«واشنطن بوست»: الحرب في اليمن تدفع منشآت الرعاية الصحية إلى حافة الانهيار

الاثنين 1 يونيو 2015 09:06 ص

دمرت الحرب في اليمن التي تجاوزت الشهرين القطاع الصحي، وفاقمت من الأزمة الإنسانية، حيث حالت دون حصول الملايين في البلاد على الرعاية الصحية العاجلة، كما تهدد بتفشي الأمراض كشلل الأطفال والحصبة، وذلك وفقًا لأطباء ومنظمات إغاثية دولية.

وذكر أطباء ومنظمات إغاثية بأن الأدوية والتطعيمات والمستلزمات الطبية تنفد وتقل بشكل خطير، بينما يتراجع مستوى الخدمة في المستشفيات، ومنها من تغلق أبوابها. وبالفعل تحدث البعض عن أن منشآت طبية تعرضت لهجمات على يد المليشيات المتحاربة، كما قصفت من قبل التحالف الذي تقوده السعودية، الذي شن حربًا جوية على المتمردين الشيعة المعروفين بالحوثيين في مارس/أذار الماضي.

وقالت «ماري إليزابيث إنجريس» التي تدير عمليات، إن النظام الصحي في اليمن يقترب من الانهيار التام.

ويبلغ عدد سكان اليمن أكثر من 25 مليون نسمة، وكانوا يعانون بالفعل من الفقر ونقص الرعاية الصحية الأساسية قبل بدء الحملة الجوية، لكن الحملة التي تقودها السعودية، أشعلت القتال على الأرض بين الحوثيين والقوات المتحالفة مع الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي». في فبراير/شباط الماضي أطاح المسلحون الشيعة بحكومة «هادي» بعد سلسلة من الاعتداءات التي لا تزال تغطي جميع أنحاء البلاد.

وتتهم المملكة العربية السعودية الحوثيين بأنهم وكلاء لإيران، العدو اللدود لها، وهي الادعاءات التي تنفيها الحركة.

وعلى الرغم من أن عمال الإغاثة غير قادرين على الحصول على بيانات دقيقة بسبب القتال، لاحظت «إنجريس» أن الأزمة قد أنتجت عددا غير محدد، لكنه كبير، من الوفيات التي كان يمكن تجنبها. وقالت «إنجريس» إنها رأت صبيا يبلغ من العمر 4 سنوات في المقاطعة الشمالية لم يتمكن من الحصول على علاج لالتهاب اللوزتين.

وأضافت «إننا متأكدون تماما من أن الناس تركوا ليموتوا في منازلهم، لأنهم ليسوا قادرين على تلقي العلاج».

ومنذ أواخر مارس/أذار قتل ألفي شخص وأصيب ثمانية آلاف. وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان صدر الأسبوع الماضي إنه خلال تلك الفترة ارتفع عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة إلى 8.6 مليون نسمة. ولكن حتى الأشخاص الذين يحتاجون إلى العلاج الأساسي أو مساعدة مثل دعم التوليد أثناء الولادة يفتقرون إلى الرعاية، حسبما ذكر البيان.

ويشير بيان منظمة الصحة العالمية أيضا إلى أن البرنامج الوطني لمكافحة السل قد تم تعليقه، وأن «الأمراض المعدية مثل الملاريا وحمى الضنك تنتشر. كما أن تفشي مرض شلل الأطفال والحصبة أيضا مما ينذر بمخاطر جسيمة».

وقال «صادق الجابري»، رئيس قسم غسيل الكلى في المستشفى العسكري في العاصمة صنعاء، إن المرافق الطبية بالكاد يمكن أن تؤدي الخدمات الأساسية. وقال إن تركيز المستشفيات الآن فقط على حالات الطوارئ، كما يتم عدم السماح لكثير من الناس بسبب إمدادات محدودة من كل شيء من الأكسجين والانسولين والأدوية المخصصة لغسيل الكلى والعلاج الكيميائي.

وأضاف «إننا نواجه نقصا حادا في الأدوية، وخاصة للمرضى الذين يحتاجون إلى غسيل الكلى. نحن لم نعد قادرين على التعامل مع الناس بشكل كاف».

«ناصر الشيراهي»، يبلغ من العمر 55 عاما، كان واحدا من المرضى الذين لم يُسمح لهم دخول المستشفى العسكري. وأخبره الأطباء أنه ما عاد هناك غسيل للكلى يمكن أن يقدموه إليه، وتابع: «نحن نعاني كثيرا بسبب هذا، ونحن خائفون أن يموت أبونا»؛ هكذا عبر ابنه البالغ من العمر 25 عاما عن خوفه، متمنيا من الله أن يشفيه».

وثمة مشكلة رئيسية للمرافق الطبية وهي النقص الحاد في الوقود لمولدات الكهرباء والنقل. وفرضت قوات التحالف، التي تقودها السعودية، الحصار الجوي والبحري على اليمن، ما جعل الأطباء ومنظمات الإغاثة يقولون إن المملكة تخنق الإمدادات الطبية الحيوية فضلا عن المواد الغذائية والوقود.

ويقول مسؤولون بالتحالف إنهم يسمحون بدخول الإمدادات بعد أن قررت عدم نقل السفن والطائرات أسلحة لقوات المتمردين الحوثيين.

ودمر القتال محطات الكهرباء وخطوطها التي تغذي أكثر المراكز الحضرية، وحرمت المجتمعات من الطاقة لعدة أيام. النقص الحاد في وقود الديزل يعني أن المولدات الاحتياطية لا يمكن أن تدير المراكز الطبية، ما تسبب في فساد كميات كبيرة من اللقاحات داخل مرافق التبريد، كما يقول الأطباء. ويقولون أيضا إن نقص البنزين يصعب أيضا من مهام الطاقم الطبي ويفاقم معاناة المرضى في المستشفيات.

وقال «مأرب المهويتي»، جراح أوعية دموية في المستشفى العسكري في صنعاء ،إن نقص وسائل النقل يجبر الأطباء على اتخاذ خطوات جذرية.

ومنذ بدء حملة القصف السعودية، تم بتر أطراف جرحى من الحرب حيث لا يوجد علاج آخر. وأضاف «لو كان هناك علاج عاجل، فإن الأطراف كانت قد تنجو من البتر».

وقال «علي المدوهي»، مستشار رفيع المستوى في وزارة الصحة، إن هناك عدد كبير من المستشفيات لم تجد وسيلة تحول دون إغلاقها، وذلك على مستوى كل اليمن بسبب القتال. ويرجع ذلك جزئيا إلى الهجمات على المنشآت الطبية على أيدي المقاتلين من جانبي للحرب. وقال إنه في مدينة تعز الجنوبية نهبت مليشيات تحارب الحوثيين المستشفيات من لوازم طبية وخلافه لسد حاجتهم الشخصية ومداوة جرحاهم في الحرب.

وقال إنه في محافظة صعدة الشمالية، معقل الحوثيين، كانت المرافق الطبية هدفا لغارات جوية من التحالف «بشكل منهجي»، مضيفًا «كانت كارثة مطلقة».

وامتنع العميد «أحمد عسيري»، المتحدث باسم قوات التحالف التي تقودها السعودية، عن التعليق على مزاعم بأن طائرات التحالف تضرب المستشفيات. وقال إنه سيعالج هذه المطالبات مع المسؤولين في حكومة «هادي»، والذي يعمل حاليا من المملكة العربية السعودية فقط، وأضاف: «نحن لا نعلق على بيانات وتعليقات المتمردين والعصابات»، في إشارة إلى السلطة الحوثية التي تهيمن على صنعاء.

ويُتهم مقاتلو الحوثي على نطاق واسع في اليمن بتنفيذ هجمات عشوائية في المناطق المدنية، وعلى الأخص في مدينة عدن الجنوبية، التي دمرها القتال.

وفي الشهر الماضي، اتهم منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة لليمن، «يوهانس فان دير كلاوو» التحالف الذي تقوده السعودية بانتهاك القانون الدولي و«القصف العشوائي للمناطق المأهولة بالسكان».

  كلمات مفتاحية

اليمن الحوثيين السعودية الأزمة الإنسانية عاصفة الحزم الرعاية الطبية

«لوموند»: الأزمة الإنسانية في اليمن وراء التغير المفاجئ في موقف السعودية

«الصحة العالمية»: الخدمات الصحية في اليمن على شفا الانهيار

«الفاو»: نحتاج 8 مليون دولار بشكل عاجل لإنقاذ 11 مليون يمني من خطر المجاعة

«سي إن إن»: المساعدات اليمنية نقطة في بحر الاحتياجات الإنسانية المطلوبة

أوكسفام: الحرب والحصار يهددان اليمن بكارثة إنسانية

«ستراتفور»: اليمن يتجه نحو الانفصال والأزمة الإنسانية تزداد تفاقما

مجلس الأمن يدعو إلى هدنة إنسانية جديدة في اليمن

المونيتور: لماذا تدخلت السعودية في اليمن؟!

الحرب في اليمن .. مآسي طالت البشر والحجر