مؤيدو السيسي يهتفون أمام المنصة.. وناشطون يفضحون طريقة حشدهم

الجمعة 27 سبتمبر 2019 08:53 م

احتشد مؤيدون للرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، الجمعة، في مدينة نصر (شرقي القاهرة)، وسط حماية أمنية، فيما قال ناشطون إن هؤلاء تجمعوا بناء على تنسيق رسمي وحزبي، وعبر توزيع سلع غذائية ووجبات وأموال عليهم. 

ونقلت حافلات مؤيدي "السيسي" من محافظات مختلفة، ليتجمعوا في  منطقة المنصة، بالقرب من ميدان رابعة العدوية، الذي شهد مجزرة لأنصار الرئيس الراحل "محمد مرسي"، الذي انقلب عليه "السيسي"، في يوليو/ تموز 2013، بعد عام واحد من حكمه، كأول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر.

ووفق وكالة الأنباء المصرية الرسمية، "احتشد آلاف المواطنين، تأييدا للسيسي ودعما لاستقرار الوطن"، مشيرة إلى خروج مؤيدين لـ"السيسي" في محافظتي الإسكندرية (شمال)، وكفر الشيخ (دلتا النيل/ شمال).

ووفق تغطيات سابقة لإعلام محلي، بينه صحيفة "أخبار اليوم" المملوكة للدولة، ردد المؤيدون هتافات "يعيش السيسي"، و"تحيا مصر"، رافعين صورا للرئيس، ولافتات تحمل عبارات بينها "الشعب والجيش إيد واحدة".

ويأتي ذلك، فيما أغلقت قوات الأمن الشوارع الرئيسية المؤدية إلى الميادين الكبرى في القاهرة والمحافظات، لمنع معارضي "السيسي" من الخروج في مظاهرات دعا لها الفنان والمقاول، الذي فضح فساد في الجيش ومؤسسة الرئاسة؛ "محمد علي"، للتظاهر، تحت عنوان "جمعة الخلاص"، لمطالبة "السيسي"، بالتنحي، أو مطالبة الجيش بعزله.

وتم تنظيم المظاهرات المؤيدة لـ"السيسي"، من خلال بعض نواب البرلمان، كما  جرى إعداد مسرح و"دي جي"، في مكان التظاهر، منذ مساء الخميس.

بيد أن هذا الحشد، كشف معارضون، أنه تم عبر توزيع سلع غذائية ووجبات وأموال، على المواطنين.

وأظهرت صور، حشد السلطات المصرية، طلاب الكلية الحربية (تابعة للجيش)، إلى المظاهرات الداعمة لـ"السيسي".

وكان مصدر برلماني في حزب اﻷغلبية؛ "مستقبل وطن"، قال إن جهاز اﻷمن الوطني أصدر تعليمات لعدد من مديريات الصحة والتعليم والشباب والرياضة وشركات في قطاع البترول، في المحافظات، لحشد العاملين فيها للحضور في التظاهرات المؤيدة لـ"السيسي".

وتداول ناشطون صورا لحافلات الحشد من عدة مناطق بالقاهرة والمحافظات، لنقل مواطنين، إلى المنصة، ووعود بوجبة غداء ومبلغ قدره 100 جنيه (6 دولارات تقريبا).

 

وتداول ناشطون، صورا وفيديوهات لسيارات نقل كبيرة، تحمل كراتين بها مواد غذائية، وزعها حزب "مستقبل وطن"، على المواطنين، مقابل المشاركة في المظاهرة المؤيدة لـ"السيسي".

ويظهر في الفيديو، توزيع المئات من كراتين الغذاء على المواطنين أمام جامعة الأزهر، على بعد أمتار قليلة من المنصة، حي تنظم المظاهرة المؤيدة لـ"السيسي".

ووفق شهود عيان، فإن الكرتونة تحتوي على زجاجة زيت طعام، وكيس أرز، وكيس سكر، وعلبة صلصة، وعلبة سمن صناعي من الحجم الصغير.

وتجاهلت القنوات الرسمية والخاصة في مصر، أي صور للتظاهرات المعارضة لـ"السيسي"، واكتفت فقط بنقل بث مباشر من أمام المنصة؛ لإبراز المؤيدين فقط.

كما واصلت وسائل الإعلام المصرية، التابعة لـ"السيسي"، حملتها المضادة لدعوات التظاهر، محذرة من "الفوضى"، ومتهمة جماعة الإخوان المسلمين بأنها وراء كل هذه الدعوات التي من شأنها أن تؤدي، وفقا لها، إلى "نسف الاستقرار الذي تحقق منذ وصول السيسي إلى السلطة عام 2014"، عقب الانقلاب الذي قاده على الرئيس الراحل "محمد مرسي".

وشهد حكم "السيسي"، حملة واسعة على المعارضة، امتدت لتشمل الليبراليين فضلا عن الجماعات الإسلامية.

وتقول جماعات حقوق الإنسان إنها أشد حملة في العصر الحديث، في وقت يقول أنصار "السيسي" إن الحملة ضرورية لتحقيق الاستقرار بعد الاضطرابات التي أعقبت ثورة 2011، التي أطاحت بالرئيس الأسبق "حسني مبارك"، بعد 3 عقود في الحكم. 

وفي عهد "السيسي"، أجرت مصر سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية التي يدعمها صندوق النقد الدولي، ونالت إشادة من الخبراء الاقتصاديين، لكنها زادت من الضغوط على الكثير من المواطنين المصريين، مما قلل من شعبية "السيسي".

وفي ظل إجراءات التقشف والحملة على المعارضة، بات البعض ممزقا بين الشعور بعدم الرضا عن الأوضاع والقلق من تجدد الاضطرابات.

وزاد الغضب ضد "السيسي"، بعد سلسلة الفيديوهات التي بثها المقاول والفنان المصري "محمد علي"، والذي أظهر فيها فسادا وإهدارا للمال العام في مؤسستي الرئاسة والجيش.

واعترف "السيسي"، ببناء قصور واستراحات رئاسية، زاعما أنه "مخلص ووطني وشريف"، وأنه "يبني دولة جديدة"، متجاهلا تدهور الأوضاع المعيشية في البلاد، وتفاقم حجم الديون الداخلية والخارجية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الغارديان: السيسي لم يعد الديكتاتور المفضل لدى المصريين

محمد علي للسيسي: اللعبة لم تنته والشعب سيعلقك على المشنقة