سلطت وكالة الأنباء الفرنسية الضوء على الأسباب التي دفعت الشباب التونسي للتصويت بكثافة للمرشح الفائر بالانتخابات الرئاسية "قيس سعيد" (مستقل) الذي حصل على 72.7% من أصوات الناخبين.

فوز "سعيد" الكبير بنتائج الدور الثاني للانتخابات التونسية، الأحد، على منافسه "نبيل القروي" (27.3%) بلغ نسبة الشباب فيه 90% من الفئة العمرية ما بين 18 و25 عاما، 84% في الفئة العمرية 26 إلى 44 عاما.

وفى شرحه للأسباب التي دفعت الشباب التونسي للتصويت لـ"سعيد" الذي خاض الانتخابات، مستقلا مدعوما بمجموعة من الطلبة المتطوعين وبإمكانات محدودة، قال "طاهر ماجول" (29 سنة) باحث في علم الاجتماع، إن ثورة 2011 في تونس كانت لحظة مهمة في تاريخ البلد، لكنها أفرزت للأسف نخبا سياسية لم ترق إلى مستوى تطلعات الشباب.

وعقب: "بل ما لفت انتباهنا مع حكومات ما بعد الثورة إلا عودة الفساد بدون محاسبة، وظهور بوادر قمع من جديد بعدما استنشقنا الحرية".

ورأى "طاهر" أنه في ظل هذه الأوضاع لم يكن من الممكن إعادة انتخاب الوجوه القديمة، ومع إعلان أستاذ القانون الدستوري نيته الترشح للانتخابات الرئاسية إثر وفاة الرئيس السابق "الباجي قايد السبسي"، قام مجموعة من الشباب بمبادرة فردية لدعم هذا المرشح.

 وذكر "طاهر" أن "شرعية سعيّد شعبية لا ترتهن إلى الأحزاب، لذلك لا بد أن يكون على قدر الآمال التي وضعها فيه منتخبوه، لقد كبر الحلم مع وصول سعيّد إلى السلطة، ولكننا سنواصل الضغط بطرق سلمية كثيرة وسنواصل النضال من أجل دولة تحترم مواطنيها".

بدوره قال "الأمين البوعزيزي" وهو باحث جامعي في الأنثروبولوجيا، "إن الثورة التونسية هي بالأساس ثورة الشباب، فالشباب هو الفاعل الرئيسي اليوم، كما كان فاعلا في الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي والتصدي لحكومات ما بعد 14 يناير/كانون الثاني".

وذكر "البوعزيزي" أن الشباب التونسي كان مقاطعا لكل الانتخابات السابقة من 2011 إلى 2014، لأنها "كانت بعيدة عن كل جوهر اجتماعي وغارقة في مطالب سياسية"، ولكنه واصل الانخراط في أشكال الاحتجاج المختلفة.

و"بما أن الديكتاتورية تسقط بالشوارع والديمقراطية تبنى بالصناديق، انتفض الشباب عبر الصناديق خلال الاستحقاق الانتخابي وغيّر من شكل الاحتجاج على المنظومة السائدة للإطاحة بها".

وأوضح أنه يمكن القول "إن 90% من هؤلاء الشباب لم ينتخبوا سعيّد لبرنامجه بل انتخبوا شخصا رأوا فيه الجدية والصدق والفصاحة فانحازوا له واختاروه".