«فورين بوليسي»: الأهداف المتعارضة في اليمن بين السعودية وإيران والولايات المتحدة

الخميس 23 أبريل 2015 01:04 ص

سوف يتردد صدى قرار المملكة العربية السعودية إنهاء الحملة الجوية في اليمن فجأة ضد المسلحين الحوثيين المدعومين من إيران في عواصم الشرق الأوسط من طهران إلى القاهرة، وعلى ساحات المعارك من صنعاء إلى عدن. وعلى بعد آلاف الأميال، يمكن أن تجعل الخطوة أيضا حياة الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» أقل تعقيدا بشكل كبير.

وفي الأسابيع التي تلت بدء الطائرات الحربية السعودية حملتها قصف مواقع للحوثيين في اليمن، كانت إدارة الرئيس «أوباما» مضطرة لتحقيق التوازن بين طلبات الرياض المتمثلة في مزيد من المساعدات الأمريكية في الجهود ورغبة البيت الأبيض في تجنب القيام بأي شيء يمكن أن يخل بمحادثاتها النووية الحساسة مع إيران. وتسابق واشنطن وطهران الزمن لإنهاء صفقة تاريخية بحلول الأول من يوليو/تموز، ويحاول مسؤولون في البيت الأبيض صد الاتهامات من داخل وخارج منطقة الشرق الأوسط بأن الولايات المتحدة كانت قد غضت الطرف عن التدخل الإيراني في اليمن للحفاظ على المفاوضات النووية مستمرة.

لقد كان التحدي في حالة من العرض الكامل في غرفة التصريحات في البيت الأبيض بعد ظهر يوم الثلاثاء، 21 إبريل / نيسان قبل ساعات من إعلان السعوديين عن نهاية ما يسمى بعملية «عاصفة الحسم»، عندما أصر المتحدث باسم البيت الأبيض «جوش أرنست» أن تورط إيران في الحرب الأهلية في اليمن «ليس سببا لتفريق تلك المفاوضات؛ بل في الواقع حافز قوي جدا لتلك المفاوضات أن تنجح».

وقال «سايمون هندرسون» - خبير بالشأن الخليجي لدى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى - إن فكرة بقاء المحادثات النووية منفصلة عن النشاط الإيراني في اليمن أو غيرها من البلدان تبدو جوفاء في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وأضاف «كلمات وعبارات السفسطة التي خرجت من البيت الأبيض ربما تروق لآذان الأمريكيين، ولكن لم يكن لديها أي مصداقية لدى الآذان في الشرق الأوسط، حيث كان الناس حقا ينظرون إلى اليمن كصراع سنة وشيعة فضلا عن كونه عربي فارسي. البيت الأبيض يفكر بطريقة ما تمكنك من التعامل مع المحادثات النووية كحبل منفصل وأن كل شيء يمكن تجاهله. ولكن هذا لا علاقة له بما تبدو عليه الأمور هناك».

وأعلنت المملكة العربية السعودية عن قرارها وقف الحملة الجوية في بيان رسمي الثلاثاء قال إن قواتها تمكنت بنجاح من إحباط تهديد أمن المملكة العربية السعودية والدول المجاورة من خلال تدمير الأسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية التي استولت عليها مليشيات الحوثي، وأن القوات السعودية الآن تنتقل إلى مهمة جديدة تسمى عملية «إعادة الأمل».

وجاءت هذه الخطوة وسط دلائل على أن أسابيع من القصف لم تفعل شيئا يذكر لدفع الحوثيين خارج المناطق اليمن التي يسيطرون عليها الآن، أو إبطاء تقدمهم نحو المدينة الساحلية الرئيسية في عدن. وتوالت انتقادات جماعات حقوق الإنسان للحملة؛ والتي اتهمت السعودية بقصف عشوائي، وقتل أعداد كبيرة من المدنيين. وقدرت منظمة الصحة العالمية يوم الثلاثاء أن القتال الذي بدأ في مارس/أذار أودى بحياة 944 شخصا على الأقل، كما خلف حوالي 3500 من الجرحى.

ولم يخرج حتى الآن سوى القليل من التصريحات بشأن عملية «إعادة الأمل» وما سيترتب عليها في الواقع، ولكن من المؤكد تقريبا أن تشمل حملة منسقة لاستخدام عدد محدود من قوات العمليات الخاصة يشمل مجموعة من دول الخليج لحشد القبائل اليمنية في المعركة ضد الحوثيين. وهناك تهم توجه إلى قوات النخبة بتهريب السلاح والمال للمقاتلين اليمنيين، ومن ثم مساعدتهم على تخطيط وتنفيذ العمليات القتالية البرية في جميع أنحاء البلاد، وخاصة في العاصمة صنعاء وضواحيها. ويعتقد مسؤولون خليجيون أن هذا المزيج يقدم أفضل فرصة لاستعادة السيطرة على المدينة، ومن ثم عودة الحكومة في نهاية المطاف لتكون أكثر ودا تجاه المملكة العربية السعودية أكثر من إيران.

وقد بدأ العراق - حليف كل من واشنطن وطهران - بالفعل اتهام السعودية بالسعي للاستيلاء على السلطة الإقليمية. وفي الأسبوع الماضي استغل رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي» مناقشة مائدة مستديرة مع «فورين بوليسي» ومجموعة صغيرة من الصحفيين لانتقاد الرياض وعملياتها العسكرية داخل اليمن.

وقال «الشيء الخطير هو أننا لا نعرف ما يريد السعوديون القيام به لاحقا. هل يسعون لبناء قوة إقليمية تتدخل في المكان الذي تريد وقتما تريد؟ هل العراق على الرادار السعودي؟ الأمر خطر جدا».

وتابع العبادي: «وفكرة أن تتدخل في شؤون دولة بدون مبرر وفقط من أجل الطموحات الوطنية أمر غير صحيح. وقد فعل صدام هذا من قبل وانظروا ماذا حدث للبلاد».

وبالنسبة للبيت الأبيض، فإن العمليات السعودية داخل اليمن لا يمكنها أن تأتي في وقت أسوأ أو تقدم مجموعة أكثر تعقيدا من الخيارات السياسية. وتحاول الولايات المتحدة والمفاوضين الإيرانيين الانتهاء من العناصر الأساسية للاتفاق النووي، وهو الاتفاق الذي تنظر إليه المملكة العربية السعودية وإسرائيل ومجموعة من الحلفاء الآخرين لأمريكا في المنطقة بعين الشك والعداء الصريح. وقال منتقدون للإدارة الأمريكية مثل السيناتور جون ماكين (جمهوري من أريزونا) إن السعوديين أطلقوا العملية دون الحصول على مساعدات أمريكية كثيرة؛ لأنهم ببساطة فقدوا الثقة في البيت الأبيض.

«هذه الدول - وعلى رأسها المملكة العربية السعودية - لم تخطر، ولم تسعَ للتنسيق معنا أو مساعدتنا في هذا الجهد»؛ بحسب «ماكين» خلال تصريحات له في مارس/أذار، والذي أضاف «هذا لأنهم يعتقدون أننا نقف مع إيران».

ونفى مسؤولون في البيت الأبيض لفترة طويلة أنهم كانوا على استعداد لتحمل سوء السلوك الإيراني في مقابل حدوث تقدم في المحادثات النووية.

ومع ذلك فإن قرار المملكة العربية السعودية خفض مستوى حملتها الجوية يزيل إزعاجا محتملا للمحادثات والوسائل التي ربما لم يعد البيت الأبيض يواجهها، في الوقت الذي يوجد فيه العديد من التساؤلات حول كيفية رغبتها في التوصل لاتفاق ربما يؤثر على الوضع على الأرض في اليمن أو استعدادها لدعم حليف وثيق.

وقال مستشار للسياسة الخارجية لسيناتور ديمقراطي بارز إن إدارة «أوباما» دعمت القصف الذي تقوده السعودية في اليمن لتمهيد الطريق للتوصل إلى حل سياسي للأزمة هناك، وتهدئة المخاوف الإنسانية حول أضرار جانبية في هذا البلد الذي يعاني فقرا مدقعا.

«لقد أقروا بأن العمليات العسكرية لم تجلب الأطراف إلى طاولة المفاوضات» بحسب المستشار.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض «أليستير باسكي» إن الإدارة ترحب بوقف القصف الذي تقوده السعودية، لكنه امتنع عن قول ما إذا كانت الولايات المتحدة اعتمدت على الرياض لوضع حد للعملية. وقال إن إدارة «أوباما» ما زالت مستمرة في الضغط من أجل حل سياسي ترعاه الأمم المتحدة في اليمن وأيضا المساعدات الإنسانية لشعبها.

وقال دبلوماسي كبير في الشرق الأوسط إن البيت الأبيض لم يظهر سوى قليل من عدم الارتياح المستتر للهجوم الذي قامت به المملكة العربية السعودية في اليمن، كما أنه قلق من أن ذلك قد يدمر أي فرصة للتوصل إلى اتفاق سلام يسمح بإنشاء حكومة فاعلة في صنعاء. وقال إنه يجب عدم السماح لأي حملة عسكرية أن تعرقل أو تؤثر على المفاوضات الحساسة للحد من البرنامج النووي لطهران.

وأضاف الدبلوماسي: «اليمن ليست شيئا يُذكر بجانب القضية النووية الإيرانية».

  كلمات مفتاحية

السعودية اليمن أوباما إيران الاتفاق النووي عاصفة الحزم إعادة الأمل

«لوموند»: الأزمة الإنسانية في اليمن وراء التغير المفاجئ في موقف السعودية

«نيويورك تايمز»: ضغوط دولية بسبب تضرر المدنيين وراء توقف «عاصفة الحزم»

أنباء عن تسوية سياسية تشمل مغادرة «صالح» ونزع سلاح الحوثيين وتراجع «الإصلاح»

غارات التحالف وهجمات الحوثيين مستمرة .. وإيران تعتبر انتهاء «العاصفة» ”هزيمة عسكرية“

التحالف يعلن انتهاء «عاصفة الحزم» بتحقيق أهدافها وبدء «إعادة الأمل» لاستئناف العملية السياسية

الحرب الكلامية تتصاعد بين السعودية وإيران

«فايننشال تايمز»: القوى الغربية ضغطت على الرياض لإنهاء «عاصفة الحزم»

الأطراف اليمنية منقسمة حول شروط محادثات السلام

سياسات خاطئة عـرّتها «عاصفة الحزم»

إيران تستدعي القائم بالأعمال السعودي بعد منع هبوط طائرتين لها في صنعاء

كيف ترى النخب السعودية الحرب في اليمن؟

احذروا إيران

هل تعتمد واشنطن على الإمارات بعد ضيق السعودية بالعباءة الأمريكية؟!

إيران: التكفير المباشر والتكفير المستتر

«عاصفة الحزم» رفض سعودي لرسْم مستقبل النظام الإقليمي بمعزل عنها

«الجارديان»: لماذا تبدو طهران حذرة في تعاملها مع ما يحدث في اليمن؟

«ساينس مونيتور»: العلاقات الأمريكية السعودية ومعادلة التغيير

مسؤول إيراني يحذر من خطوات سعودية جديدة في المنطقة

حوار جنيف بشأن اليمن .. ماذا تريد إيران؟

أنا ولوركا وقرطبة وصنعاء

«ناشيونال إنترست»: هل فشل السعودية في اليمن نتيجة حتمية؟

دقت أجراس الخطر في الخليج العربي

«ميدل إيست بريفينج»: الرياض وطهران .. جسور مُدمّرة

مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي: قلق السعودية من إيران سيدفعها لمواجهتها عسكريا

أمير سعودي يؤكد اعتقال ضابط إيراني وعناصر من «حزب الله» في اليمن

«الجارديان»: السعودية وإيران تدشنان مستوى جديد من الخطاب العدائي