نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن مسؤول رفيع في إدارة الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» أن الأيام الماضية شهدت مناقشات بين مسؤولين من الولايات المتحدة والسعودية والإمارات بهدف إنهاء القصف الجوي الذي تشنه مقاتلات «عاصفة الحزم» ضد أهداف باليمن.
وأكد المسؤول الأمريكي الذي رفض الإفصاح عن هويته أن السبب وراء تلك المناقشات والرغبة في وقف القصف هو أن الضرر الجانبي الناجم عن القصف كان كبير جدا.
وتبين الصحيفة أن إعلان السعودية جاء بعد ساعات من تصريح لمسؤول إيراني رفيع المستوى بأنه يتوقع إعلانا وشيكا لوقف إطلاق النار. وقال «حسين أمير عبد اللهيان» نائب وزير الخارجية الإيراني : «نحن متفائلون بتوقف الهجمات العسكرية على اليمن في الساعات القليلة القادمة بعد بذل العديد من الجهود».
وقالت الصحيفة أن السعودية وقعت تحت ضغط دولي بسبب القصف الذي ضرب أهداف مدنية بما في ذلك معسكرا للنازحين اليمنيين قتل فيه العشرات وكذلك مخزن طوارئ إغاثي تابع لمنظمة أوكسفام البريطانية.
ولفتت إلى أن الصراع بين السعودية والمتمردين الحوثيين في اليمن زاد من تهديد إرباك الولايات المتحدة وإيران الذين دخلوا مرحلة المفاوضات النهائية بشأن البرنامج النووي الإيراني. مضيفة أن الولايات المتحدة دعمت السعودية في حربها باليمن وحركت سفنا حربية إلى ساحل اليمن لتحذير إيران حتى لا تعيد تسليح الحوثيين.
وذكرت الصحيفة أنه وعلى الرغم من إعلان التحالف وقف عمليات «عاصفة الحزم»، إلا أنه لا توجد إشارة تدل على تراجع الحوثيين من أي من الأراضي التي سيطروا عليها بما في ذلك صنعاء والمناطق الجنوبية خاصة في عدن.
وكانت منظمات إغاثية دولية انتقدت السعودية نتيجة الضربات الجوية العشوائية وكذلك الحصار المفروض على اليمن الذي تسبب في نقص حاد في الطعام والمياه والوقود والدواء.
وذكرت الصحيفة أنه لا يعرف بعد ما إذا كانت السعودية وإيران قد دخلتا في مفاوضات أدت إلى إنهاء عملية «عاصفة الحزم» أو أن وقف العملية من شأنه أن يقود إلى محادثات سلام بين الأطراف المتصارعة في اليمن.
ويذهب التقرير إلى أنه كان هناك شك فيما تستطيع الحملة الجوية وحدها إنجازه. وقال البيان السعودي الرسمي إن الغارات نجحت في «إحباط التهديد لأمن المملكة العربية السعودية والدول المجاورة، من خلال تدمير الأسلحة الثقيلة والصواريخ، التي استولى عليها الحوثيون والقوات الموالية، بما في ذلك قواعد ومعسكرات الجيش اليمني».
وتجد الصحيفة أن إعلان الثلاثاء ينبئ عن احتمال اتفاق سياسي وإغاثة سريعة لمدن اليمن، وخاصة صنعاء التي أصابها القصف يوميا تقريبا.
ولكن المحللين يقولون إن في طيات الإعلان تهديدا بعمل عسكري آخر، وقد يعني مرحلة قتالية أخرى، بما في ذلك زيادة الدعم لوكلائهم على الأرض في محاربة الحوثيين. مشيرة إلى أنه لم يكن هناك أي إشارة إلى انسحاب للحوثيين من أي مناطق استولوا عليها، لا في صنعاء ولا في المناطق الجنوبية، مثل أجزاء من عدن.
وينقل التقرير عن دبلوماسي، اشترط عدم ذكر اسمه، قوله: «لم يتم إضعاف أحد بشكل جدي»، وأضاف أن السعودية «ستأخذ نفسا من الغارات على صنعاء، ولكنها ستستمر».
وتخلص «نيويورك تايمز» إلى أنه في غياب اتفاق بين الطرفين فإن القرار السعودي لا يمنح اليمنيين النازحين من المدن، مثل عدن، حيث لا تزال هناك اشتباكات، شعورا بالراحة. وقال أحمد كليب (30 عاما) وهو نازح من عدن في جيبوتي، إن وقف الغارات الجوية ”جيد لبقية اليمن“، مضيفا أن المقاتلين في عدن يقاومون الحوثيين، ولا يزالون يواجهون ”هجوما شرسا“.