هاجم أنصار لحزب الله وحركة أمل، الثلاثاء، المحتجين وسط العاصمة اللبنانية بيروت واقتلعوا الخيام وأضرموا النيران فيها، واعتدوا بالعصي والحجارة على موقع التجمّع الرئيسي للمتظاهرين في ساحتي الشهداء ورياض الصلح.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن القوى الأمنية عملت على "إطفاء الحرائق في خيم المعتصمين في ساحتي الشهداء ورياض الصلح.. في انتظار وصول رجال الإطفاء".
وأكد المحتجون، بحسب الوكالة ذاتها، أنهم "لن يتركوا الساحتين رغم تحطيم خيامهم"، في وقت عملت قوات من مكافحة الشغب والجيش على محاولة "السيطرة على الوضع في الساحتين".
الهجوم جاء وسط أنباء عن نية رئيس الوزراء اللبناني "سعد الحريري" تقديم استقالته، ذلك قبل إعلانه رسميا عن ذلك.
وشهدت المظاهرات التي تطالب باقتلاع رموز النظام توترات بين محتجين ومجموعات من حزب الله وأمل التي يرأسها رئيس البرلمان "نبيه بري"، بالإضافة إلى أنصار التيار الوطني الحر الذي يتزعمه رئيس الجمهورية "ميشال عون".
ورفض الأمين العام لحزب الله، الذي يمتلك مع "عون" وحلفائهما الأغلبية الحكومية، استقالة الحكومة والرئيس وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، كما يطالب المحتجون، متذرعا بخشيته من "الفوضى" و"الفراغ".
وبعد أيام على اندلاع الاحتجاجات، أعلن "الحريري" ورقة إصلاحات اقتصادية في محاولة لامتصاص غضب الشارع، ودعا "عون" إلى إعادة النظر بالواقع الحكومي.
وتضمنت الإصلاحات التي أعلنها "الحريري" خفضا بنسبة النصف لرواتب المسؤولين، وتقديمات ووعود بإصدار قانون لاستعادة الأموال المنهوبة.
بالإضافة إلى إقرار موازنة عام 2020 مع عجز نسبته 0.6%، ومساهمة القطاع المصرفي والمصرف المركزي بخفض العجز بقيمة تتجاوز خمسة آلاف مليار ليرة (3.3 مليارات دولار) خلال عام 2020.
بيد أن المتظاهرين يعتبرون أن كل هذه الطروحات جاءت متأخرة ولا تلبي طموحاتهم. وهم مصرون على مواصلة ثورتهم.
وطالب المحتجون منذ بدء الحراك بإسقاط الطبقة السياسية بأكملها فهم يحملون عليها فسادها وعجزها عن حلّ الأزمات التي تمر بها البلاد، خصوصاً الاقتصادية.
وبعد ساعات قليلة من مواجهات بين عناصر تابعة لحركة "أمل" اللبنانية و"حزب الله" مع متظاهرين في ساحة الصلح ببيروت ومناطق أخرى، أعلن رئيس الوزراء اللبناني "سعد الحريري"، الثلاثاء، استقالته من رئاسة الحكومة اللبنانية، على وقع احتجاجات شعبية اندلعت في البلاد، قبل نحو أسبوعين.
وقال "الحريري"، في كلمة إلى اللبنانيين، إنه "وصل إلى طريق مسدود، وكان لزاما عمل صدمة كبيرة لمواجهة الأزمة"، مضيفا أنه وضع استقالته أمام الرئيس اللبناني "ميشال عون وأنه لن يتراجع عنها"، وأردف: "المهم الآن هو سلامة البلاد".