«هادي» يصل إلى أبوظبي في زيارة غير معلنة

الاثنين 27 فبراير 2017 10:02 ص

وصل الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي» ظهر الاثنين إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، بحسب ما أفاد الحساب الرسمي للرئيس اليمني على حسابه بتويتر.

وقال مصدر رئاسي إن الرئيس «هادي» وصل إلى أبوظبي في زيارة غير معلنة تستغرق عدة أيام يلتقي خلالها القيادة الإماراتية لمناقشة العمليات العسكرية في الساحل الغربي، بحسب مواقع يمنية.

وشهدت الأيام الماضية خلافات بين القيادة الإماراتية المشاركة في التحالف العربي الذي تقوده السعودية وبين قوات الرئيس «هادي».

 أزمة مطار عدن

وتحولت أزمة مطار عدن الأخيرة إلى صراع متقدم بين الشرعية اليمنية المتمثلة بالرئيس «هادي»، ودولة الإمارات، الداعمة الأساسية للقوى العسكرية والأمنية في عدن، بحسب مصادر يمنية.

وشهدت مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة الشرعية في اليمن قبل أسبوعين، سلسلة تطورات أمنية خطيرة، أفصحت عن خلافات عسكرية في صف الشرعية.

وكشفت المصادر أن الأزمة «بدأت باستدعاء الرئيس هادي لواء عسكريا (اللواء الرابع حرس رئاسي)، جرى تأليفه حديثا، ويقوده العميد مهران القباطي، وهو من الشخصيات السلفية التي أدت دوراً قيادياً في (المقاومة الجنوبية)، أثناء المواجهات مع مسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحلفائهم، خلال الحرب بعدن ومحيطها منتصف 2015».

ومنذ أشهر جرى إرسال اللواء الرابع لفتح جبهة مواجهات مع الحوثيين في معاقلهم بمحافظة صعدة الحدودية مع السعودية، قبل أن يتم استدعاؤهم، بالعودة من صعدة إلى عدن منذ أيام.

وأشارت المصادر إلى أن «خلافات نشأت بين الرئاسة والقوة العسكرية التي تتولّى حماية مطار عدن، بقيادة المقدم صالح العميري، والذي تقول المعلومات إنه رفض توجيهات رئاسية بتسليم المطار، لقوات الحرس الرئاسي، والتي عادت منذ أيام، إلى عدن، وفرضت بدورها حصارا على مطار عدن وهددت باقتحامه لإنفاذ التوجيهات الرئاسية. ومع تصاعد التوتر قبل أسبوعين، شهدت سماء عدن تحليقاً مكثفاً لمقاتلات حربية، تتبع القوات الإماراتية، وتدعم القوة المتمركزة في مطار عدن، والتي ترفض توجيهات الرئاسة بتسليم المطار».

من جانبه، أفاد مصدر محلي بمحافظة أبين، وهو مقرب من العميري أن «الأزمة في المطار سببها شحنة أسلحة وصلت من أوكرانيا، لإحدى الأطراف أو القوى المحلية، إلا أن قوات حماية المطار تحفظت على الشحنة».

 ووصف المصدر قوات الحرس الرئاسي، والتي فرضت حصارا على المطار، بأنها «مجاميع من رجال المقاومة، مدعومة من نائب الرئيس اليمني، الفريق علي محسن الأحمر»، واتهمها بأنها «تحاول الوصول إلى المطار، للإفراج عن شحنة الأسلحة (المزعومة)».

وعكست الأزمة صراعاً بين طرفين في عدن، الأول هو الحكومة الشرعية، والآخر هو القوى العسكرية والأمنية المدعومة من الإمارات، والتي تولت واجهة عمليات التحالف العربي في جنوب اليمن، وكانت المشرف الأول على الترتيبات السياسية والعسكرية والأمنية في مدينة عدن ومحيطها، بعد تحريرها من الانقلابيين خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب 2015.

وتتولّى قوات الحرس الرئاسي، والتي يقودها «ناصر عبدربه منصور هادي» (نجل الرئيس)، حماية قصر معاشيق، حيث يقيم الرئيس والحكومة ومناطق أخرى في عدن، وسعت لاستلام المطار، من القوة العسكرية التي تتولى حمايته، منذ تحرير عدن من الحوثيين، وتدعمها الإمارات.

ووصف سياسيان في عدن ما يحدث بأنه «توجه من الرئيس هادي بتقليص نفوذ الإمارات في عدن، بعد أن كانت صاحبة القرار الأول في المدينة والمحافظات المحيطة بها، وأسست قوات معروفة بالولاء لها، وهي قوات الحزام الأمني، كما تدعم فصائل وقيادات محلية قريبة من الحراك الجنوبي، في مقابل قيامها بتقليص نفوذ حزب التجمع اليمني للإصلاح (المحسوب على الإخوان المسلمين) في عدن».

وكانت الخلافات بين الرئيس هادي والإماراتيين قد ظهرت في أكثر من مناسبة العام الماضي، على هيئة تصريحات أو تسريبات باتهامات متبادلة، ومنها تصريح شهير لوزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، «أنور قرقاش»، في يونيو/حزيران 2016، قال فيه إن «محمد بن زايد آل نهيان الذي أدرك مبكراً أن الشرعية اليمنية ليست في البقاء في المنافي والفنادق»، فيما قُرأ على أنهم تهجّم على قيادات في الشرعية، ومنها «هادي»، الذي كان حينذاك في العاصمة السعودية الرياض.

الإمارات تدفع بخالد بحاح 

وقبل أيام، اعتبرت صحيفة رأي اليوم الأردنية أن الإمارات باتت تقود حربا على الشرعية باليمن في مواجهة السعودية الداعمة للرئيس «عبد ربه منصور هادي»، وأن أبوظبي تسعى لإعادة رجلها رئيس الوزراء المقال «خالد بحاح» إلى الواجهة مرة أخرى.     

وأوضحت الصحيفة أن الإمارات تخطط للإطاحة بهادي وإعادة بحاح رئيسا للوزراء في قمة جبل الشرعية اليمنية.

وقالت إن الإمارات، وهي إحدى دول التحالف الذي تقوده السعودية، بدأت العصف الناري على الشرعية (حكومة هادي وحليفها حزب الإصلاح) التي جاءت حرب التحالف لإعادتها إلى صنعاء بعد الانقلاب عليها من قبل الحوثيين.

وأشارت الصحيفة إلى أن ثمة حروبا أخرى سرية لم يعلن عنها، وها هي تفصح عن نفسها، بعد معركة الساحل الغربي، التي بسطت السلطة الإماراتية على الركن الغربي للجزيرة العربية، عبر الساحل اليمني المطل على باب المندب، هذه البقعة الذهبية لممر الملاحة الدولية.

  كلمات مفتاحية

اليمن هادي الإمارات التحالف عدن

رأي اليوم: الإمارات بدأت «العصف الناري» على حكومة «هادي» وتعيد «بحاح» للواجهة

أزمة مطار عدن تكشف عن فصل جديد من الصراع بين «هادي» والإمارات

«الأحمر»: الإمارات اشترطت استبعاد «الإصلاح» وعليها ألا تعتمد على معلومات مغلوطة

أنصار «هادي» يستعيدون مطار عدن .. والحوار «احتمال بعيد»