دوافع المبادرة العراقية لتجنب الحرب في المنطقة

الثلاثاء 1 أكتوبر 2019 11:35 ص

قالت مصادر عراقية رفيعة المستوى إن تطورات كثيرة تحصل في المنطقة دفعت رئيس الحكومة "عادل عبدالمهدي" إلى إطلاق مبادرة تهدف إلى تجنب انفجار الوضع في الإقليم على خلفية الصراعات الجارية.

ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن المصادر أن الساحة العراقية شديدة الحساسية إزاء ما يحصل، وحكومة بغداد لا تريد التورّط في أي جبهات جديدة، بينما لا تزال منشغلة في مطاردة تنظيم "الدولة الإسلامية" وما استجد من جديد أمني يتمثّل بالاعتداءات الجوية.

وأوضحت المصادر أن السلطات العراقية انطلقت في المساعي بعد اتضاح صورة المواقف في المنطقة، حيث تسعى جهات كثيرة في إشعال الحرب، بين إيران والسعودية بشكل خاص، وفي استهداف القوات الأجنبية في المنطقة، ما يقود إلى مواجهة أكبر.

واتهمت المصادر (إسرائيل) بأداء دور أمني وعسكري وسياسي كبير في تحريض الولايات المتحدة والسعودية على عدم التفاهم مع إيران، داعياً إلى عدم تجاهل استمرار وجود أصوات قوية داخل الإدارة الأمريكية تدفع باتجاه الحرب، برغم قرار إبعاد أبرز الصقور، "جون بولتون"، عن الحكم.

وأكدت المصادر أن الهجمات التي تعرّضت لها مواقع مختلفة لـ"الحشد الشعبي" العراقي في أكثر من منطقة، نفذتها (إسرائيل)، موضحاً أن تحقيقات موسعة جرت في الآونة الأخيرة، وجرى التعاون مع جهات عدة في المنطقة، من بينها لبنان، ما سهّل التثبّت من تورّط (إسرائيل) المباشر بالاعتداءات.

وتحدّثت عن اكتشاف السلطات العراقية خلايا تعمل مع العدو الإسرائيلي وتزوّده بالمعلومات، كاشفاً عن اعتقالات لمشتبه في تورطهم بالتعامل مع العدو.

وقالت المصادر إن رئيس الحكومة العراقية سيناقش مع بقية المسؤولين في البلاد ومع الكتل البرلمانية آلية الكشف عن نتائج التحقيقات وإعلان مسؤولية (إسرائيل)، وإعلان موقف رافض للعدوان وداعٍ إلى اتخاذ الإجراءات التي تحول دون تكراره، بما في ذلك التحدّث مباشرة مع الولايات المتحدة وعواصم غربية أخرى في ضرورة لجم العدو، لأن تكرار العمليات سيؤدي إلى توتر كبير في المنطقة، يضاف إلى التوتر القائم بفعل العدوان على اليمن واستمرار الأزمات الأمنية والعسكرية والسياسية في العراق وسوريا.

وحسب المصادر، فإن "عبدالمهدي" عقد سلسلة من اللقاءات غير المعلنة مع أطراف بارزة في الصراع الحالي، وأجرى اتصالات، وعقد مندوبون عنه اجتماعات فرعية في شأن الوضع، شملت إيران و"حزب الله" اللبناني و"الحوثيين" في اليمن.

وقالت المصادر إن "عبدالمهدي" سمع من هذه الأطراف تأييداً لمبادرة يقوم بها العراق لاحتواء التوتر، تقوم على وقف جميع العمليات العسكرية في كل المنطقة وإطلاق حوار سياسي واسع.

وأوضحت المصادر العراقية أن الزيارة الأخيرة لرئيس الحكومة العراقية للسعودية، شهدت عرضاً من الجانب السعودي للموقف، وطلبات مباشرة من "عبدالمهدي" بضمان عدم استخدام إيران أو فصائل مسلّحة الأراضي العراقية لتوجيه ضربات إلى العمق السعودي.

ومع أن الجانب السعودي لم يتّهم بغداد بأن لها علاقة بالقصف الذي تعرّضت له شركة "أرامكو"، لكن ولي عهد السعودية، "محمد بن سلمان"، بدا متشدداً حيال فكرة التوصّل إلى حلّ شامل في وقت قريب.

وكشفت أن الإمارات بعثت إلى "عبدالمهدي" برسائل تشجيعية من أجل إيجاد "حل جذري" للأزمة القائمة الآن.

ونقلت الصحيفة ذاتها عن مصادر عربية أن الإمارات تظهر حرصاً على تسوية سريعة تلزم الجميع بوقف إطلاق النار، وهي تفعل ذلك في ضوء المخاوف من تعرّضها لضربات عسكرية من جانب "الحوثيين".

وقالت المصادر العربية إن أبوظبي عاودت الاتصال بالمسؤولين الإيرانيين لأجل التدخّل مع القيادات في صنعاء، لكن طهران عادت وأكدت الموقف القائل بأن على الإمارات التواصل المباشر مع "الحوثيين".

وسمع المسؤولون الإماراتيون من الجانب الإيراني أن صنعاء مستعدة لإطلاق حوار مع أبوظبي، لكن ذلك يتطلب موقفاً واضحاً من الإمارات بالانسحاب من الحرب سريعاً، والمباشرة بخطوات عملية على الأرض.

وبحسب مصدر يمني مواكب لهذه الاتصالات، فإن "عبدالمهدي" يعمل الآن على جمع المواقف والتصريحات قبل إطلاق المبادرة.

وأوضح المصدر أن بعض الزوّار العرب والأجانب إلى السعودية يتحدثون عن "تباين محدود" بين الملك السعودي "سلمان" ونجله ولي العهد، بشأن طريقة وقف الحرب في اليمن.

وعزا المصدر الأمر إلى الضغوط القائمة من جانب الولايات المتحدة وبعض العواصم الغربية و(إسرائيل)، حيث هناك مصلحة في استمرار الحرب، لكنهم مع السعي إلى تنفيذ هدنات ذات طابع عسكري وإنساني.

ولفت المصدر اليمني إلى أن رئيس الحكومة العراقية يعرف تماماً موقف "الحوثيين" من المبادرات، وأن الجانب العماني لم يوقف اتصالاته، بما فيها محاولة إقناع "الحوثيين" بالتواصل المباشر مع الأمريكيين.

لكن المصدر أكد أن القرار الواضح لدى القيادة الحوثية يقول بعدم الحاجة إلى أي تواصل هدفه إعلامي، من جهة، وتوفير أرضية مريحة للجانبين السعودي والإماراتي، من جهة ثانية.

وكرر المصدر أن المطلوب أمر واحد؛ وهو إعلان سعودي - إماراتي واضح عن وقف الحرب ورفع كل أشكال الحصار القائم على اليمن، وترك اليمنيين يذهبون إلى حوار سياسي داخلي لأجل إيجاد الصيغة الأنسب لإدارة شؤون اليمن موحداً.

المصدر | الخليج الجديد + الأخبار

  كلمات مفتاحية

العلاقات السعودية الإيرانية عادل عبدالمهدي الحكومة العراقية

بن سلمان وعبدالمهدي يبحثان تداعيات هجوم أرامكو