أعاد ناشطون، تداول وثائقي "BBC" والذي جاء بعنوان "ولي العهد تحت المجهر"، والذي يتطرق إلى دور الأمير السعودي "محمد بن سلمان" في اغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، داخل قنصلية بلاده بإسطنبول، أكتوبر/تشرين أول 2019، وتعذيبه للأمراء المعتقلين في الريتز كارلتون.
وكان ثائقي "BBC" قال إن قتل "خاشقجي" قد لا يكون أول جريمة قتل يزعم أن مقربين من "بن سلمان" يمكن أن يكونوا قد ارتكبوها.
ولفت الوثائقي إلى وقوع سلسلة من عمليات الخطف والاعتداءات، تبعها قبيل اغتيال "خاشقجي" بعام وفاة لواء بالجيش السعودي كان قيد الاعتقال.
وأخبر مصدر مقرب من الديوان الملكي السعودي الشبكة الإنجليزية، أن اللواء "علي القحطاني" قد اعتقل في فندق الريتز كارلتون أواخر 2017، ثم ضُرب على وجهه بهراوة وسقط أرضاً.
ونفت السلطات السعودية وقوع أي حالات تعذيب أو اعتداء في فندق الريتز كارلتون، وقالت: "نرفض رفضًا قاطعًا (تلك) الادعاءات الواردة منكم (...) العارية من الصحة تماما".
ونقل الفيلم عن "محمود رفعت" الذي وصفه بأنه محامي عدد من الأمراء السعوديين، ومنتقد قديم للنظام السعودي، أن مهاجمي اللواء كانوا على قناعة بأن لدية معلومات سرية عن ولي العهد السعودي ومقربين منه، مشددا على أن قتل "القحطاني" كان مقصودا واصفا إياه بـ"الصندوق الأسود"، لافتا إلى أن "خاشقجي" قد تم اغتيال للسبب الذاته.
وبالإضافة إلى "القحطاني" و"خاشقجي"، قال "رفعت"، إن الأمير "متعب بن عبدالله" وزير الحرس الوطني قد تعرض لسوء المعاملة، ونقل إلى المستشفى من أثار التعذيب، مشيرا إلى أن "بن سلمان" جهز مستشفى ميدانى داخل الفندق لعدم نقل المصابين إلى المستشفيات.
تصريحات "رفعت" تأتي متوافقة مع ما نشره المغرد السعودي الشهير "مجتهد" حينذاك حول نقل الأمير متعب للمستشفى.
متعب بن عبد الله نقل من الرتز لقسم القلب في المستشفى العسكري
— مجتهد (@mujtahidd) November 30, 2017
هل هو للاطمئنان أو بسبب جلطة لم تتضح الصورة بعد
كما لم يصلني إن كان لا يزال في قسم القلب أو خرج لقصره
يتحدث المقربون من متعب بن عبدالله أنه يبكي مثل الأطفال في المجالس الخاصة إذا جاء ذكر ما جرى له، ويقول بايعت ابن سلمان صادقا ومخلصا، ومع ذلك لم يكتفِ باعتقالي وتعذيبي بل سلط علي الإعلام باتهامي بالفساد واستولى على ملياراتي في الداخل 😭😭
— مجتهد (@mujtahidd) March 24, 2018
ولم يعطِ أي إشارة على غضب لإهانته
بدوره، قال "ديفيد كيركباتريك" الصحفي بـ"نيويورك تايمز"، والذي أجرى تحقيقا عما حدث بفندق الريتز كارلتون، إنه واثق تماما من وقوع تعذيب وإساءة معاملة جسدية بالفندق، فقد نقل 17شخصا على الأقل إلى المستشفى لتلقي العلاج بسبب جروح أصيبوا بها خلال التحقيقات، وقتل شخص واحد على الأقل وهو اللواء "القحطاني".
وزاد: "أخبرنا شخص رأى الجثة، وأطباء في المستشفى التي عولج بها، أن رقبته كانت مكسورة، وأن جسده كان فيه العديد من الكدمات".
"وكان "سعود القحطاني" المستشار السابق بالديوان الملكي والمتهم الأول بالإشراف على التعذيب في الريتز كارلتون ، قال في تغريدة سابقة له: "وتعتقد أني أقدح من رأسي دون توجيه؟.. أنا موظف ومنفذ أمين لأوامر سيدي الملك وسمو سيدي ولي العهد الأمين".
وهو ما يبرر مشاركته في واقعة اغتيال "خاشقجي" استجابة لأوامر "بن سلمان"، بحسب مراقبين.
ورجحت تقارير صادرة عن المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) أن قتل "خاشقجي" جاء بأوامر من ولي العهد السعودي.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست"، التي كان "خاشقجي" يكتب فيها، إن تحقيق "سي آي أيه" مبنيٌّ على اتصال هاتفي أجراه "خالد بن سلمان"، شقيق ولي العهد وسفير السعودية في واشنطن.
ورجحت الصحيفة أن "خالد بن سلمان" اتصل بـ"خاشقجي"، بتوصية من شقيقه ولي العهد، وطمأنه على سلامته إذا ذهب إلى القنصلية في اسطنبول.
ونفت السفارة السعودية في واشنطن أن يكون "خالد بن سلمان" تحدث مع "خاشقجي" بشأن ذهابه إلى تركيا.
ونفت السعودية هذه الادعاءات، وقالت إن ولي العهد لم يكن على علم بأي شيء في هذه القضية.
والسبت، أقر "بن سلمان" في حوار عرض عبر شبكة "سي بي إس" الأمريكية أنه يتحمل المسؤولية عن مقتل "خاشقجي" "كون ذلك حدث وأنا في موقع السلطة".
وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها "بن سلمان" علانية عن الحادث، إذ دأب مسؤولون سعوديون عن نفي صلته بالواقعة أو إصدار أوامر بالقتل.