لوب لوغ: النفط السعودي تحت الحصار الإيراني

الأربعاء 18 سبتمبر 2019 01:01 م

يبدو أن الهجمات الأخيرة على صناعة النفط في الخليج العربي هي جزء من إستراتيجية إيران لتحذير دول الخليج من أنها يمكن أن تمنع جميع شحنات النفط، إذا رأت ذلك مناسبًا.

ويرسل الدمار الواسع الذي حدث يوم السبت لمحطة بقيق لمعالجة النفط رسالة مفادها أن إيران تمتلك أسلحة فائقة الدقة يمكن أن تلحق الضرر بإنتاج النفط السعودي. ومع ذلك، فإن الرسالة غير الظاهرة ربما تكون أكثر خطورة.

قبل بضعة أسابيع، قامت إيران (وفق المزاعم) بتفجير 3 ناقلات في مرسى قبالة ميناء الفجيرة الإماراتي في خليج عمان. وكانت شركات الشحن ترسو بناقلاتها على بعد بضعة كيلومترات من الفجيرة، على بعد 24 ساعة من موانئ التحميل الخليجية، لضمان الوفاء بمواعيدها النهائية مع إبقاء ناقلاتها خارج الخليج في حالة نشوب صراع مفاجئ.

والآن، بالطبع، يعرف جميع منتجي النفط وأرباب الشحن وأساطيل المياه الزرقاء أن الفجيرة وخليج عمان ليسا الملاذ الآمن الذي ظنوه. وهناك أيضا أسباب للاعتقاد بأن خط الأنابيب بطاقة 1.5 مليون برميل يوميا الذي يصل من أبوظبي إلى الفجيرة معرض للخطر بالمثل.

وتؤدي احتمالية تلغيم السفن في الفجيرة إلى زيادة تكاليف الشحن وتشتت الجهود الأمريكية الأساسية لحماية الشحن البحري في الخليج، كما يعني ذلك أن حاملات الطائرات والأساطيل المصاحبة لها عرضة للعمليات الإيرانية، حتى لو كانت على بعد أميال من مضيق هرمز.

ومع الهجوم على خط أنابيب "شرق - غرب" في السعودية في مايو/ أيار، والذي يملك القدرة على شحن 5 ملايين برميل في اليوم إلى ينبع على ساحل البحر الأحمر ، بعثت إيران برسالة مماثلة.

وإذا تمكنت الأسلحة الدقيقة الإيرانية من تدمير محطات الضخ ومحطات المعالجة كما حدث في الهجوم الأخير، فلن يكون خط الأنابيب الواصل إلى البحر الأحمر صالحًا للاستخدام بأي شكل. وهكذا، تظهر إيران للسعودية قدرتها على اعتراض صادرات النفط السعودية بمختلف الأشكال.

وقعت الهجمات على منشآت أرامكو السعودية في بقيق بعد أسبوع واحد من حدوث تغييرات كبيرة في إدارة النفط السعودية. وأصبح لدى أرامكو السعودية رئيس جديد هو "ياسر الرميان"، وهو ليس مهندسًا بل ممول معروف باستثماراته غير النفطية.

كما تم استبدال وزير الطاقة السابق "خالد الفالح" الذي يحظى باحترام كبير لصالح الأمير "عبد العزيز بن سلمان"، نجل الملك "سلمان" والأخ الأكبر غير الشقيق لولي العهد السعودي.

ويعد "عبد العزيز بن سلمان" شخصية معروفة في مجال النفط ولكنه يتمتع بكاريزما أقل من سلفه ولديه مصداقية أقل في معارضة سياسات ولي العهد.

ويعني ذلك أن الهجمات الإيرانية جاءت في وقت تمر فيه سياسة النفط السعودية بمرحلة انتقالية، ما أحدث قدرا من المفاجئة لدى قيادة المملكة. وإذا لم تتسبب التغييرات التي طرأت على القيادة النفطية للمملكة في زيادة تردد المستثمرين المحتملين تجاه الاكتتاب العام المرتقب لأرامكو السعودية، فمن المؤكد أن حادثة بقيق ستفعل ذلك.

في الوقت الحالي، لا تعد السعودية محاصرة عسكريًا من قبل إيران في سوريا والعراق واليمن فحسب، بل إن مصدر ثروتها الرئيسي يتعرض للهجوم. وتخلق إيران ما يكفي من الفوضى لإذلال السعودية، لكنها لم تدفع أسعار النفط حتى الآن لترتفع إلى 100 دولار للبرميل، وهو ما قد يجبر الولايات المتحدة على الانتقام.

وتخوض السعودية معركة وجودية ضد إيران، لكنها تبقى في موقف صعب. وإذا لم تستطع المملكة الرد، فسيكون هذا الضعف داعيًا للمزيد من الهجمات. ومع ذلك، لا يمكن للسعودية الانتقام إلا إذا زودتها الولايات المتحدة بالدعم العسكري الكامل.

وفي الوقت الذي تتمتع فيه المملكة بأسوأ سمعة ممكنة في واشنطن، فإن عددا قليلا من القادة الأمريكيين سوف يرغب في المخاطرة بحياة العسكريين الأمريكيين دفاعًا عن السعودية، وعلى وجه الخصوص عن ولي العهد السعودي.

وتدرك إيران جيدًا طبيعة القيادة في واشنطن التي تتحدث بصخب لكن دون شوكة حقيقية. وينظر الإيرانيون أيضًا إلى "محمد بن سلمان" على أنه قائد ضعيف تعرض للإذلال في الولايات المتحدة وأوروبا.

ولذا، من المتوقع أن تواصل إيران تكثيف هجماتها ضد كل من المصالح الأمريكية والسعودية. بالطبع، سيكون هذا مسارًا خطيرًا حيث يمكن أن تقرر الولايات المتحدة الانتقام في نهاية المطاف ما يفتح الباب أمام الفوضى والحرب والدمار الشامل.

المصدر | جين فرانسوا سيزنيك + لوب لوغ

  كلمات مفتاحية

هجوم أرامكو صادرات النفط السعودي بقيق وخريص

CNN: البنتاغون أعد خطة للرد على هجمات أرامكو.. وترامب ينتظر السعودية

بن سلمان يطلب مساعدة كوريا الجنوبية لتعزيز نظام الدفاع الجوي السعودي

مصدر سعودي ينفي مشاركة المملكة في استهداف مواقع إيرانية بسوريا

مسؤولون أمريكيون: خامنئي صادق على هجوم أرامكو