«أردوغان» يخطو صوب ائتلاف موسع لم يكن يوما «متصورا»

الأربعاء 1 يوليو 2015 09:07 ص

خلال سنوات عمله على الساحة السياسية، اشتهر الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» بهجومه على تقاليد النخبة العلمانية التي يبغضها كثير من أنصاره المحافظين دينيا. وفي غمار المعركة السياسية اتهم معارضيه العلمانيين بالتحالف مع «إرهابيين».

لكن حزب «العدالة والتنمية» ذا الجذور الإسلامية الذي أسسه أردوغان يتحرك الآن صوب تشكيل ائتلاف لم يكن متصورا يوما مع حزب الشعب الجمهوري المعارض الذي أسسه في العشرينات مصطفى كمال أتاتورك "أبو تركيا »الحديثة ليكون حاميا لنظام الدولة العلماني، بحسب ما أفاد تقرير لوكالة رويترز.

وبعد أن خسر حزب العدالة والتنمية غالبيته في انتخابات السابع من يونيو/ حزيران، من المرجح أن يكون أي ائتلاف بينه وبين حزب الشعب الجمهوري ائتلافا هشا كثير الخلافات لكنه كما يقول المحللون سيساعد على إشاعة الطمأنينة بين المستثمرين الأجانب وإنعاش مساعي تسوية تمرد كردي في جنوب شرق البلاد كلف تركيا الكثير.

أما شركاء تركيا في حلف «شمال الأطلسي» الذين يحرصون على الاستقرار على حدود سوريا والعراق فسيرحبون أيضا بأي ائتلاف يمكن أن يوفر ولو قدرا يسيرا من الاستقرار.

وقد يحد هذا الائتلاف كذلك من بعض ميول أردوغان المتشددة بعد أن أبدى نزعة عدائية إزاء منتقديه والمتظاهرين، والعلمانيين. 

لكن خليل كراويلي مدير تحرير نشرة (ذا تركي أناليست) يرى أن التحالف مع حزب الشعب الجمهوري يمكن تصويره على أنه دليل آخر على قدرة العدالة والتنمية على إحداث تحول في تركيا الحديثة وذلك من خلال الإطاحة بالعلمانيين والآن بعد مرور أكثر من عشر سنوات مد غصن زيتون إليهم.

وأضاف «لا يريد حزب العدالة والتنمية أن يبدو كحزب يميني. بل يريد أن ينظر إليه على أنه الحزب القادر على إصلاح تركيا».

وبحسب التقرير، فقد بدا حزب الشعب الجمهوري نفسه في صورة مغايرة بعد حكم دام 13 عاما لحزب العدالة والتنمية.. فكف عن استخدام بعض العبارات العلمانية سعيا لاستعادة ود الأتراك المحافظين الذين أداروا له ظهورهم مقبلين على أردوغان.

وتوقع التقرير أنه لدى تشكيل ائتلاف.. سيرفض حزب الشعب الجمهوري دعم خطط أردوغان لرئاسة نافذة كان يتصورها حين تنحى عن رئاسة الوزراء العام الماضي، كما أن الحزب سينتهج مسارا حذرا فيما يتعلق بسوريا في وقت يتدبر فيه أردوغان أمر التدخل المسلح على الحدود.

انتخـــابات مبــكرة

ويقول مسؤولون في العدالة والتنمية بصورة غير رسمية إن أردوغان ربما يرى أن الانتخابات المبكرة هي أفضل سبيل يتيح للحزب استعادة أغلبيته وإجراء تعديلات دستورية تمنحه رئاسة تنفيذية.

لكن ذلك الخيار لا يبدو مرجحا بعد أن أظهر استطلاع الأسبوع الماضي أن الناخبين سيعزفون عن تغيير رأيهم.

ورغم أن تشكيل ائتلاف مع حزب الحركة القومية اليميني منطقي من الناحية العقائدية يقول مسؤولون بحزب العدالة والتنمية إن قيادات الحزب تميل للتحالف مع حزب الشعب الجمهوري الذي يتبع يسار الوسط.

وقال مسؤول في العدالة والتنمية إن «قاعدة ناخبي حزب العدالة والتنمية تريد حزب الحركة القومية شريكا في ائتلاف لكن القيادة العليا .. الإدارة .. تفضل حزب الشعب الجمهوري. زعماء حزبنا يرون أن الائتلاف مع الشعب الجمهوري سبيل أكثر تعقلا لحل مشاكل تركيا».

فتشكيل ائتلاف مع حزب الشعب الجمهوري قد يساعد على إعادة بدء المحادثات الرامية لإتمام عملية السلام مع الأكراد وهي المحادثات التي يعارضها القوميون منذ فترة طويلة.

 

  كلمات مفتاحية

تركيا ائتلاف موسع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان النخبة العلمانية المحافظين المعركة السياسية حزب العدالة والتنمية حزب الشعب الجمهوري مصطفى كمال أتاتورك تركيا الحديثة

«أردوغان» لا يزال في موقع القيادة

«أردوغان» يستعرض إنجازات 12 عاما ويتطلع إلى تطوير الصناعات العسكرية التركية

«أردوغان»: تركيا لن تقف على أعتاب «الاتحاد الأوروبي» متوسلة العضوية!

انتخاب «عصمت يلماز» رئيسا للبرلمان التركي يقلص فرص تشكيل حكومة ائتلافية

تركيا.. مفاوضات تشكيل حكومة ائتلافية تدخل مرحلتها الأخيرة

«داود أوغلو» يلتقي زعيم «الشعب الجمهوري» في إطار مساعي تشكيل حكومة ائتلافية