أعلنت السعودية عن ترحبيها بمشاركة الفارسات في سباق الخيول الذي تستضيفه وتصل قيمة جوائزه إلى 27 مليون دولار.

وقال الأمير "بندر بن خالد الفيصل"، رئيس نادي الفروسية السعودي، إن الفارسات "مرحب بهن جدا" للمشاركة في هذا السباق.

وأوضح "الفيصل" في حوار له مع "بي بي سي"، نشرته الأربعاء، أن هذا الحدث الرياضي يُعد جزءا من الجهود الهادفة إلى إحداث "تحول" في البلاد، في إشارة إلى جهود التحديث في المملكة في سياق ما عرف "رؤية 2030" للتنمية الاقتصادية والتحديث فيها.

وأكد أن "الرجال والنساء سيعاملون بطريقة متساوية" في السباق، مشيراً إلى أن البلاد مقبلة على مرحلة "أكثر انفتاحا".

وقال: "نمر بتحولات في المملكة. ونحن نتعلم، لكننا منفتحون وثمة إرادة سياسية في المضي قدما في ذلك".

وتابع: "نسعى إلى أن يحظى أي شخص سيحضر السباق بوقت ممتع في متابعة فعالياته ويقرر العودة لحضوره في العام المقبل".

واستضافت العاصمة البريطانية لندن فعالية ترويجية للسباق حضرتها شخصيات بارزة في مجال سباق الخيول في بريطانيا، من ضمنها الفارس "فرانكي ديتوري" وعدد من أبرز المدربين من أمثال السير "مايكل ستاوت" و"جون غوسدن".

ومن المقرر أن يجرى السباق، الذي سيكون أغلى سباق خيول في العالم، في العاصمة السعودية الرياض في 29 فبراير/شباط المقبل.

وتبدو هذه خطوة متقدمة في بلد يواجه انتقادات كبيرة بسبب سجله في مجال حقوق المرأة.

وقد واجهت إقامة تلك الفعاليات الرياضية في السعودية بعض النقد، إذ يرى البعض أن المملكة تستخدم هذه الأحداث الرياضية لحرف الانتباه عن الانتقادات التي تواجهها في مجال حقوق الإنسان، الذي تصفه منظمة العفو الدولية بأنه "بالغ السوء".

وأشارت إلى قيود كبيرة مفروضة على حرية التعبير وعلى حقوق النساء فيها، فضلا عن استخدام عقوبة الإعدام بحق مرتكبي انتهاكات لا يمكن أن تصنف كجرائم في القانون الدولي.

• كأس السعودية للفروسية

وكأس السعودية للفروسية، هو سباق الخيول الرئيسي في البلاد وتصل قيمة جائزته إلى 20 مليون دولار، ويقام على مضمار الملك عبد العزيز للفروسية، كما ستقدم فيه جوائز إضافية في خمس سباقات تصل قيمتها إلى 6.8 مليون دولار.

وتعد محصلة جائزة السباق الرئيسي، الذي يجري على مضمار طوله 1800 مترا أو "9 فَرلُنغ" (الفَرلُنغ وحدة قياس سباقات الخيل وتعادل 201 مترا) أكبر بثلاث مرات من أعلى جائزة مقدمة في سباق أوروبي وهي جائزة "سباق قوس النصر" في فرنسا.

وستمنح جوائز لسباقات الدورة الواحدة على المسار الترابي البيضوي التي يشارك فيها 14 فارسا، تصل قيمتها إلى 10 ملايين دولار، وحتى الفائز بالمركز العاشر فيها سيحصل على مبلغ 200 ألف دولار.

وسيقام سباقان ثانويان آخران إلى جانب السباق الرئيسي على المضمار الترابي في ميدان الملك عبد العزيز للفروسية، وثلاثة سباقات أخرى على مسار العشبي الجديد.

ويتوقع المنظمون أن يحضر السباق في المضمار بالرياض نحو 12 ألف شخص

ويشترط السباق أن تكون الخيول المشاركة من نصف الكرة الشمالي بعمر 4 سنوات فما فوق ووزن الفارس لا يزيد على 57 كغم، أما الخيول من نصف الكرة الجنوبي بعمر 3 سنوات ووزن الفارس لا يزيد على 53.5 كغم.

ولا يسمح للخيول التي تُعالج بأدوية مثل (Lasix) و(Bute) بالمشاركة في السباق.

وتسعى السعودية، وفق استراتيجيتها الجديدة للتحديث والتنمية إلى تقليل اعتماد اقتصادها على النفط والبحث عن مصادر دخل جديدة في قطاعات أخرى مثل السياحة والترفيه.

وقد أقيمت في السعودية في الفترة الأخيرة فعاليات رياضية مختلفة ضمت استضافة سباق الأبطال العالمي للسيارات في الرياض وبطولة الجولات الأوروبية لمحترفي رياضة الغولف، فضلا عن مباراة بطولة العالم للملاكمة في وزن الولتر (أثقل من الوزن الخفيف وأخف من الوزن المتوسط) التي فاز فيها الملاكم البريطاني أمير خان.

أقيم مؤتمر صحفي للإعلان عن كأس السعودية لسباق الخيول في لندن
ولعل دخول السعودية بهذا الحجم الكبير في مجال سباقات الخيول، قد يشعل تنافسا إقليميا، إذ انفردت الإمارات وقطر بتنظيم مثل هذه المسابقات في السابق.

وسيأتي تنظيم سباق كأس السعودية قبل شهر من سباق كأس دبي العالمية للخيول، الذي كان يعد الأغلى من نوعه في العالم، إذ تصل قيمة جوائزه إلى أكثر من 25 مليون دولار.

وتشير تقارير إلى أن الأمير "بندر" قد تفاهم بشكل مباشر مع حاكم دبي الشيخ "محمد بن راشد آل مكتوم" بشأن مشروع السباق وموعد إقامته.

ولتقارب تاريخ إقامة السباقين قد يُبقي المدربون العالميون خيولهم في منطقة الشرق الأوسط طوال هذه الفترة للمشاركة في السباقين.

وللخيول مكانة لدى غالبية العرب وخاصة في منطقة الخليج حيث تعد مصدر فخر لكثيرين وخاصة القبائل.