قال رئيس قبرص الرومية "نيكوس أناستاسيادس"، الثلاثاء، إن "عمليات التنقيب في البحر (المتوسط) بحثا عن رواسب الغاز ستستمر كما هو مخطط لها على الرغم من تهديدات تركيا وأعمالها غير القانونية"، على حد قوله، داخل المياه التي تتمتع فيها الدولة الواقعة في شرق البحر المتوسط بحقوق اقتصادية.

وأضاف "أناستاسيادس"، في خطاب شعبي، أنه "لا يزال ملتزما بالتوصل إلى اتفاق سلام مع القبارصة الأتراك (الانفصاليين) لإعادة توحيد البلد"، وفقا لما أوردته صحيفة "قبرص ميل" المحلية.

وتأتي تصريحات رئيس قبرص الرومية تالية لإتمام اتفاق تعاون بين شركتي الطاقة "توتال" الفرنسية و"إيني" الإيطالية، الشهر الماضي، لتوسيع نطاق عمليات البحث عن الغاز قبالة الساحل الجنوبي لجزيرة قبرص.

ومنذ 1974، تعيش جزيرة قبرص انقساما بين شطرين؛ تركي في الشمال ورومي في الجنوب، لكن جمهورية شمال قبرص التركية، المعلنة من جانب واحد، لا تحظى باعتراف دولي ولا تعترف بها كدولة ذات سيادة سوى تركيا.

وفي المقابل، حظيت قبرص الرومية (لا تعترف بها تركيا) بعضوية الاتحاد الأوروبي، وتقول إن الشمال واقع تحت احتلال غير قانوني منذ الغزو التركي للجزيرة عام 1974.

وزادت التوترات بين الشطرين مؤخرا مع اكتشاف مكامن للغاز الطبيعي في منطقة المياه بين جزيرة قبرص و(إسرائيل).

ويتهم القبارصة الأتراك حكومة قبرص الرومية بالتصرف بشكل منفرد بدعوتها الشركات للتنقيب في المنطقة، ويقولون إنهم يريدون اقتسام أرباح أي إنتاج للغاز، فيما ترفض سلطات الأخيرة ذلك.

وفي يوليو/تموز الماضي، قالت وزارة الخارجية التركية إنها ترفض تصريحات مسؤولين من اليونان والاتحاد الأوروبي عن عدم شرعية تنقيب تركيا عن الغاز والنفط قبالة سواحل جزيرة قبرص، مؤكدة أن أعمال التنقيب تلك تتم بطلب من قبرص التركية.

فيما أكدت مصادر دبلوماسية أوروبية أن الاتحاد يدرس اتخاذ إجراءات صارمة تجاه تركيا جراء إصرارها على التنقيب عن الغاز بالقرب من سواحل جزيرة قبرص.