قالت وزيرة الداخلية اللبنانية، "ريا الحسن"، إنه من الواضح أن المجموعات التي هاجمت المتظاهرين اللبنانيين أتت من المناطق التي تسيطر عليها حركة "حزب الله" وحركة "أمل" الشيعية.
لكنها استدركت بأنها ليست متأكدة ما إذا كان هؤلاء المهاجمين جرى توجيههم أم أنهم مجرد مؤيدين نزلوا من تلقاء نفسهم.
جاءت تصريحات للوزيرة خلال مقابلة أجرتها مع شبكة CNN للحديث عن تطورات الأزمة اللبنانية والمظاهرات الشعبية التي أدت لاستقالة رئيس الوزراء اللبناني "سعد الحريري".
واعترفت "ريا" بأن استقالة "الحريري" تعد انتصارا ولو جزئيا للمتظاهرين، لأنهم طالبوا برحيل رئيس الحكومة، ولذلك فإن استقالة "الحريري" حققت جزءاَ من مطالب المتظاهرين.
وأضافت رداً على سؤال المحاورة: "أعتقد أنه نصر جزئي، وأن هذا جزء مما طالبوا به".
وعرضت المحاورة صورا لاعتداءات مجموعات على المتظاهرين متسائلة عمن يكونون، ومن أين أتوا، وكيف وقفت شرطة مكافحة الشغب اللبنانية تتفرج بينما كان المتظاهرين يستغيثون.
وبررت الوزيرة اللبنانية ذلك بأن قوات الشرطة كانت أمام انقسام بين المتظاهرين، وأنه كان هناك شارع في مواجهة شارع، وأنه لم يكن بإمكانها فعل شيء.
وعبرت عن إدانتها للاعتداء على المتظاهرين السلميين، معتبرة أنها لم تكن تتمنى أن يحدث هذا، لكنه في بعض الأحيان تحدث أشياء سيئة، بحسب قولها.
وظهرت في تلك الصور عددا من الشباب الذين اعتدوا على المتظاهرين يرفعون صورا للأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، "حسن نصرالله"، وهو ما دفع الوزيرة للاعتراف بأن هؤلاء الشباب أتوا من مناطق يسيطر عليها "حزب الله" وحركة "أمل".
واعتبرت "ريا" أن هؤلاء المسلحين هاجموا المتظاهرين لأنهم تضرروا في معايشهم بسبب إغلاق الطرق.
وأضافت: "لقد كان هناك جانبان من المتظاهرين، المتظاهرين السلميين الذين كانوا يغلقون الطرقات، والمتظاهرين المسلحين الذين شعروا أن أرزاقهم تضررت من هذا الإغلاق، جاءوا من مناطق يسيطر عليها عادة حزب الله وحركة أمل، لكن هل جرى توجيههم؟ لست متأكدة من ذلك، لكنهم قطعا من مؤيديها".
وتابعت: "لكنه في النهاية، وراء كل ذلك، فإن هذا هو الواقع، هذا شارع في مواجهة شارع، هناك استقطاب ضخم في هذا البلد".