استخباراتي إسرائيلي: تركيا تزداد قوة في سوريا على حساب نظام الأسد

السبت 26 أكتوبر 2019 01:32 ص

اعتبر الرئيس الأسبق لدائرة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، الجنرال في الاحتياط، "عاموس غلبواع"، أن تركيا هي القوة الصاعدة في سوريا، في الوقت الذي يزداد فيه نظام "بشار الأسد" ضعفا. 

جاء ذلك في مقال نشرته صحيفة "معاريف" وترجمه موقع "ترك برس"، حيث استعرض "غلبواع" التطورات الأخيرة في سوريا بعد العملية العسكرية التركية وانسحاب القوات الأمريكية، وتداعيات ذلك على كل من إيران و(إسرائيل).

وأوضح أن صورة الوضع الحالي في سوريا تتمثل في نقطتين: الأولى تحرك تركي عسكري في شمال سوريا بدعم أمريكي هدفه العملياتي الأول إنشاء قطاع يسيطر عليه الأتراك بطول 400 ميل على امتداد الحدود التركية السورية، شرق نهر الفرات، وعمق نحو 30 ميلًا داخل سوريا. 

وأضاف أن ضحايا هذا التحرك هم التنظيمات (ي ب ك) التي تلقت على مدى السنوات الثلاث الماضية مساعدة من الولايات المتحدة في 3 مجالات: المساعدة الجوية الضخمة، ومساعدة نحو 2000 من المستشارين والفنيين والاستخباراتيين والقوات الخاصة، والأهم من ذلك المساعدة الدبلوماسية في مواجهة الأتراك.

 ثانيًا، أن الولايات المتحدة رفعت الدعم السياسي الذي كانت تقدمه (لتنظيم "ي ب ك") في مواجهة تركيا، وهذا هو الحدث المهم الرئيسي في شرق سوريا. 

وعلى ضوء هذه الخلفية، يرى الجنرال الإسرائيلي أن الحرب السورية بدأت تتبلور لكنها ما تزال بعيدة عن الانتهاء.

ووفقا لـ"غلبواع"، فإنه مع تزايد التدخل الأجنبي في سوريا، يزداد ضعف نظام "الأسد"، في حين أن تركيا هي قوة الصاعدة في الوقت الحالي، حيث إنها تتموقع في مكان جيد على الخريطة السورية إلى جانب الروس والإيرانيين. 

ولفت إلى أن الإيرانيين يحاولون إحداث تأثير ديني وثقافي وإلى حد ما اقتصادي في جميع أنحاء سوريا، لكن معظم ميليشياتهم تقع في شرق سوريا، غرب نهر الفرات، ولذلك فإن "ظهور الأتراك السنة سيكون عدوًا محتملًا لهم"، على حد قوله.

وعن تأثير تلك التطورات في (إسرائيل)، قال "غلبواع" إن "المقارنة التي أجريناها بين التخلي عن الأكراد (ي ب ك) واحتمال أن يتخلى "ترامب" عن (إسرائيل) هي مقارنة باطلة، لأن النقطة الأهم بالنسبة للإسرائيليين هي إيران والولايات المتحدة. وكيف سيقيم الإيرانيون الخطوة الأمريكية بأكملها؟".

وأوضح أنه إذا اعتبر الإيرانيون أن الانسحاب الأمريكي علامة على الضعف الأمريكي، فستزداد جرأتهم حتى على (إسرائيل) والعكس صحيح. 

وفي 9 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أطلق الجيش التركي، بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي "ي ب ك/ بي كا كا" وتنظيم "الدولة الإسلامية"، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.

وبعد 8 أيام من انطلاق العملية، توصلت أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بأن تكون المنطقة الآمنة في الشمال السوري تحت سيطرة الجيش التركي، ورفع العقوبات عن أنقرة، واستهداف العناصر الإرهابية.

جاء ذلك في بيان مشترك يضم 13 مادة، حول شمال شرق سوريا، عقب مباحثات بين الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، ونائب الرئيس الأمريكي "مايك بنس"، ومباحثات أخرى بين وفدي البلدين.

ولاحقا، توصلت تركيا وروسيا في 22 أكتوبر/تشرين الأول الجاري إلى اتفاق، يتضمن نشر حرس الحدود السوري والشرطة العسكرية الروسية على الحدود مع تركيا، وسحب المسلحين الأكراد لمسافة 30 كم عن الحدود.

المصدر | الخليج الجديد + ترك برس

  كلمات مفتاحية

الاستخبارات الإسرائيلية العملية التركية في سوريا نظام بشار الأسد المليشيات الكردية المسلحة

تقارير: نبع السلام التركية أحبطت التغيير الديموغرافي للشمال السوري

رئيسا أركان تركيا وأمريكا يبحثان الوضع الأمني بسوريا