احتفلت شبكة "الجزيرة" الإخبارية القطرية، الجمعة، بالذكرى السنوية 23 لتأسيسها تحت شعار "ثقة تجدد عهدها"، لافتة إلى أنها سجلت ارتفاعا في نسبة مشاهدة قنواتها ومنصاتها بدول الحصار بنسبة تزيد عن الضعف خلال العامين الماضيين.

إذ كشف رئيس مجلس إدارة المجموعة الإخبارية "حمد بن ثامر آل ثاني"، خلال الاحتفالية، أن نسبة مشاهدة "الجزيرة"، بكل منصاتها وقنواتها، ارتفعت في دول الحصار (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، بـ120%، خلال العامين الماضيين.

واعتبر "آل ثاني" ذلك دليل قوة لـ"الجزيرة" عند المشاهدين في دول الحصار، رغم المضايقات التي تعرّضت لها، بإغلاق مكاتبها في تلك الدول، ومنعها من البث في الفنادق والمجمعات، وغير ذلك من أساليب محاولات الحد من انتشارها.

وأضاف: "الجزيرة منفتحة على الجميع، ولم يكن لديها موقف من أي دولة، بما فيها دول الحصار".

وتابع: "فوجئنا بأنه تم وضع (الجزيرة) من بين شروط دول الحصار (لحل الأزمة الخليجية)؛ بحيث إن إغلاق (الجزيرة) شرط من شروط أي اتفاق مع دولة قطر".

وفرضت الدول الأربعة، منذ منتصف 20،17 حصارا على قطر، بعدما قطعت علاقتها معها، واتهمتها بدعم الإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتعتبر الإجراءات ضدها محاولة للتدخل في سيادتها.

وشدد "آل ثاني" على حاجة الشعوب في هذه الظروف الحرجة إلى "إعلام رصين يوسع مساحة الوعي، ويترفع عن افتعال الخلاف، وينشر ثقافة الحوار والرأي والرأي الآخر".

وأشار إلى أنه منذ ما يقارب من ربع قرن، لا تزال "الجزيرة" محل ثقة الشعوب، وقد شقت طريقا رحبا للإعلام العربي والعالمي، وكان نجاحها الباهر مصدر إلهام للعديد من المؤسسات الإعلامية، حتى تلك التي نشأت بدافع الخصومة والمناكفة معها.

من جانبه، أكد المدير العام للشبكة بالوكالة "مصطفى سواق" أن "الجزيرة" أفلحت في تجاوز ما نصب في وجهها من عقبات، خصوصا من دول الحصار؛ بفضل مهنيتها وتوسعها.

وتطرق "سواق" إلى نسب مشاهدات "الجزيرة"، موضحا أن عدد مشاهدات القناة زادت بنحو 10% خلال هذا العام وحده، وأصبح المحتوى متوفراً في أكثر من 400 مليون بيت حول العالم.

وزاد: "أصبحت قنوات الجزيرة متاحة لملايين المشتركين من خلال أجهزة استقبال الإشارة عبر الإنترنت في العالم".

فيما قال مدير القناة الإخبارية "أحمد اليافعي" إن من حاصرتهم الكلمة الحرة نظموا حملات للتحريض على القناة، لكنهم فشلوا في ذلك، بل زادت نسب مشاهدة الجزيرة في دول الحصار نفسها.

وأضاف أن "عددا من التغطيات التي قامت بها الجزيرة للأحداث في كثير من الدول عربيا وعالميا أدى إلى ارتفاع نسبة مشاهدة القناة، مقارنة بالعام الماضي"، معتبرا أن الاستثمار في الذكاء الصناعي وفهمه ومعرفته في مجال الإعلام سيتيح اختصار الوقت والتصدي للأخبار الزائفة.

وتطورت "الجزيرة" لتصبح اليوم شبكة تضم 5 قنوات تلفزيونية، فضلا عن موقع "لجزيرة نت" والمنصات الرقمية المختلفة، إضافة إلى "معهد الجزيرة للإعلام"، و"مركز الجزيرة للدراسات"، و"مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان".

وسعت "الجزيرة" خلال مسيرتها إلى تسليط الضوء على قضايا الإنسان وهمومه، رغم التضييق المستمر ومحاولات الإسكات.

ويبلغ عدد العاملين في شبكة "الجزيرة" 4 آلاف شخص، وتضم 70 مكتبا في مختلف أنحاء العالم.

وحصدت "الجزيرة" نحو 540 جائزة دولية في مختلف التخصصات منذ عام 2006، من بينها 28 في عام 2019.