تتحدث مصادر مصرية، أن الرئيس "عبدالفتاح السيسي"، يأخذ بنصيحة رجله القوي وكاتم أسراره، رئيس المحابرات العامة؛ "عباس كامل"، في كثير من الأمور، كان آخرها طريقة التعاطي مع المظاهرات التي خرجت مؤخرا للمطالبه برحيله عن الحكم.

وتعد أبرز هذه النصائح التي أخذ بها "السيسي"، تلك التي قدمها له "كامل"، بالسفر إلى نيويورك، لحضور جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة، رغم توتر الوضع في البلاد، لأنه رأى في إلغاء الزيارة "رسالة سلبية".

وهنا يجدر السؤال حول من هو "عباس كامل" وما هي علاقته بـ"السيسي"؟

ولد "عباس كامل"، عام 1957، وتخرج في الكلية الحربية ضابطا بسلاح المدرعات، عام 1978.

وتدرج "كامل"، في المخابرات الحربية المصرية، في إدارة الملحقين العسكريين، حتى صار مديرا لمكتب "السيسي"، حين كان يترأس المخابرات الحربية، ثم انتقل مع "السيسي" كمدير لمكتبه إبان توليه مسؤولية وزارة الدفاع.

وعقب الانقلاب الذي قاده "السيسي"، وتقلده منصب رئيس مصر، أصبح "كامل"، مديرا لمكتبه في الرئاسة، رغم ارتباط اسمه بتسريبات من مكتب "السيسي"، خلال تولي الأخير منصب وزير الدفاع.

وفي يناير/كانون الثاني 2018، كلف "السيسي"، مدير مكتبه "كامل"، بتسيير أعمال جهاز المخابرات العامة، خلفا للواء "خالد فوزي"، الذي تم إعفاؤه من منصبه كمدير للجهاز.

وفي يونيو/حزيران من ذات العام، تم تعيينه رسميا، رئيسا للمخابرات المصرية.

و"كامل"، هو الرئيس الـ26 للمخابرات العامة، أحد الأجهزة التي يطلق عليها صفة "السيادية" في مصر، مثل جهازي المخابرات الحربية، والأمن الوطني "أمن الدولة سابقا".

ويعتبر "كامل"، كاتم أسرار "السيسي" بسبب قربه منه، ومرافقته له لمدة طويلة في مختلف المناصب التي تولاها.

يشار إلى أن اسم "كامل"، ظهر بقوة إثر تسريب حديث له مع الصحفي "ياسر رزق"، في أكتوبر/تشرين الأول 2013، وهي التسريبات التي أبرزت الدور المحوري للأول في كل ملفات إدارة الدولة المصرية بعد الانقلاب العسكري على أول رئيس مدني منتخب في مصر؛ الرئيس الراحل "محمد مرسي".

وفي هذا التسريب، سأل "رزق"، الذي كان، آنذاك، رئيسا لتحرير صحيفة "أخبار اليوم" (حكومية)، "كامل"، عن القدوة العسكرية لـ"السيسي"، الذي كان وقتها وزيرا للدفاع، ليرد: "هتلر".

وفي السنوات التالية، تردد اسم "كامل" مرارا؛ حيث كان متصدرا لتسريبات عدة من مكتب "السيسي"، وظهرت له عدة حوارات مع "السيسي" ولواءات للجيش ووزراء وقضاة، ورد بأغلبها توجيهات للإعلاميين، وتوسطات لدى القضاء لتبرئة ضباط شرطة متهمين بانتهاكات حقوقية وصلت لحد القتل، وكشفت كيف ينظر النظام لدول الخليج، باعتبارها مصدرا للتمويل.

وكان قد ظهر "كامل" في قضية التخابر مع قطر، بصفته رئيس لجنة فحص الأحراز في القضية التي اتهم فيها الرئيس الراحل "محمد مرسي"، و10 من قيادات جماعة "الإخوان المسلمين" بتسريب وثائق لدولة قطر.

ويلعب رئيس المخابرات العامة المصرية حاليا، دورا محوريا في ملف المصالحة الفلسطينية.