أعلن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، مساء الخميس، أن بلاده ستنشئ نقطة مراقبة كبيرة بمنطقة شمال غربي مدينة منبج السورية.

وفي لقاء خاص أجرته مع قناة TRT التركية، قال "أردوغان": "طلبنا منطقة بطول 5 كيلومترات وعرض 19 كلم شمال غربي منبج، لنقوم بحمايتها. واتفقنا مع روسيا على ذلك.. وهذه ستكون بمثابة نقطة مراقبة".

وأضاف أن دور الجيش التركي سيتمثل في المراقبة في منبج وعين العرب، مضيفا: "الأهم من ذلك أننا أنشأنا ممر السلام بعمق 10 كلم في المنطقة الممتدة من تل أبيض إلى جرابلس".

وبخصوص المستجدات الميدانية على الحدود الجنوبية لبلاده، قال الرئيس التركي: "اتفاقية أضنة جرى توقيعها بين سوريا وتركيا منذ عام 1998، وتنص على حقنا الطبيعي في مكافحة التنظيمات الإرهابية في عمق معين من سوريا".

وكشف أن تركيا حصلت على وعد من روسيا بإخراج "الإرهابيين من مناطق شرق نبع السلام وغربها"، مهدداً في الوقت ذاته بأن بلاده ستتولى الأمر بنفسها "إن لم يحدث ذلك".

وحول مدينة "عين العرب" السورية، أشار "أردوغان" إلى أن الأمريكيين طلبوا منهم ألا يدخلوها، في حين لا يمانع الروس ذلك، لافتاً إلى أنقرة ستتخذ قرارها "وفق المستجدات".

وتعتبر أنقرة وجود قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، قرب حدودها الجنوبية، شمالي سوريا، خطرا على أمنها القومي، إذ تمثل وحدات حماية الشعب الكردية عمود قسد الفقري، وهي الوحدات التي تعتبرها تركيا فرعا لحزب العمل الكردستاني الانفصالي وتصنفها ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية.

وأكد "أردوغان" على إجرائه زيارة إلى واشنطن، كان قد اتفق عليها مع نظيره الأمريكي "دونالد ترامب"، في 13 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، قائلا: "ترامب أعلن رفع العقوبات الاقتصادية عن تركيا؛ لذا لم يبق هنالك مانع للقيام بزيارتنا إلى الولايات المتحدة".

وطالب "أردوغان" الولايات المتحدة بتسليم القيادي في قوات سورية الديمقراطية "فرحات عبدي شاهين"، الملقب باسم ''مظلوم كوباني''، المطلوب لدى السلطات التركية "بالنشرة الحمراء"، وأضاف أن وزارة العدل التركية ستقدم طلبا لواشنطن بهذا الصدد.

ويأتي الطلب التركي بعدما كشف "ترامب"، في وقت سابق الخميس، عن محادثة أجراها مع "شاهين"، ولمح من خلالها إلى تسليم مناطق النفط لـ "قسد".

وقال الرئيس الأمريكي: "لقد استمتعت حقًا بمحادثتي مع الجنرال مظلوم عبدي.. إنه يقدر ما فعلناه، وأنا أقدر ما فعله الأكراد.. ربما حان الوقت لأن يبدأ الأكراد في التوجه إلى منطقة النفط".

وإزاء ذلك، أشار "أردوغان"، في تصريحاته، إلى أن بلاده أبلغت "ترامب" انزعاجها واستياءها من تبادله الرسائل مع "شاهين".

وشدد الرئيس التركي على ضرورة الإسراع في نزع الأسلحة الثقيلة في سوريا أو تسليمها إلى تركيا، باعتبارها عضوا في حلف شمال الأطلسي "الناتو".