هكذا يمكن لإيران الإبقاء على العراق حديقة خلفية لها

السبت 2 نوفمبر 2019 10:10 م

سلط تقرير أوردته الإذاعة الألمانية الضوء على الأدوات التي تملكها إيران لمنع خروج العراق من شباكها، عقب اندلاع احتجاجات شعبية متواصلة وغير مسبوقة في بغداد ومناطق أخرى؛ ضد الحكومة والطبقة السياسية، ونفوذ طهران المتعاظم في بلاد الرافدين منذ سقوط الرئيس الراحل "صدام حسين".

وأوضح التقرير أن طهران تمتلك أدوات متعددة سياسية وعسكرية للمناورة تمكنها من الحفاظ على مكتسباتها وحضورها في العراق، وبل وأيضا زيادته لجعل العراق يظل حديقة خلفية لها.

ونقلت الإذاعة الألمانية عن الإعلامي العراقي "أحمد الركابي"، قوله إن طهران ستواجه تهديداً كبيراً في العراق إن سقطت الأحزاب المرتبطة بها، مضيفا أن العراق يمثل "خطاً أحمر" بالنسبة لإيران، فقد حققت لها مكتسبات كبيرة داخله، سواء من جانب أمني يخصّ مراقبة الحدود الشاسعة التي تجمعهما، أو من جانب اقتصادي متجسد في العائدات النفطية.

وأوضح "الركابي" أن طهران سوف "تستميت في الدفاع عن المنظومة الحالية، وهي المنظومة ذاتها التي يراها العراقيون متعارضة مع تطلعاتهم في حياة كريمة".

وبحسب "الركابي": "ترسل إيران في هذا الإطار رسائل سياسية بأن الأعداء يسعون للتفرقة" كما صرح المرشد الإيراني.

ووفق الإذاعة الألمانية لم تتوقف إيران عند العمل السياسي، بل لجأت إلى العمل العسكري لمواجهة الخطر، ومن بين ذلك مواجهة الميليشيات المسلحة الموالية لها المتظاهرين بقسوة ما أدي لمقتل أكثر من 250 شخصا وجرح المئات.

وفي هذا الصدد، أشار "الركابي" إلى أن القوة العسكرية ستكون من أبرز آليات طهران للدفاع عن نفوذها، بل إن التطوّرات قد تصل حد "وقوع مجازر أكبر مما شاهدناه مؤخرا".

وأضاف الإعلامي العراقي "المعركة داخل العراق معركة حياة أو موت بالنسبة لإيران".

وبحسب "الركابي"؛ فإن إيران تعي أن مظاهرات العراق، ومعها كذلك مظاهرات لبنان، تمثل تحدياً لها، وضربةً جديدة لسمعتها في المنطقة، لكنها قد تتعامل معها باستراتيجية أخرى، بل "قد يتقوى الحضور الإيراني في العراق أكثر بعد المظاهرات".

وذكر "الركابي" الذي يعتقد أن "غياب قيادة للاحتجاجات، وعدم وجود من يمثل المتظاهرين في الساحة السياسية، يمثل في الآن ذاته نقطة قوة ونقطة ضعف، قد تستفيد منها طهران لتثبيث نفوذها".

ووفق لتحليل للباحثة "حنين غدار" في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية؛ فإن النظام الإيراني "شديد الصبر في تنفيذ سياساته، ويقبل الهزائم الصغيرة بأعين مفتوحة تجاه الهدف الرئيسي، أي السيطرة على العراق ولبنان وسوريا واليمن".

والجمعة بلغت الاحتجاجات الشعبية في العراق، ذروتها مع دخولها الأسبوع الثاني على التوالي، جراء نزول حشود غير مسبوقة إلى الشوارع والساحات العامة.

والتحق بالاحتجاجات مختلف شرائح المجتمع، من بينها النقابات المهنية ومنظمات المجتمع المدني وطلبة الجامعات والمعاهد، وأبناء العشائر، ونساء.

وتعد احتجاجات الجمعة هي الأوسع منذ بدء موجة الاحتجاجات الجديدة ضد الحكومة، وتعد الأكبر على الإطلاق منذ الإطاحة بالنظام السابق في العام 2003.

وأعرب المتظاهرون عن إصرارهم على المضي في مطالبهم برحيل الطبقة السياسية التي أدارت البلاد طيلة السنوات الـ16 الماضية لفشلها في تثبيت ركائز الدولة، كما أعربوا أيضا عن عن استيائهم من تدخل إيران في الشؤون الداخلية للعراق ولا سيما في أزمة الاحتجاجات.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

مظاهرات العراق المظاهرات العراقية العلاقات بين إيران والعراق

بشهادة أطباء.. غازات محرمة دوليا لقمع مظاهرات العراق (فيديو)

متظاهرون يعلنون بدء عصيان مدني في ذي قار جنوبي العراق

الصدر يزور إيران رغم الرفض الشعبي لتدخلاتها في العراق

إيران تهدد برد ساحق حال استهدافها وتسخر من هجوم أرامكو

متظاهرون عراقيون يرفعون علم بلادهم على قنصلية إيران بكربلاء

البرلمان العراقي يستهدف تعديل أكثر من 50 مادة دستورية