استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

دقت أجراس الخطر في الخليج العربي

الثلاثاء 30 يونيو 2015 02:06 ص

قبل كل قول، أتقدم بأحرِّ التعازي القلبية إلى الشعب الكويتي الشقيق وإلى أسر ضحايا الفعل الإجرامي البشع الذي أودى بحياة العشرات من المصلين في أول جمعة رمضانية وهم وقوفا في خشوع لله عز وجل، ذلك الفعل الذي تجرمه كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية، علينا جميعا أن نتحد من أجل اجتثاث كل من تسول له نفسه بالعبث بأمن أوطاننا، علينا، نحن الشعب كافة في كل بقعة من بقاع الجزيرة العربية، أن نتحول إلى رجال أمن لحماية مجتمعنا ووطننا من العابثين والمتربصين بأمن وسلامة مجتمعاتنا. 

نعترف أن بيننا خلاف مذاهب دينية نشأت وتجذرت منذ ألف سنة وما انفككنا نستدعيها عندما نختلف على أمر من أمور الدنيا. 

إن اختلاف مذاهبنا وطرائق ممارساتنا الدينية لا يدفعنا إلى الاقتتال، اختلافنا في طاعة الله لا يجب أن يؤدي بنا إلى حرق أوطاننا وجعلها مسرحا للغير يعبث بأمنها واستقرارها ليزرع بيننا الأحقاد والكراهية والثأر الأعمى. 

(2) 

منذ أسابيع قليلة مضت، قام أفراد من الخلايا النائمة بتفجيرات استهدفت المصلين في دور العبادة في القطيف والدمام ونجران في المملكة السعودية، وفي البحرين ألقت السلطات الأمنية القبض على البعض منهم الذين يحملون أدوات التفجير والقتل والدمار بقصد تهريبها إلى دول الجوار العربي، واليوم تفجيرات في الكويت، والحبل على الجرار.

السؤال.. من قام بتلك الأعمال الإجرامية في ديارنا؟ إنهم أفراد الخلايا النائمة في المنطقة وحُمّلت المسؤولية، كما جاء في البيانات الصادرة عن تلك الأعمال "الدولة الإسلامية" أي داعش. 

نعم، إنه تنظيم داعش الإيراني المتواجد بيننا، الهدف من ذلك تحقيق أهداف دول لا تريد بأمتنا العربية خيرا.

(3)

يقدر المتابعون لأمن الخليج العربي بأن دول مجلس التعاون الخليجي تعرضت لأكثر من 150 حادثا إرهابيا منذ احتلال العراق عام 2003 وحتى نهاية عام 2011، وتعرضت المنطقة بعد ذلك لهزة "الربيع العربي" والذي لم تسلم منه معظم دول المنطقة، لكن حكومات الخليج العربي تعاملت مع أحداث الربيع بعقلانية واستطاعت أن تحتوي آثار ذلك الحراك الذي استهدف دولا خليجية. 

لكن بقيت في الساحة الخليجية خلايا نائمة تديرها وتمولها وتدربها قوى أجنبية ومنها إيران، كما تذكر الصحافة الخليجية وتصريحات بعض القيادات السياسية. 

المؤسف جدا أن بعض عناصر تلك الخلايا، إن لم يكن معظمهم، من أهل الوطن وهم يشكلون الذراع القوية في الداخل من أجل تحقيق أهداف قوى خارج الحدود.

انجرار تلك الخلايا المحلية في الظاهر، كان بدافع تحقيق مطالب سياسية واجتماعية، بعضها مطالب عادلة، منها على سبيل المثال المساواة في الحقوق والواجبات بين كافة أفراد الشعب، والقضاء على الفساد والمفسدين، وإصلاح القضاء ليكون قضاء عادلا ومستقلا، وإلى غير ذلك من المطالب المشروعة.

إنها ذرائع حق لكن يراد بها باطل، فهل تقدم حكوماتنا في الخليج العربي لتحقيق الحق لإنهاء الذرائع والقضاء على مروجيها الباحثين عن إثارة الفتن والضغائن؟

(4) 

منذ تسلم الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود زمام القيادة في المملكة العربية السعودية في 23 يناير 2015 والخلق ينظرون جميعا ماذا عساه أن يفعل، داخليا وعربيا ودوليا، في ظل الظروف الصعبة التي تحيط بالعالم العربي والإسلامي؟

في الداخل قام بثورة إدارية سلمية لا سابقة لها في تاريخ المملكة، وأعاد تنظيم جهاز الدولة الأعلى، وسلم القيادة لشباب قادرين على العطاء، ولاقت هذه الثورة الإدارية ترحيبا شديدا في أوساط الشعب العربي السعودي والمحبين لها في الخارج. 

عربيا، أنهى وإلى الأبد خلافات خليجية ــ خليجية، كادت أن تمزق المنظومة الخليجية، وأعاد تفعيل الحراك الوطني في سوريا بما يحقق مصالح الشعب السوري وتحقيق طموحاته المستقبلية، وكما تطالعنا وسائل الإعلام تجري اتصالات هادئة بين جمهورية مصر والمملكة لتفكيك حصار غزة، وإعادة النظر في شأن الإخوان المسلمين الذين لا يحملون سلاحا في وجه الدولة من أجل توحيد الجبهة الداخلية لمواجهة أعاصير سياسية عنيفة تحوم على تخوم الوطن العربي. 

في المجال الدولي، أسس لعلاقات متصاعدة نحو الأحسن مع تركيا وروسيا الاتحادية وفرنسا، بمعنى آخر أنها دبلوماسية سعودية حية يوجه بوصلتها الملك سلمان آل سعود. 

(5) 

لقد فعَّلَ الملك سلمان آل سعود دبلوماسية القوة لأول مرة في تاريخ المملكة، بإعلانه الشجاع بدء عمليات "عاصفة الحزم" لتحرير اليمن من المليشيات المسلحة التي تتلقى الدعم والتأييد، بلا تحفظ، من إيران وإعادة الشرعية إلى صنعاء بعد أن تغلبت عليها مليشيات الحوثي وعلي عبد الله صالح.

كانت "عاصفة الحزم" بارقة أمل لعصر عربي جديد تقوده المملكة العربية السعودية، وتحالفت معها أكثر من اثنتي عشرة دولة عربية وإسلامية لدحر الحوثي وعلي المخلوع وإخراجهما من كل المدن والأرياف اليمنية وتجريد تلك المليشيات من السلاح، حتى لا يبقى إلا سلاح الدولة. 

إن هذا العمل الشجاع لاقى ترحيبا من الجماهير العربية في كل أرجاء الوطن العربي إلا الحاقدين، وراح البعض منهم يطالب بتمدد عاصفة الحزم لتشمل سوريا والعراق وليبيا. 

إنها بيعة شعبية عربية لقيادة المملكة من أجل النهوض بهذه الأمة من عثرتها.

(6) 

أخشى ما أخشاه، والمحبون للقيادة السعودية الجديدة الشابة، أن يخضعوا للضغوط التي تمارس عليهم اليوم من أجل إيقاف العمليات العسكرية في اليمن قبل تحقيق الهدف الرئيسي الذي قامت من أجله عاصفة الحزم، أذكّر بأن بيدهم قرارا أمميا يؤيد عملياتهم الحربية هناك. إنه قرار مجلس الأمن 2216 الصادر تحت الفصل السابع من الميثاق. 

إن المحاولات الجارية اليوم من قبل ولد الشيخ ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لتسويق النقاط السبع وفرضها على الشرعية اليمنية ودول التحالف بقيادة السعودية تشكل خطورة على المملكة ومصداقيتها ومكانتها الدولية لو قبلت أي نقطة من تلك النقاط. 

وللتوضيح تدعو الفقرة الثالثة في النقاط السبع إلى انسحاب القوات المتحاربة من مناطق الاقتتال... "هل يعقل يا ولد الشيخ أحمد أن تطلب من أهل عدن وتعز والضالع المدافعين عن أعراضهم وممتلكاتهم بالانسحاب إلى بيوتهم أسوة بالغزاة الحوثيين القادمين من الشمال؟!". كما أن الفقرة الرابعة تجرد قوات التحالف من مسؤولياتها وتفتح الباب على مصراعيه للعابثين باليمن.

آخر القول: 

الرئيس عبد ربه منصور عليه أن يستيقظ من سباته، ويقلع عن سلبياته، ولا يضع قوات التحالف في مأزق بتصرفاته وإدارته غير المسؤولة.

عليه أن يكون على قدر التحدي ومواجهة الأخطار لإنقاذ اليمن ودول الجوار، وإلا عليه أن يتنحى ولا مجال للمساومة.

  كلمات مفتاحية

الخليج العربي الكويت اليمن عاصفة الحزم عبدربه منصور هادي الملك سلمان

«فورين بوليسي»: الأهداف المتعارضة في اليمن بين السعودية وإيران والولايات المتحدة

«نيويورك تايمز»: ضغوط دولية بسبب تضرر المدنيين وراء توقف «عاصفة الحزم»

«فورين بوليسي»: دعوات للحوار في اليمن تضع ضغوطا على السعودية

«ستراتفور»: الخيارات المعقدة للمملكة العربية السعودية في اليمن

«الملك سلمان»: «عاصفة الحزم» مستمرة حتى ينعم اليمن بالأمن والاستقرار