أدانت «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان» إحالة الداعي الناشط السعودي «محسن العواجي» والإعلامي «عبدالله المديفر» إلى المحاكمة على خلفية آرائهما خلال برنامج «في الصميم».

وقالت الشبكة إن ما جاء في الحلقة على لسان «العواجي»، سواء كان نقدا لملك السعودية السابق أو إعلان موقفه من السلطات الحالية في مصر لا يعدو كونه تعبيرا عما استقر في وجدانه من اعتقاد وهو ما حرص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية على حمايته حرصا على الديمقراطية وتعدد الآراء وحماية وسائل التعبير السلمي وجميعها من الأمور التي تساهم في تقدم المجتمعات.

وطالبت الشبكة السلطات السعودية بالتوقف الفوري عن ملاحقة أصحاب الرأي، ووسائل الإعلام، والالتزام بالعهود والمواثيق الدولية، وعلى وجه الخصوص ما يتعلق منها بحرية الرأي والتعبير.

وكانت مصادر في وزارة الإعلام السعودية، قالت إن الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، أحال الداعية والناشط السعودي «محسن العواجي» والإعلامي «عبدالله المديفر»، لهيئة التحقيق والإدعاء العام ومحاكمتهما على ما صدر منهما من إساءة للملك الراحل «عبدالله».

وأفادت مصادر صحافية أن قرار العاهل السعودي تضمن أيضا منع «العواجي» و«المديفر» من الظهور إعلاميا.

كما تضمن القرار، إيقاف برنامج «في الصميم» بشكل نهائي، والذي يقدمه «المديفر»، وتبثه قناة «روتانا خليجية» المملوكة للأمير السعودي «الوليد بن طلال».

ورجّح ناشطون أن يكون سبب الإيقاف، هو تصريح الداعية السعودي المطالب بالإصلاح، في الحلقة التي تم بثها قبل أيام، حين قال: «عصر المجاملات انتهى، 70 سنة نجامل، نقول البلاء من البطانة، وطويل العمر لم يقصر، هذه كلها انتهت».

وأضاف «العواجي»: «طويل العمر الآن مسؤول عن كل صغيرة وكبيرة في الدولة، كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، الذين جاملوا الملك عبدالله بن عبدالعزيز في وقته، الآن هو وحيد في قبره يواجه كل هذه القضايا».

وكان «المديفر» أعلن عن نيته استضاف الداعية البحريني الدكتور «حسن الحسيني»، قبل أن يغرد «الحسيني» عبر حسابه مؤكدا وقف البرنامج، وقال: «كنت ضيف المديفر اليوم، في برنامجه في الصميم، وكنت معه قبل ساعتين تقريبا، وذكر لي أن هناك ضجة على بعض الحلقات، والآن.. أنباء عن إيقاف البرنامج!».

واستضاف «المديفر» في حلقاته السابقة من شهر رمضان الحالي عددا من الوجوه البارزة في الساحة السعودية، على رأسهم الدكتور «سلمان العودة» والدكتور «عوض القرني» والدكتور «محسن العواجي»، بالإضافة إلى وزير الصحة السابق الدكتور «عبد الله الربيعة».

وكشف المغرد السعودي الشهير «مجتهد» أن الأمير «محمد بن نايف» هو صاحب القرار الحقيقي وراء «محاكمة العواجي والمديفر»، وذلك بدعم من «محمد بن سلمان»، مؤكدا أن «صدوره من الملك شكلي فقط لأنه لا يدرك ما يجري».

وفي تغريدات له على «تويتر»، نفي «مجتهد» أن يكون للقرار علاقة بانتقاد الملك «عبدالله» كما زعمت صحيفة «سبق»، مضيفا أن هناك ثلاثة أسباب دعت «بن نايف» و«بن سلمان» لإيقاف البرنامج وتأديب «العواجي» و«المديفر»، على حد قوله.

وفند «مجتهد» الأسباب الثلاثة، مشيرا أن أولها هو أن «انتقاد عهد عبدالله هو انتقاد مبطن قوي للعهد الحالي حتى مع محاولة العواجي تزكية سلمان والمحمدين فكثير مما طرح يسري على عليهم بدرجة مضاعفة».

وأرجع «مجتهد» السبب الثاني إلي ضيوف آخرين بينهم «برجس البرجس»، قائلا أن «ملخص كلامه أنه لا تنمية، ولا مصلحة وطن، ولا رفاه مواطن، ولا استراتيجية وطنية، وأن المقدرات مسخرة لخدمة النخبة (العائلة)».

وعن ثالث الأسباب وراء القرار، أكد «مجتهد» أن «محمد بن نايف لا يحسن الظن بالوليد بن طلال مالك روتانا واعتبر التوسع في هامش البرنامج حيلة من الوليد لاستغلال البرنامج في المستقبل لضربه».

من ناحية أخرى، دشن نشطاء وسما جديدا عبر «تويتر» حمل اسم «#محاكمه_العواجي_والمديفر»، أعربوا خلاله عن رفضهم التام لكبت الحريات، معتبرين أن حرية التعبير في الوطن هي معيار صحته.