أكدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» اليوم الخميس أن التحالف العربي بقيادة السعودية استخدم صواريخ عنقودية في سبعة هجمات على الأقل في محافظة حجة شمال غرب اليمن مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين.
وقالت المنظمة في بيان إن قوات التحالف الذي تقوده السعودية «استخدمت على ما يبدو صواريخ محملة بذخائر عنقودية في ما لا يقل عن سبعة هجمات على محافظة حجة شمالي اليمن، فقتلت وأصابت العشرات من المدنيين».
وأوضحت أن «هذه الهجمات نفذت في الفترة ما بين أبريل/نيسان ومنتصف يوليو/تموز 2015»، مشيرة إلى أن هذه «الذخائر العنقودية أوقعت خسائر في صفوف المدنيين سواء أثناء هذه الهجمات التي ربما كانت تستهدف مقاتلين حوثيين وأيضا فيما بعد حين التقط المدنيون الذخائر التي لم تنفجر، فانفجرت فيهم».
وأكدت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان أنه «على قوات التحالف أن تتوقف فورا عن استخدام الذخائر العنقودية التي توقع أضرارا لا مفر منها في صفوف المدنيين».
وتابعت أنها زارت في يوليو/تموز الماضي «أربعة من مواقع الهجمات السبعة التي تقع جميعها في مديريتي حرض وحيران في محافظة حجة، ووجدت في كل منها ذخائر صغيرة أو بقايا ذخائر عنقودية لم تنفجر».
وأضافت أن «العديد من هذه الهجمات وقعت في مناطق تمركز المدنيين أو بالقرب منها، ما يشير إلى أن هذه الهجمات الصاروخية ذاتها قد تكون قد شُنت بطريقة عشوائية».
وأكدت «هيومن رايتس ووتش» أنه «يتعين على مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن يشكل لجنة لتقصي الحقائق للتحقيق في الانتهاكات الخطيرة المزعومة لقوانين الحرب التي ارتكبها جميع أطراف النزاع المسلح في اليمن منذ سبتمبر/آيلول 2014.
وليست هذه المرة الأولى التي يتهم فيها التحالف العربي باستخدام أسلحة عنقودية في اليمن، حيث سبق لمنظمة «هيومن رايتس ووتش»، في نهاية مايو/أيار الماضي اتهام التحالف باستخدام أسلحة عنقودية قد تعرض أعدادا كبيرة من المدنيين، خاصة الأطفال، للخطر.
وحول ذلك، قال «أولي سولفانغ» الباحث في «هيومن رايتس ووتش»، أنه «على التحالف الذي تقوده السعودية أن يعرف أن استخدام الاسلحة العنقودية المحظورة يؤذي المدنيين وخصوصا الأطفال».
وفي 3 مايو/أيار، اتهمت «هيومن رايتس» التحالف العربي باستخدام أسلحة عنقودية من الولايات المتحدة في غاراته الجوية على مليشيات الحوثيين المدعومين من إيران. (طالع المزيد)
وتحظر هذه الأسلحة الاتفاقية الدولية للأسلحة العنقودية التي اعتمدها في 2008، 116 بلدا، ليس بينها السعودية والولايات المتحدة واليمن.
وبررت واشنطن موقفها آنذاك بالقول أن «الولايات المتحدة تقدم أسلحة عنقودية تحترم الشرط الدقيق بأن تنفجر بشكل كامل تقريبا في ساحة المعركة». وعندما لا تنفجر على الفور، تصبح هذه الذخائر الموجودة في هذه القنابل في الواقع الغاما قادرة على قتل مدنيين او تشويههم وذلك بعد فترة طويلة على اطلاقها، كما تقول منظمات حقوق الانسان.