«لوموند»: الأزمة الإنسانية في اليمن وراء التغير المفاجئ في موقف السعودية

الخميس 23 أبريل 2015 08:04 ص

نشرت صحيفة «لوموند» الفرنسية تقريرا حول تطورات الوضع اليمني والتغييرات التي طرأت على الموقف السعودي، وقال إن المملكة فضلت تعليق عملياتها العسكرية في اليمن، وأعلنت نهاية المرحلة الأولى «عاصفة الحزم» وبداية مرحلة جديدة تحت اسم «إعادة الأمل».

ورأت الصحيفة أن هذا التحول المفاجئ في الموقف السعودي يعود بشكل أساسي إلى الأزمة الإنسانية التي تعصف باليمن، والتي تفاقمت بسبب القصف الجوي المتواصل. فقد حذرت الأمم المتحدة مؤخرا من فداحة الخسائر البشرية التي وصلت حسب تقديراتها إلى قرابة الألف قتيل وأكثر من ثلاثة آلاف جريح، بالإضافة لأوضاع إنسانية كارثية في ظل معاناة السكان من نقص المياه والغذاء والمواد الطبية والكهرباء.

وقالت الصحيفة، أن موجة القصف الجوي المكثف الموجهة ضد الميليشيات الحوثية والوحدات العسكرية الموالية للرئيس السابق «على عبد الله صالح»، سيتم تعويضها بحملة جديدة أقل قوة، ومركزة - بحسب الرياض - «لفرض الأمن ومكافحة الإرهاب والبحث عن حل سياسي».

وأوردت الصحيفة أن الغارات الجوية يمكن أن تتواصل ولكن بدقة أكبر وأقل كثافة، ما يشير إلى انتقال العمليات، بحسب تعبير دبلوماسي غربي يعمل في الرياض، من النطاق العسكري إلى النطاق السياسي العسكري.

وأفادت الصحيفة بأن ردود الفعل السعودية المعبرة عن الرضا عن نتائج عاصفة الحزم تركت الدبلوماسيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في حيرة من أمرهم، فعندما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، يوم الاثنين الماضي، لوقف إطلاق نار فوري، تجاهل ممثل السعودية «عبد الله المعلمي» هذه الدعوة، وقال إنه يتمنى وقفا سريعا للحرب ولكن أكد في ذات الوقت على أن هذا القرار مرتبط بأهداف تم تحديديها مسبقا ويجب بلوغها قبل إنهاء العمليات.

 وأشارت إلى ثلاثة عوامل رئيسية دفعت المملكة نحو خيار فتح المجال أكثر للعمل السياسي: هي امتناع روسيا عن التصويت للقرار 2216، واقتراب تعيين الموريتاني إسماعيل ولد شيخ أحمد في منصب المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن، خلفا للمغربي جمال بن عمر الذي فقد ثقة الرياض، وهو ما يمكن أن يضع هذا الهيكل الأممي في قلب محادثات الملف اليمني، وأخيرا تعيين رئيس الحكومة اليمنية خالد بحاح  بمنصب نائب الرئيس.

ورأت الصحيفة أن خالد بحاح، المنحدر من محافظة حضرموت في شرق البلاد والسفير السابق لدى الأمم المتحدة، يُنظر إليه على أنه الرجل السياسي القادر على صنع التوافق.

وذكرت بأنه تمت تسميته على رأس الحكومة في تشرين الأول/ أكتوبر 2014، في خضم الأزمة اليمنية. وبعد الاتفاق الموقع في كانون الثاني/ يناير بين الرئيس هادي والحوثيين، اشترط هؤلاء بقاء بحاح في منصبه.

ونقلت في هذا السياق عن دبلوماسي غربي قوله: «بالنسبة لنا يعد بحاح ورقة مهمة، لأن الرئيس هادي أصيب بالإرهاق وتأثر بالأزمة الأخيرة، ولهذا فإن دور بحاح سيكون أهم في المستقبل، بفضل ما يمتلكه من بعد نظر وقوة شخصية وإصرار، ولكن ليس من المؤكد أن هذه الصفات ستكون كافية، بالنظر لمدى تعقيد الوضع في اليمن».

وفي الختام قالت الصحيفة إن الأوساط الدبلوماسية تؤكد أن "السعودية يمكن أن توقف غاراتها الجوية، وتواصل في نفس الوقت تسليح المجموعات التي تقاتل الحوثيين، وهو أمر سبق أن قامت به في الماضي".

  كلمات مفتاحية

لوموند السعودية اليمن عاصفة الحزم إعادة الأمل خالد بحاح

بعد أن هدأت «العاصفة»... جردة حساب

«نيويورك تايمز»: ضغوط دولية بسبب تضرر المدنيين وراء توقف «عاصفة الحزم»

غارات التحالف وهجمات الحوثيين مستمرة .. وإيران تعتبر انتهاء «العاصفة» ”هزيمة عسكرية“

التحالف يعلن انتهاء «عاصفة الحزم» بتحقيق أهدافها وبدء «إعادة الأمل» لاستئناف العملية السياسية

«خالد بحاح»: الرجل الذي يمكن أن ينقذ اليمن

مسلحون موالون لـ«هادي» يعربون عن استيائهم من إيقاف «العاصفة» ويصفونه بـ”الغريب“

«هيومن رايتس»: إصابة مخزن «أوكسفام» في اليمن قد تكون «انتهاكا لقانون الحرب»

«فورين بوليسي»: الأهداف المتعارضة في اليمن بين السعودية وإيران والولايات المتحدة

«إعادة الأمل» من الصومال إلى اليمن: العمليات العسكرية واستراتيجية الأسماء البراقة

«يونيسيف»: مقتل 115 طفلا في اليمن منذ بدء «عاصفة الحزم»

مع تراجع قصف اليمن .. السعودية قد تواجه صعوبة في لعب دور «صانعة السلام»

لقاء تشاوري في قطر يحذر من تدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن ويصفها بـ«الكارثية»

«فورين بوليسي»: في اليمن .. محاولة إنقاذ الناس من دون خيانتهم

«كيري» يشدد على أهمية «هدنة إنسانية» باليمن ويتعهد بتقديم 68 مليون دولار «مساعدات»

وزير الخارجية السعودي يلتقي نظيره الأمريكي في أول لقاء رسمي بعد توليه منصبه

«الحوثيون» يمنعون دخول الأدوية إلى اليمن و«أطباء بلا حدود» تحذر من كارثة كبرى

«واشنطن بوست»: الحرب في اليمن تدفع منشآت الرعاية الصحية إلى حافة الانهيار

اليمن: أحدث كارثة إنسانية في العالم .. كيف ساعدت بريطانيا في خلقها؟

«الجارديان»: الجهاديون هم المستفيدون من الحرب العبثية الدائرة في اليمن

في اليمن.. لا تعطوا الأولوية لفظائع جانب دون جانب آخر