«خالد بحاح»: الرجل الذي يمكن أن ينقذ اليمن

الثلاثاء 14 أبريل 2015 12:04 م

يبدو أن تعيين رئيس الوزراء اليمني السابق «خالد بحاح»  في منصب نائب الرئيس يوم الأحد يشير إلى أن المملكة العربية السعودية قد أدركت أن الرئيس «عبد ربه منصور هادي» هو في الواقع جزء من المشكلة وليس الحل.

من خلال الضغط على «هادي» لتعيين نائب للرئيس في هذا الوقت الحرج،  فإن المملكة  تشير إلى الخطط السياسية لليمن بعد انتهاء العملية العسكرية. ومن الممكن أيضا أن يصير «بحاح» الرئيس الفعلي لليمن، خصوصا أنه يتمتع بشعبية بين شرائح واسعة من السكان اليمنيين  أكثر من «هادي».

كان «بحاح» هو السياسي الوحيد المقبول من قبل كل من الحوثيين وحزب الرئيس السابق «علي عبد الله صالح» ليصبح رئيس وزراء اليمن بعد  اتفاق السلم والشراكة في  يناير/كانون الثاني 2015 بين «هادي»، والحوثيين، والجهات الفاعلة السياسية اليمنية الأخرى.

اليمن على أرض الواقع 

على مدى السنوات الثلاث الماضية، حكم «هادي» بصفته رئيسا منتخبا للحكومة اليمنية الانتقالية دون وجود نائب الرئيس، مع الاعتماد على مجموعة ضعيفة من المستشارين في ظل عدم وجود رؤية سياسية واضحة لقيادة البلاد.

وأدى عدم وجود نائب إلى تفاقم الأزمة السياسية والدستورية الجارية في اليمن عندما استقال «هادي» مؤقتا و أثناء اعتقال قصير الأجل  فرضه الحوثيين عليه في منزله.

وفي وقت لاحق، بعد هروب «هادي» لعدن وانتقاله لاحقا إلى المملكة العربية السعودية للمساعدة في تنسيق الهجوم لعاصفة الحسم أثيرت مرة أخرى مسألة ما إذا كانت هناك حاجة إلى نائب للرئيس. وهكذا كان قرار «هادي» مؤخرا تعيين «بحاح» نائبا للرئيس ليس مستغربا.

وعلاوة على ذلك، كان «بحاح» الزعيم السياسي الوحيد الذي أطلق من قبل الحوثيين بدلا من الهروب من تحت سيطرتهم، مما يدل على أن الحوثيين لم يشعروا بالتهديد من قبل خروجه. خدم «بحاح» وزيرا للنفط، وفيما بعد سفيرا في كندا، تحت قيادة «صالح». و هو من الإقليم الجنوبي من حضرموت، ومن المرجح أن يقوم بحماية الوحدة السياسية بين الشمال والجنوب.

ونتيجة لذلك، يمكن القول أن تعيين «بحاح» يمثل خطوة أولى نحو التسوية السياسية في اليمن عن طريق دفع «هادي» جانبا. وتأتي هذه الخطوة أيضا كرسالة قوية إلى الحوثيين والموالين لـ«صالح» أن المملكة جدية للغاية حول استعادة الأمن في اليمن وإنهاء السيطرة العسكرية للحوثي و«صالح»، كما أن  السعوديين لا يزالون يأملون في التوصل إلى حل سياسي قوي.

والسؤال هو هل يمكن تجنب أن تصبح اليمن دولة فاشلة؟، الجواب المتفائل بحذر يمكن أن يكون «نعم».

اليمن تمتلك مهارات استثنائية دائما للبقاء على قيد الحياة السياسية والاجتماعية على الرغم من كونها دولة عربية فقيرة، فقد كانت غنية دوما من حيث الثقافة والتقاليد في حل النزاعات والوساطة السياسية. وليست هذه هي المرة الأولى التي يجد اليمنيون بلادهم قد مزقتها الصراعات وكان رد فعلهم دائما من خلال البحث عن حلول سياسية.

وعلى الرغم من الغارات الجوية المستمرة وارتفاع عدد الضحايا المدنيين،  فاليمن لم  تشهد أبدا ظروف مثل المجاعة واسعة النطاق أو الإبادة الجماعية المأساوية. حتى عندما دخل الحوثيين صنعاء في سبتمبر/أيلول عام 2014، لم يتصرفوا مثل معظم الجماعات المتمردة في البلدان النامية التي تعاني من صراع عسكري أو حرب أهلية.

من غير المرجح أن تصبح اليمن سوريا أخرى أو العراق أو الصومال. ففي جميع الحروب الأهلية الماضية في اليمن، من الستينيات إلى التسعينيات قد تم تحقيق أشكال معينة من المصالحة السياسية التي نادرا ما تكون ناجحة في بلدان أخرى. فالعداوة السياسية والعسكرية ليست أبدا دائمة في اليمن.

في هذه المرحلة، يجب أن تدرك المملكة العربية السعودية أن كلا من الحوثيين والموالين لـ«صالح» هم من الجهات الفاعلة السياسية التي لا يمكن القضاء عليها من السياق السياسي اليمني. وهذا لا يعني أن «صالح» وأبناءه وأقاربه، و«عبد الملك الحوثي» ينبغي أن يدرجوا كجزء من أي صيغة سياسية مستقبلية. هناك غضب واسع النطاق ضدهم وعلى الرغم من غيابهم عن القيادة السياسية في اليمن قد يكون مهما أن يستوعب أتباعهم والمنظمات السياسية التابعة لهم مثل المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه «صالح»  في أي من العمليات السياسية في المستقبل.

قد تنتهي الحرب الحالية في اليمن بسرعة أكبر  مما يتصور وبتكلفة أقل مما توقع أي شخص.

  كلمات مفتاحية

اليمن خالد بحاح عبدربه منصور هادي الحوثيين عاصفة الحزم

ميليشيات «الحوثيين» تقتحم منزل نائب الرئيس اليمني «خالد بحاح» في صنعاء

5 أسباب لتعيين «خالد بحاح» نائبا للرئيس اليمني

«خالد بحاح» يؤدي اليمين الدستورية نائبا للرئيس اليمني «هادي» من الرياض

بعد رفع الإقامة الجبرية عنه .. «بحاح» يسافر إلى الولايات المتحدة

تكليف «خالد بحاح» بتشكيل حكومة اليمن وسط ترحيب الحوثيين

«رأي اليوم»: الصعود القوي لـ«بحاح» وتعيينه نائبا للرئيس مقدمة لتنحي «هادي»

«لوموند»: الأزمة الإنسانية في اليمن وراء التغير المفاجئ في موقف السعودية

«بحاح» يدعو الحوثيين إلى الاستجابة لقرار مجلس الأمن

«خالد بحاح» يبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان تستغرق 3 أيام

قوة تأمين عدن ... غالبية إماراتية ومشاركة من السعودية ومصر وباكستان

أنباء عن رفض «بحاح» قرارات «هادي» والرئاسة اليمنية تنفي

«بحاح» يرفض تعديلات «هادي» على حكومته: علينا ألا نسمح بالخطأ

اليمن .. تحديات غير مسبوقة

رأي اليوم: الإمارات بدأت «العصف الناري» على حكومة «هادي» وتعيد «بحاح» للواجهة