استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

عصر المجاملات في السعودية لم ينته ومحاكمة ”جرأة“ الإعلام أكبر دليل!

الخميس 9 يوليو 2015 08:07 ص

يكفل الدستور الوهمي لبلادنا العربية كافة، حرية التعبير عن الرأي، وتوجيه الانتقاد بالطبع دون التجريح والشتم بحق الشخص أو الحكومة أو المؤسسة المقصرة بحق المواطن هذا الذي تحميه نصوص الدستور الفاخرة مهما كان شأنه ودرجته ومكانته الاجتماعية بين جموع المواطنين أفراداً أو قطيعاً!

حرية التعبير، أكذوبة من العيار الثقيل تعلمتها منذ الصغر في كتب التربية الوطنية المدرسية، خاصة للتفريق بين ميزات الأنظمة الديمقراطية والديكتاتورية التي تكفلها وتمنعها، وأحياناً تسير فيما بينها، سهرت عليها، لم أتمعن تماماً بها، كنت ساذجا،ً ولربما تافهاً، كررتها مراراً وتكراراً، لأحقق هدفي الوحيد المنشود بالنهاية وهو حفظها جيداً، ليضع لي أستاذ الاجتماعيات عليها نجمة حمراء متلألئة، ويكتب بكل ثقة متناهية على دفتري المسطر «أحسنت يا خالد»!

لعل الأستاذ المذكور نسي أو تناسى أن يخبرني أو يعلمني بالأحرى أن لا حاجة لي فعلياً بحفظ تلك الفروقات الكثيرة بين أنظمة الحرية والقمع، فأنا في كل الأحوال سأعيش في ظل أنظمة تميل للديكتاتورية، بل تعشقها وتنمو في ظلها، فبماذا أكون أحسنت؟ لو لم أجرب فعلياً تلك الفروقات التي تضمن ميزات الديمقراطية فيها حرية التعبير عن رأيي، وتأخذني عدوتها اللدودة الديكتاتورية بالإجبار خلف القضبان، حزين أنا حقاً على نجمتي الحمراء يا أستاذ نعمان!

بالتأكيد، أستاذ نعمان السعودي الجنسية إن كان على قيد الحياة كغالبية السعوديين كان يشاهد برنامج «في الصميم» الذي يقدمه الإعلامي عبدالله المديفر، وككل السعوديين سمع بإيقافه وبرنامجه وضيفه بعد الحلقة التي استضافت الناشط السياسي محسن العواجي لأسباب قد توضحها ميزات الفروقات للتمييز بين الأنظمة التي وردت في كتاب التربية الوطنية، والمتعلقة بحرية الرأي والتعبير!

المملكة السعودية يبدو أنها لا تتوافق كثيراً مع ما ورد في كتابها الأفلاطوني، والتي تربي فيه أجيالها على الوطنية، مع إضافة بعض البهارات الإسلامية عليه، الناشط السياسي محسن العواجي عبر عن رأيه الذي يكفله دستور السعودية المستمد من الشريعة الإسلامية أي أنه دستور رباني لا تشوبه شائبة، وتغيب عنه النصوص الظالمة.

العواجي قال في حلقته التي تسببت بوقف برنامج «في الصميم» وإحالته ومقدم البرنامج إلى هيئة التحقيق والإدعاء العام لمحاكمتهما وتم منع ظهورهما إعلامياً، قال مطالباً بالإصلاح «عصر المجاملات انتهى، 70 سنة نجامل، نقول البلاء من البطانة، وطويل العمر لم يقصر، هذه كلها انتهت».

وأضاف العواجي «طويل العمر مسؤول عن كل كبيرة وصغيرة في الدولة، كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، الذين جاملوا الملك عبدالله بن عبدالعزيز في وقته، الآن هو في قبره وحيداً، يواجه كل هذه القضايا»!

يبدو أن عصر المجاملات والتطبيل والتزمير والتصفيق، لا يراد له أن ينتهي في مملكة النفط، أي قداسة تلك التي يجب أن يتمتع بها الحاكم حتى بعد مماته وبين يدي ربه؟ لم تصدر برأيي أي إهانة أو تجريح من قبل العواجي بحق مليكه الراحل ليحاكم، هل كان على الإعلامي المديفر أن يقتله لكي لا يحول هو الآخر للمحاكمة دون ذنب يذكر، محسن العواجي فقط صريح حريص على بلاده ومواطنيها الرعية أكثر من هؤلاء الذين يمضون ليلهم ونهارهم مسبحين بحمد المليك وأفضاله.

فهل من المعقول أن الشعب السعودي كله يصدق أن حكامه لا يخطئون، وأن بطانتهم فقط «داشرين» أي غير مسؤولين؟ هو الخوف إذاً يحكمهم، وليكن هذا وذاك عبرة ليرعبهم، وكما قال لنا أستاذ نعمان في درس سقوط الدولة العباسية على يد المغول يوم حصة التاريخ «الدول التي يعيش حكامها في بروج عاجية، تسقط في ظروف غير اعتيادية»، أحسنت نعمان وصدقت، وتستحق نجمة خضراء متلألئة!

  كلمات مفتاحية

السعودية محسن العواجي عبد الله المديفر الملك سلمان

«الشبكة العربية لحقوق الإنسان» تدين إحالة «العواجي» و«المديفر» للمحاكمة

«مجتهد» يكشف أسباب جديدة وراء محاكمة «العواجي» و«المديفر»

توجيه ملكي بإيقاف ومحاكمة «العواجي» و«المديفر» بدعوى «الإساءة للملك عبدالله»

الداعية السعودي «محسن العواجي» يدعو لدعم «الملك سلمان» وأولياء العهد

عضو بـ«الشورى» السعودي: بعض سفراء المملكة تفرغوا للمجاملات الدبلوماسية