قال مسؤول أمريكي بارز، الثلاثاء، إن جميع القوات العسكرية الأمريكية خرجت بالكامل من منطقة منبج، شمالي سوريا، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".

وكان المتحدث باسم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة هناك، الكولونيل "ميليس بي. كاجينز"، كتب عبر "تويتر"، الثلاثاء، أن "القوات الأمريكية تنفذ انسحابا مخططا له من شمال شرق سوريا".

وأضاف: "نحن خارج منبج الآن".

وفي وقت سابق، الثلاثاء، كشفت مجلة "نيوزويك" الأمريكية أن الولايات المتحدة اختارت تسليم المناطق التي تنسحب منها بشمالي سوريا، لاسيما في منبج، إلى روسيا وقوات نظام "بشار الأسد" المتحالفة معها.

وذكرت المجلة أنها تحدثت إلى جنرالات أمريكيين على الأرض وهم بصدد المغادرة من مناطق الانسحاب، وأبلغوها أن القرار الأمريكي جاء بعد تفاهم الأكراد مع نظام "الأسد" في دمشق.

وفي مواجهة صدام وشيك مع القوات التركية وحلفائها من المعارضة السورية، اختارت قوات سوريا الديمقراطية إعادة تنظيم نفسها مع قوات النظام وداعمها الروسي، وهي شراكة ستوضع قريباً على المحك.

وعندما تحركت قوات النظام والميليشيات المتحالفة مع القوات التي يقودها الأكراد في المدينة، بدأ مقاتلو المعارضة المسلحة تقدمهم نحو منبج، وأفادت التقارير منذ ذلك الحين باندلاع اشتباكات بين الجانبين، ما يدل على جبهة جديدة في الصراع متعدد الجوانب في سوريا.

وتأتي تلك التطورات، رغم إعلان الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، الإثنين، أنه لا خلاف مع روسيا وأمريكا بشأن منبج، موضحا أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" أبدى نهجا إيجابيا بشأن الوضع على الحدود.

وتقطن منبج غالبية عربية، لكن مجتمعها المتنوع يضم أكرادا وأقليات عرقية أخرى، وسيطرت عليها قوات المعارضة المسلحة والجهاديون بعد حوالي عام من انتفاضة شعبية تحولت إلى حرب أهلية في عام 2011.

وأعلن "ترامب" سحب القوات من سوريا في ديسمبر/كانون الأول 2018 عقب مكالمة مع "أردوغان"، لكن المخطط توقف مع اختتام الولايات المتحدة حملتها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" وتوسيع مهمتها لمواجهة النفوذ الإيراني إقليميا.

وبعد أشهر، وعلى أثر اتصال آخر بين "أردوغان" و"ترامب"، أعلن البيت الأبيض الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة ستنقل القوات الأمريكية بينما شنت تركيا عملية عسكرية أخرى باسم "نبع السلام" ضد عناصر الوحدات الكردية.