وراء ما يجري من سفك للدماء، بينما يحمل الأستاذ الإماراتي جماعة «الإخوان المسلمين»، وهم في السجون، المسؤولية عما يجري، ويبرئ ساحة العسكر وهم في الحكم مما يحدث.
وكتب أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات، الدكتور «عبد الخالق عبد الله»، على «تويتر» معلقا على اليوم الدموي في مصر: «سياسات الإخوان العبثية وهجمات داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) الإرهابية هما السبب الرئيسي لتقييد الحريات ومصادرة حقوق الإنسان وعودة الدولة البوليسية القمعية في مصر».
هذه التغريدة سرعان ما رد عليها الدبلوماسي القطري «ناصر بن حمد آل خليفة» موبخا الأكاديمي الإماراتي، ومستهجنا طريقة قراءته لما يجري في مصر.
وكتب «آل خليفة» مخاطبا مستشار «محمد بن زايد»: «دكتور، لا يجوز لمن مثلك درس التحليل السياسي أن يأتي بمثل هذا التحليل الهزيل وغير المقنع.. مصر ضحية نظام عسكري فاشي».
وأضاف: «مصر لا تحتاج لهكذا تحليل يخلط الأوراق ظلما ويتناسى أن انقلابا عسكريا بدعم إقليمي ضد رئيس شرعي تم واستبدل بديكتاتور فاشي.. أربأ بك يا دكتور أن تكون مبررا لسياسات لا يمكن قبولها أخلاقيا ولا إنسانيا بتحميلها الإخوان المسلمين وهم ضحاياها».
ورد «عبد الله» بعد ذلك بالقول: «مصر ضحية الإرهاب أولا، وضحية فجور الإخوان ثانيا، وضحية عودة دولة المخابرات ثالثا، وضحية الفساد رابعا، وغياب الرؤية خامسا».
وسرعان ما رد «آل خليفة» على هذه التغريدة بأخرى مضادة قال فيها: «كل ما ذكرت لعبت دورا ما، لكن المسؤول الأول هو عودة ديكتاتورية العسكر، والدولة العميقة ومخابراتها بفسادها وإفسادها».
ثم بعث «آل خليفة» بصورة بشعة لواحد من الضحايا جماعة الإخوان المسلمين الذين قتلوا على يد الأمن المصري، أمس، في مدينة «6 أكتوبر» (غرب القاهرة)، وسأل «عبد الخالق» مستنكرا: «هل ترضى أن يحدث مثل هذا لقريبك أو صديقك يا دكتور؟ الظلم ظلمات ومن سكت على الظلم أو برره بلوم الضحية قد يجد نفسه ضحية».
فيما رد «عبد الله» على السؤال بالقول: «أنا أدين النظام القمعي في مصر ليلا نهارا، ولا أطيق العسكر، لكن أتمنى منك ولو مرة واحدة أن تدين فجور الإخوان وعبثهم بأمن مصر».
ورد «آل خليفة» على الفور قائلاً: «أنا لا أدين الضحية مهما كانت أخطاؤها؛ فكونها ضحية تصبح إدانتها سقطه أخلاقية وجريمة إنسانية يا دكتور».
و«ناصر بن حمد آل خليفة» هو أحد أبرز الدبلوماسيين السابقين في دولة قطر، وكان سفيرا للدوحة في الولايات المتحدة لسنوات طويلة، قبل أن يتقاعد في العام 2007، ويتحرر من قيود الدبلوماسية وينشط مؤخرا في الكتابة على «تويتر»، والتعليق على الأحداث التي تشهدها المنطقة والعالم.
وشهدت مصر، أمس، يوما دمويا ؛ حيث شنت جماعة «ولاية سيناء»، التي أعلنت ولائها لتنظيم «الدولة الإسلامية» هجمات على نقاط تفتيش للجيش المصري في سيناء (شمال شرقي مصر)، تعد الأعنف منذ سنوات.
وبينما قالت تقارير لوكالة أنباء عالمية، نقلا عن مصادر أمنية، إن هذه الهجمات أدت إلى مقتل أكثر من 70 قتيلا ما بين جنود ومدنيين، قال بيان للجيش إنه سقط من صفوف الجيش 17 قتيلا، بينما سقط في صفوف المسلحين أكثر من 100 قتيل.
وفي اليوم ذاته، قالت مصادر أمنية إن قوات الشرطة قتلت تسعة «مسلحين» في مدينة 6 أكتوبر، غرب القاهرة، لافتة إلى أنه من بين القتلى القيادي البارز في جماعة الإخوان البرلماني السابق «ناصر الحافي »، وزعمت أن المجتمعين بادروا بإطلاق النار على الشرطة التي ردت عليهم مما أدى إلى مقتلهم.
لكن المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين «محمد منتصر» قال في تصريحات صحفية: «تمت تصفية مجموعة من قيادات الإخوان بدم بارد»، مضيفا: «لم يكن هناك أية اشتباكات».