صحيفة روسية: من الخاسر والمنتصر في صفقة بوتين وأردوغان؟

السبت 26 أكتوبر 2019 09:25 ص

اعتبرت صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" أن الولايات المتحدة هي الخاسر الأكبر من مذكرة التفاهم الموقعة بين الرئيسين التركي والروسي بشأن سوريا.

جاء ذلك في تحليل للصحيفة الروسية أعده "أندريه ياشلافسكي" و"كريستينا تتارنيكوفا" حول أهمية مذكرة التفاهم بين الرئيسين "فلاديمير بوتين" و"رجب طيب أردوغان" بخصوص شمال شرقي سوريا، وترجمه موقع "روسيا اليوم".

التحليل نقل عن الباحث السياسي في مجال العلاقات الروسية التركية "أورهان غفارلي" قوله: "للمباحثات بين زعيمي تركيا وروسيا أهمية استراتيجية؛ فأنقرة تمكنت من الاتفاق على منطقة أمنية على طول الحدود التركية السورية، وموافقة موسكو تعني أيضا موافقة دمشق، وكان هناك أيضا اتفاق بين الجانب التركي والزملاء الأمريكيين على إنشاء منطقة خفض تصعيد".

ويضيف "غفارلي": "إذا تحدثنا عن مصالح أنقرة الوطنية، فإن أردوغان تمكن من ضمان الأمن على الحدود مع سوريا، والقضاء على ما يهدد سيادة البلاد. في المقابل، خرجت روسيا أيضا منتصرة؛ حيث تمكنت من مساعدة دمشق في ضمان وحدة أراضي سوريا، وحل مسألة الاتفاق مع الأكراد".

واستطاع النظام السوري، حسب "غفارلي"، الوصول إلى "اعتراف" أطراف أخرى، بالإضافة إلى المشاركين في عملية أستانا، بشرعية سلطة "بشار الأسد".

فإلى ما قبل الأحداث الأخيرة، كان الأكراد يتفاوضون بشكل رئيس مع الولايات المتحدة، ظانين بأنهم قادرون على ضمان أمنهم وإنشاء "كردستانهم"، يضيف الكاتب.

ويتابع: "كانت تلك سياسة خاطئة؛ فبالنتيجة تبين أن الأكراد هم الجهة الخاسرة، ومع ذلك دخل الأكراد الآن في مفاوضات مع موسكو ودمشق للمشاركة في بناء سوريا جديدة ودستور جديد، والحفاظ على وحدة البلاد".

من جهته، يقول الباحث في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، "نيقولاي سوخوف": "في هذه المرحلة، ساعد أردوغان الحكومة السورية (النظام السوري) بشكل كبير، من خلال عمليته العسكرية. فقد دفع الأكراد إلى أحضان الأسد".

ويضيف: "على مدى السنوات الأخيرة، جرت مفاوضات. لكن الأكراد لم ينفكوا عن التطلع إلى الأمريكيين خلال تفاوضهم مع الحكومة السورية على تنازلات. الأكراد، الآن، في مواجهة آلة عسكرية تركية أقوى من أن يصمدوا في وجهها، ولذلك اندفعوا إلى يدي الأسد بلا شروط خاصة. لقد انتصرت دمشق عمليا، بلا قتال، بلا دم".

ويقول الكاتب إنه لا يوافق على أن "تقاعس الولايات المتحدة" في هذا الصراع خطأ استراتيجي من الرئيس "دونالد ترامب"؛ فالأخير يؤثر بشكل أساسي في موقف الناخبين والمهمة الأولى أمامه، هي الوفاء بوعوده الانتخابية والحصول على أصوات لإعادة انتخابه لولاية ثانية.

وجاء الاتفاق الروسي التركي، مساء الثلاثاء، بعد انتهاء مهلة الـ120 ساعة للعملية التركية "نبع السلام" في شمال شرقي سوريا، بعد إيقاف مؤقت لها بوساطة أمريكية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قمة سوتشي مؤتمر سوتشي حول سوريا نبع السلام عملية نبع السلام

بوتين: الوضع في سوريا عصيب.. وأردوغان: سنواصل نبع السلام

تركيا تنفي الانسحاب الكامل للأكراد من منطقة الحدود

أردوغان: لن تثنينا تهديدات وابتزازات الغرب عن تعقب الإرهابيين