19 عاما على استشهاد محمد الدرة.. الانتفاضة مستمرة

الأحد 29 سبتمبر 2019 03:25 م

في 30 سبتمبر/أيلول 2000، انطلقت شرارة الانتفاضة الفلسطنية الثانية، عقب بث جريمة الاحتلال بقتل "محمد الدرة"، الذي تحول إلى أيقونة فلسطينية، هزت ضمير العالم، وكشف عن مدى جرم ووحشية الاحتلال الإسرائيلي الذي يطلق الرصاص بدم بارد على الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال.

وبعد 19 عاما، من استشهاد "الدرة"، الذي اغتيل أمام كاميرات العالم في بث حي، دون أن يكمل عامه الثاني عشر، لا تزال أسباب الانتفاضة قائمة.

انتفض الفلسطينيون، في أعقاب اقتحام "أرئيل شارون" (وزير الدفاع حينها)، لباحات المسجد الأقصى برفقة حراسه، يوم 28 سبتمبر/أيلول.

وحينها تجوّل "شارون"، وقال إن "الحرم القدسي" سيبقى منطقة إسرائيلية، وهو ما أثار استفزاز الفلسطينيين، فاندلعت المواجهات بين المصلين والجنود الإسرائيليين.

وأدى استفزاز "شارون"، إلى تصدي الفلسطينيين لاقتحامه، ما أدى إلى اندلاع مواجهات أسفرت عن استشهاد 7 مواطنين وإصابة 250، في اليوم الأول من الانتفاضة، إلى جانب إصابة 13 جنديًا إسرائيليًا.

وامتدت المواجهات من باحات المسجد الأقصى في القدس المحتلة، إلى كافة مدن الضفة الغربية وقطاع غزة.

وفي اليوم التالي، ومع استمرار الغضب، وبينما كان الطفل "محمد" يسير مع والده في شارع صلاح الدين بقطاع غزة، فوجئا بوقوعهما تحت نيران إسرائيلية، فحاولا الاختباء خلف برميل إسمنتي.

حاول الأب "جمال" يائسا، أن يحمي ابنه بكل قواه، لكن الرصاص اخترق يد الوالد اليمنى، ثم أصيب "محمد" بأول طلقة في رجله اليمنى، وصرخ: "أصابوني"، ليفاجأ الأب بعد ذلك بخروج الرصاص من ظهر ابنه الصغير "محمد"، الذي ردد: "اطمئن يا أبي أنا بخير لا تخف منهم"، قبل أن يرقد الصبي شهيدا على ساق أبيه، في مشهد أبكى البشرية وهز ضمائر الإنسانية.

لحظة استشهاد "محمد الدرة"، بين ذراعي والده، نقلتها لأكثر من دقيقة كاميرا الصحفي "شارل أندرلان" في قناة "فرانس 2" التلفزيونية، وأظهرت كيف أن الوالد كان يطلب من مطلقي النيران التوقف، لكن دون جدوى، إذ فوجئ بابنه يسقط شهيدا.

وحاول الاحتلال وجهات يهودية متطرفة التنصل من الجريمة بإلقاء اللوم على المقاومة الفلسطينية، والادعاء أن الطفل "محمد" قتله فلسطينيون لتشويه صورة الجيش الإسرائيلي لدى الرأي العام الدولي.

غير أن الصحفي "أندرلان أورد"، في كتابه "موت طفل"، اعتراف قائد العمليات في الجيش الإسرائيلي "جيورا عيلاد"، الذي صرح لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في 3 أكتوبر/تشرين الأول 2000، بأن "الطلقات جاءت على ما يبدو من الجنود الإسرائيليين".

وشكلت حادثة استشهاد الطفل "محمد"، صدمة كبيرة، ليس فقط لوالده الذي كان معه، وإنما لوالدته وعائلته، لكن الله عوضهم عن الشهيد بطفل آخر أطلق عليه اسم "محمد" تيمنا بأخيه.

وجاء المولود الجديد "محمد" إلى الدنيا، في آخر جمعة من العشر الأواخر من شهر رمضان، التي صادفت "يوم القدس العالمي" لذلك العام، ليأخذ بجانب اسم أخيه، ملامحه أيضاً.

وعائلة "الدرة" كباقي عائلات فلسطين، بسطاء طفحوا الكيل في مخيم البريج للاجئين بقطاع غزة، فالوالد "جمال" كان نجارًا، عاش مع زوجته "أمل" ربة المنزل التي عانت كثيرًا في تربية أطفالها العشرة في ظل ظروف البلد العصيبة.

كما أصبح الطفل الشهيد "محمد"، أيقونة الانتفاضة الفلسطينية، ومُلهمها، وصورتها الإنسانية في مشهد لن ينساه العالم.

وفي الذكرى الـ19 لاستشهاده، دشن ناشطون وسما باسمه "محمد الدرة"، لإحياء ذكراه، والحديث فيه عن ذكريات الانتفاضة، وما أحدثه استشهاد "الدرة" للقضية، داعين إلى الثأر له.

وتميزت الانتفاضة الثانية، مقارنة بالأولى، التي اندلعت عام 1987، بكثرة المواجهات، وتصاعد وتيرة الأعمال العسكرية بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي.

ووفقا لأرقام فلسطينية وإسرائيلية رسمية، فقد أسفرت الانتفاضة الثانية عن مقتل 4412  فلسطينياً إضافة لـ48322 جريحاً، بينما قتل 1069 إسرائيلياً وأصيب 4500 آخرين.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

عن الانتفاضة الثالثة التي يخشاها العدو

بعد عام على اندلاعها.. لا نهاية وشيكة لـ«انتفاضة القدس»

حماس تحمل إسرائيل مسؤولية التصعيد الخطير بغزة

استشهاد فلسطيني برصاص إسرائيلي ومطالبة أممية بالتحقيق

والد الشهيد الفلسطيني محمد الدرة يروي الحديث الأخير مع ابنه

تقرير: إسرائيل قتلت 2194 طفلا فلسطينيا منذ استشهاد محمد الدرة