صحيفة تكشف مصير أملاك الأمير السعودي المحتجز غزلان

الأحد 27 أكتوبر 2019 03:44 م

منذ اختفائه في يناير/كانون الثاني من العام الماضي، بقي الغموض يلف مصير الأمير السعودي "سلمان بن عبدالعزيز" والمعروف بـ"الأمير الوسيم" أو "غزلان"، وسط قبضة أمنية في بلاده غيّبت أصوات أمراء العائلة الحاكمة المعارضين لولي العهد الأمير "محمد بن سلمان".

لكن صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، نشرت تقريرا، من العاصمة الفرنسية باريس التي كان يقيم فيها الأمير، لمراسلتها "لويز كالاهان"، عن بيوت وقصور الأمراء السعوديين الذين عارضوا ولي العهد السعودي وتعرضوا للاختطاف، وقالت إنها باتت مهملة يعلوها الغبار، فيما تعيش عائلاتهم حالة من اليأس.

وخلف واجهة مبنية من الحجارة الرملية، في بناية قديمة تعود إلى القرن السادس عشر في باريس، يقع بيت ربما كان سيعجب به نابليون الثالث، بحسب ما تقول "كالاهان"، واصفة التصميم الداخلي للقصر الحافل بالمفروشات المذهبة والفنون الجميلة، واللوحات المعلقة على الجدران، التي تصور أباطرة المغول والمحظيات البيضاوات.

وتلفت الصحيفة بحسب ما ترجم موقع "عربي 21"، إلى أن هذا البيت التقليدي الفخم يعود إلى الأمير "سلمان"، الأمير الذي يتحدث عدة لغات، ويحمل شهادة من جامعة السوربون، ولديه مصالح تجارية في الرياض وأوروبا.

وتشير إلى أن هذا البيت هو واحد من البيوت الأربعة، التي تقدر قيمتها بـ60 مليون جنيه إسترليني، وتملكها العائلة في هذه الزاوية من باريس، وكانت الحياة فيه في الأيام العادية حافلة بالحياة، وهناك خدم وسائقون.

تنوه الكاتبة، إلى أنه في حديقة واحد من هذه البيوت، الذي كان يملكه سابقا عملاق السيارات الفرنسي "أندريه سيترون"، كان الأمير يعقد حفلة على الطريقة العربية في خيمة تستوعب 150 ضيفا، أما اليوم فالثريات غير مضيئة، والأثاث الإيطالي تغطيه طبقة من الغبار، وكومة من الرسائل التي لم يتم فتحها.

الأمير البالغ من العمر 39 عاما، اختفى في يناير/كانون الثاني 2018، عندما تم استدعاؤه إلى القصر، وتقول عائلته إنه، وهو المبارز المحترف، ضربه حرس القصر حتى فقد وعيه وأخذ إلى السجن.

"سلمان" واحد من 11 أميرا اعتقلوا، بحسب الحكومة، بعدما احتجوا على قرار دفع فواتير الكهرباء، لكن المقربين منه يقولون إن استهدافه جاء بسبب عدم انصياعه لمطالب ولي العهد، وبسبب إمكانياته وعلاقاته التي قد تؤثر على "بن سلمان".

استهجان وغرابة

ويكشف التقرير عن أن مسؤولين غربيين على معرفة بالقضية عبروا عن استهجانهم من السبب الذي جعل من الأمير هدفا لولي العهد؛ مع أنه ليس من فرع مؤثر في عائلة "آل سعود" الحاكمة.

فمع أن أمه هي ابنة الملك "عبدالعزيز"، مؤسس المملكة، وزوجته هي ابنة الملك "عبدالله"، الذي توفي عام 2015، إلا أن ثروته لا تعادل في أهميتها ثروة صناع القرار وأصحاب السلطة الحقيقية في المملكة.

وتستدرك "كالاهان" بأن اعتقاله يقدم رؤية واضحة عما يحدث لأفراد العائلة عندما يتجرأ أحدهم على مواجهة ولي العهد، مشيرة إلى أن العقارات التي يملكها "سلمان" في باريس ظلت فارغة لأشهر، لكن الملايين التي يقول العاملون معه إنه حصل عليها من عائلته، وكذلك العقارات في الدمام وموناكو وطائرته الخاصة، لم يتم المساس بها.

وتشير الصحيفة إلى أنه تم تجميد حساباته في السعودية، أما أرصدته في فرنسا فلا يمكن الوصول إليها، وتم التخلي عن خدمة الفريق العامل معه في أوروبا، لافتة إلى قول مقربين منه إن هناك 300 شخص في السعودية لا يزالون يتلقون رواتبهم منه. 

محامي الأمير، "إيلي حاتم"، يقول عن الأمراء المعتقلين، إن السعودية تحجز حساباتهم وحسابات زوجاتهم، ومنعت زوجة "سلمان" وأمه من مغادرة السعودية، و"هي طريقة للضغط على سلمان.. لا تزال أرصدته في باريس، لكن ليس لدينا المال لدفع النفقات، ولا يوجد مال للعناية بالعقارات".

قص أجنحة الأمراء

الأمير ووالده الذي حاول التدخل دفاعا عن ابنه، يعيشان تحت الإقامة الجبرية في بيت يعود للحكومة في الرياض، وتستدرك الكاتبة بالقول إنه رغم الوضع المريح الذي يعيشان فيه، إلا أن العائلة تتحدث عن عدم اتصال المحامين بهما أو توجيه تهم لهما. 

وتنقل الصحيفة عن مقرب من العائلة، قوله: "يمكنه الحديث مع عائلته، لكنه خائف من الحديث صراحة، ولهذا يتحدث بالشيفرات.. إذا تمت محاكمته فإن محمد بن سلمان سيقوم بتلقين القاضي ما يقوله، ومن السهل أن توجه له اتهامات، ولا يمكنك تحقيق العدالة حتى لو كنت أفضل قاض في السعودية".

وكان "بن سلمان" أعلن قبل عامين عن حملة اعتقالات لرجال أعمال وأمراء، فيما أطلق عليها مكافحة الفساد، وهي حملة رحب بها سعوديون سئموا من فساد النخبة، إلا أن المراقبين في الغرب اعتبروها محاولة لإظهار القوة وتعزيز خزينة المملكة، وقص أجنحة منافسيه.

ويشير إلى أنه تم إطلاق سراح معظم الأمراء ورجال الأعمال بعد تخليهم عن أرصدة يعتقد أنها بلغت 100 مليار دولار، وكان من بينهم الملياردير المعروف "الوليد بن طلال"، إلا أن الأمير "سلمان" لم يمنح هذا الخيار، كما يقول محاموه. 

"كالاهان" نقلت عن الباحث في شؤون الشرق الأوسط في منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية "آدم كوغل"، قوله: "قادت محاولات محمد بن سلمان (قلع) الفساد إلى اقتلاع من اعتبروا تهديدا لسلطته.. هؤلاء الأفراد تم ابتزازهم، وكان الاختطاف والابتزاز هو ما جرى لهم".

لا أحد يثير الاهتمام

وترى الصحيفة أن المملكة لا تزال تعاني من تداعيات جريمة مقتل الصحفي "جمال خاشقجي"، الكاتب في "واشنطن بوست"، الذي قتل وقطع على يد فرقة قالت "سي آي إيه" إنها تلقت أوامرها من "بن سلمان"، العام الماضي، عندما دخل "خاشقجي" القنصلية السعودية في إسطنبول. 

ويجد التقرير أنه مع تركيز المجتمع الدولي على مقتل "خاشقجي"، إلا أن الملاحقة والاعتقال لأفراد العائلة المالكة لم يثيرا الانتباه، وتعتقد "هيومن رايتس ووتش"، أن اثنين من معتقلي فندق "ريتز كارلتون" في عام 2017 لا يزالان في المعتقل، فيما تم وضع مجموعة صغيرة من العائلات الحجازية الثرية تحت الإقامة الجبرية، وأصبحت عائلاتهم، التي تعودت على الحياة المريحة، دون مال.

مقرب من الأمير "سلمان"، قال للمراسلة، إن عائلته باعت عقارا في الرياض للحصول على المال، فيما بدأ ما تبقى لديه من موظفين بتجميد أرصدته في أوروبا، بدءا ببيع طائرته الـ"بوينغ 737-400" في سويسرا التي كان يؤجرها للأمراء في الشرق الأوسط والمليارديرات في أوروبا. 

وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول مقرب: "إنهم يعانون بالطبع (عائلة الأمير)، وهم من أثرى عائلات آل سعود، لكن القسم الأكبر كان يأتي من تجارة سلمان"، لافتة إلى أن الحكومة السعودية لم تعلق على هذا التقرير بعد طلب الصحيفة منها.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

الأمير سلمان الأمير سلمان بن عبد العزيز حملة الاعتقالات في السعودية حملة الاعتقالات السعودية

غار منه بن سلمان.. تفاصيل جديدة لاعتقال الأمير غزالان

"الديمقراطية الآن" تدعو السعودية للإفراج عن الأمير غزالان ووالده