أفادت تقارير وشهود عيان على مواقع التواصل الاجتماعي بعودة محتجين عراقيين للاحتشاد من جديد بمحيط القنصلية الإيرانية في مدينة كربلاء (جنوب)، وذلك بعد ساعات قليلة من إحباط قوات مكافحة الشغب محاولتهم إضرام النار في المبني، وسط أنباء عن تجدد الاشتباكات بين الطرفين.

وفي وقت مبكر، الإثنين، تمكنت القوات الأمنية في المدينة من تفريق المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، واعتقال العشرات منهم، بعد محاولتهم اقتحام مبنى القنصلية وإحراقها بالمولوتوف (قنابل يدوية الصنع من قناني عصير فارغة).

وظل في محيط القنصلية الإيرانية حوالي 200 عنصر أمني لحمايتها، حسبما أفادت تقارير قبل ساعات من أنباء تجمع المتظاهرين مرة أخرى مساء اليوم.

وأفاد شهود عيان بوقوع اشتباكات بين المحتجين والقوات الأمنية في شوارع بالقرب من مبني القنصلية، فيما تداول ناشطون صورا تظهر رفع العلم العراقي على القنصلية الإيرانية مجددا اليوم.

ويشهد العراق، منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، موجة احتجاجات تخللتها أعمال عنف واسعة خلفت 250 قتيلا على الأقل فضلا عن آلاف الجرحى في مواجهات بين المتظاهرين من جهة، وقوات الأمن ومسلحي فصائل شيعية مقربة من إيران من جهة أخرى.

وطالب المحتجون في البداية بتحسين الخدمات العامة، وتوفير فرص عمل، ومكافحة الفساد، قبل أن يرتفع سقف مطالبهم إلى إسقاط الحكومة؛ إثر استخدام الجيش وقوات الأمن العنف المفرط بحقهم، وهو ما أقرت به الحكومة، ووعدت بمحاسبة المسؤولين عنه.

ومنذ بدء الاحتجاجات، تبنت حكومة "عادل عبدالمهدي" عدة حزم إصلاحات في قطاعات متعددة، لكنها لم ترض المحتجين، الذين يصرون على إسقاط الحكومة.