رأي اليوم: الإمارات بدأت «العصف الناري» على حكومة «هادي» وتعيد «بحاح» للواجهة

الأحد 26 فبراير 2017 03:02 ص

اعتبرت صحيفة رأي اليوم الأردنية أن الإمارات باتت تقود حربا على الشرعية باليمن في مواجهة السعودية الداعمة للرئيس «عبد ربه منصور هادي»، وأن أبوظبي تسعى لإعادة رجلها رئيس الوزراء المقال «خالد بحاح» إلى الواجهة مرة أخرى.     

وأوضحت الصحيفة في مقال للكاتبة اليمنية «منى صفوان» قبل أيام أن الإمارات تخطط للإطاحة بهادي وإعادة بحاح رئيسا للوزراء في قمة جبل الشرعية اليمنية.

وقالت إن الإمارات، وهي إحدى دول التحالف الذي تقوده السعودية، بدأت العصف الناري على الشرعية (حكومة هادي وحليفها حزب الإصلاح) التي جاءت حرب التحالف لإعادتها إلى صنعاء بعد الانقلاب عليها من قبل الحوثيين.

وأشارت الصحيفة إلى أن ثمة حروبا أخرى سرية لم يعلن عنها، وها هي تفصح عن نفسها، بعد معركة الساحل الغربي، التي بسطت السلطة الإماراتية على الركن الغربي للجزيرة العربية، عبر الساحل اليمني المطل على باب المندب، هذه البقعة الذهبية لممر الملاحة الدولية.

وقالت إن تصدع التحالف ينذر بحروب طويلة في اليمن، فمنذ خطت الإمارات خطوتها الأولى خارج الحدود الجنوبية، وحزب الإصلاح وقيادته العسكرية علي محسن الأحمر كشر عن أنياب الليث، الذي كنا نظن أنه يبتسم للإمارات طوال الوقت، طيلة شهور الحرب، حيث ظهر الشرخ واضحًا بين الإصلاح والإمارات، بعد معركة السيطرة على مطار عدن، وخاضت الشرعية أولى حروبها ضد التحالف، ولأول مرة يقصف التحالف - الإمارات - الشرعية رسميًا دون أن يقول إنه خطأ، ليس فقط قصفا عسكريا، بل أيضا سياسيا وإعلاميا.

وأوضحت أن هذه المعركة فتحت الباب للهجوم على هادي الرئيس الشرعي الذي ينال اعتراف العالم، وجاءت عاصفة الحزم لتعيده لسدة الحكم في بلاده بعد انقلاب الحوثين عليه - فالرجل الذي يفترض أنه بحماية التحالف، أصبح هو هدف التحالف أو جزءا منه.

وأشارت الكاتبة إلى أن هادي أصبح يأوي خصوم الإمارات التاريخيين، ويمثل قناعهم السياسي للعودة، وهنا تظهر السعودية بصفتها القائد العام في اليمن، وكأنها أعقل الأطراف، وتفض الاشتباك بين الحلفاء، بينما تتلقى صواريخ الحوثيين، وهم الطرف الذي لا يقل جنونًا في هذه الحرب العبثية، مؤكدة أن فض الاشتباك على الطريقة السعودية بين التحالف والشرعية ليس أكثر من حل مؤقت، يمهد  لحرب قادمة بين أجنحة التحالف.

وأكدت أن الإمارات بشكل ما سحبت اعترافها بحكومة هادي، وتدفع بخالد بحاح إلى الواجهة مرة أخرى، حيث كان حضوره في قمة الحكومات العالمية للعام الثاني على التوالي، مع تجاهل حكومة هادي رسالة إماراتية واضحة، موضحة أن صورة الإمارات وهي تعقد صفقة مؤخرًا لشراء أسحلة بأكثر من مليار دولار، تعني أن حربها في اليمن سوف تستمر مع خصوم جدد.

وقالت إن العام الماضي شهد عددا من عمليات الاغتيال النوعية لرجال الإمارات في عدن، سواء من الجنوبيين أو حتى من الإماراتيين أنفسهم، بعض هذه العمليات جرى التكتم عليها لأنها حدثت بوحشية.

وأكدت الإمارات أنها تتواجد بعدن بقوة، ولن تسلمها لأي قوة أخرى، ولن تسمح بسيطرة الإصلاح عليها أو على بوابتها الجنوبية تعز، لذلك لن يحدث حسم في تعز قريبًا، فكلما اقتربت مقاومة تعز من دحر الحوثيين، تراجعت الصفوف، وسحب الدعم، كما تم إخراج كبار قادة الإخوان من تعز حمود المخلافي وفضح ذمته المالية من قبل الإعلام الإماراتي الذي لم يتوقف منذ عام ونصف على شن هجوم منظم على حزب الإصلاح.

وأكدت أن الإصلاح يخوض معركته الأشرس في الجنوب، ويعتبر عدن أكثر أهمية من صنعاء، حيث يتمركز الحوثيون، وهذا يعني أن ثمة معارك قادمة بين التحالف والشرعية، وهذا يهدد سلطة هادي وشرعيته في حال تمسك بحزب الإصلاح الإسلامي، الذي دخل  في مواجهة مباشرة ومسلحة مع الإمارات.

واعتبرت الكاتبة أنه في هذه الحالة يمكن للإمارات أن تطيح بهادي وتعيد بحاح رئيسا للوزراء في قمة جبل الشرعية اليمنية، لاسيما أنه آخر رئيس وزراء تم التوافق عليه بين كافة الأطراف بعد اقتحام صنعاء، وكانت إقالته عملية مستفزة للإمارات، ومفاجئة للتحالف، وخطوة غير موفقة سياسيا، وتوقيتها خاطيء،  وليس لها أي مبرر.

وأشارت إلى أن هادي ورجاله وسط مأزق كبير،  فلا هم قادرين على فض تحالفهم مع الإصلاح، لأنهم واجهته السياسية، للعودة إلى اليمن وصنعاء بعد فرارهم، وهو سب صعودهم، وهم لا قادرين على مواجهة الإمارات التحالف الذي جاء يحارب في اليمن لإعادتهم.

  كلمات مفتاحية

اليمن الإمارات بحاح هادي السعودية الإصلاح

«الأحمر»: الإمارات اشترطت استبعاد «الإصلاح» وعليها ألا تعتمد على معلومات مغلوطة

«البخيتي» لـ«قرقاش»: لولا «الإصلاح» لرأيت الحوثيين على مشارف عُمان

«خالد بحاح»: الرجل الذي يمكن أن ينقذ اليمن

5 أسباب لتعيين «خالد بحاح» نائبا للرئيس اليمني

«هادي» يصل إلى أبوظبي في زيارة غير معلنة

هل عاد «بحاح» «رجل الإمارات» لليمن بدعم «بن سلمان»؟

«بحاح» يحذر من استنزاف الحكومة اليمنية للخليج والتحالف العربي