تيك توك.. صداع برأس وادي السيليكون والأمن القومي الأمريكي

الأحد 10 نوفمبر 2019 10:46 ص

بات تطبيق "تيك توك" الصيني، صداعا للشركات في وادي السيليكون والحكومة الأمريكية، على حد سواء، حتى بات يصنف على أنه يمثل تهديدا للأمن القومي للولايات المتحدة.

وحاز تطبيق "تيك توك"، على اهتمام خبراء التسويق بسبب الصعود الملحوظ في شعبيته، ما جعله على رأس الاتجاهات الرئيسية للتسويق في عام 2020 وما بعده.

ولا يختلف تطبيق "تيك توك" وهو النسخة الدولية من تطبيق "دويين" المنتشر داخل الصين، والذي تمّ إطلاقه في عام 2016، كثيراً عن تطبيقات أخرى نعرفها، حيث بإمكان المستخدمين تحميل فيديوهات قصيرة، لا تتعدى مدتها 15 ثانية، ومشاركتها مع الأصدقاء.

ويعمل التطبيق بطريقة مشابهة لطريقة عمل "فيسبوك"، وغيره من منصات مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن المادة الأساسية التي يتشاركها الأصدقاء فيه ليست المنشورات (الكتابات) أو الصور، إنما مواد الفيديو.

ووفق تقديرات، فإن ثمة 500 مليون شخص تقريباً حول العالم، يستخدمون التطبيق يومياً، كما تم تنزيل "تيك توك" أكثر من 750 مليون مرة على مستوى العالم، خلال العام الماضي.

وعلى سبيل المقارنة، فإنه في الفترة ذاتها تم تنزيل تطبيق "فيسبوك" 715 مليون مرة، و"إنستغرام" 450 مليون مرة، و"يوتيوب" 300 مليون مرة، و"سناب شات" 275 مليون مرة.

  • وادي السيلكون

وأمام هذا الانتشار الواسع، وجد وادي السيلكون والحكومة الأمريكية، في التطبيق الصيني، عدوا مشتركا، ومزعزعا لهيمنة الولايات المتحدة.

ويؤكد نجاح "تيك توك"، أن الصين بدأت تنهض كقوة رقمية عظمى، الأمر الذي دفع شركات وادي السيليكون للتنبه ومحاولة وأد هذه النهضة في مهدها، إما بالتحذير من الرقابة الصينية أو الخروج بمنتجات أفضل.

فـ"فيسبوك" على سبيل المثال، حاولت تقليد "تيك توك" بإطلاق تطبيق "لاسو" (Lasso)، الذي يحاكي عمل "تيك توك"، لكنه جاء بنتائج مخيبة، حيث شهد أقل من نصف مليون عملية تنزيل معظمها في المكسيك.

كما اتخذت "يوتيوب"، خطوات لدمج أدوات تحرير الفيديو في خدمتها لمنافسة "تيك توك".

أما شركة "سناب"، المطورة لتطبيق "سناب شات"، فيشكل "تيك توك" تهديدا مباشرا لها مع أنها تقول إنهما ليسا متنافسين على الإطلاق، رغم أن كلا التطبيقين يستهدفان الجمهور الشاب نفسه.

  • الأمن القومي

في الوقت نفسه، يشعر السياسيون الأمريكيون بقلق بشكل خاص من "تيك توك"، للدرجة التي دفعت لجنة الاستثمار الأجنبي التابعة لوزارة الخزانة الأمريكية، إلى فتح تحقيق للأمن القومي حول شركة "بايت دانس" المالكة لتطبيق "تيك توك"، وخاصة ما يتعلق باستحواذها على شركة "ميوزيكا لي" الأمريكية المطورة لتطبيق موسيقى يحمل الاسم ذاته.

وتم الاستحواذ على "ميوزيكا لي"، في 2017، مقابل مليار دولار، ومنذ ذلك الوقت تحول إلى "تيك توك".

ويخشى خبراء، وفقا لموقع "تكنولوجي ريفيو"، أن تشارك "تيك توك"، بيانات المراهقين الأمريكيين مع الحزب الشيوعي الصيني، أو أن يصبح التطبيق مصدرا للمعلومات المضللة التي تسيطر عليها الصين.

والاسبوع الماضي، طالب ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي بإجراء تحقيق.

كما توجد تقارير عن أن تنظيم "الدولة الإسلامية"، ينشر دعايته عبر التطبيق.

ويذكر تحقيق أجرته صحيفة "غارديان" البريطانية أن "تيك توك" يزيل مقاطع الفيديو التي تتعارض مع "توجيهات الحكومة الصينية والحزب الشيوعي"، بما في ذلك تلك المتعلقة باستقلال التبت، أو بالاحتجاجات في هونغ كونغ.

والشهر الماضي، سعت "تيك توك" للنأي بنفسها عن الصين، وقالت: "نحن لا نخضع لتأثير أي حكومة أجنبية ومنها الحكومة الصينية".

وأشارت إلى أن مراكز بيانات الشركة خارج الصين "لا تخضع للقانون الصيني".

كما رفضت إدارة "تيك توك" المثول أمام لجنة الكونجرس الأمريكي للتحقيق في صلتها بالحكومة الصينية.

ومؤخرا منعت إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، استخدام منتجات شركة "هواوي" في شبكات اتصالات الولايات المتحدة، خشية استخدامها في التجسس.

وتنفي "هواوي" أن منتجاتها تمثل تهديدا أمنيا، وتقول إنها مستعدة للتفاوض مع الولايات المتحدة.

وهناك مخاوف داخل الحكومة الأمريكية، وكبرى شركات التقنية، من أن نمو صناعة التكنولوجيا الصينية وطموحاتها العالمية، يمكن أن يؤديان إلى هيمنة صينية على هذه الصناعة عالميا، ما قد يعرض الشركات الأمريكية ومجالات البحوث والأمن القومي للخطر.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تيك توك وادي السليكون الأمن القومي الأمريكي تطبيق تجسس

تعرف على تطبيق تيك توك الذي يجتاح العالم بسرعة رهيبة

الجيش الأمريكي يصدر تعليماته لاستخدام تيك توك.. ماذا تضمنت؟

محادثات استحواذ مايكروسوفت على تيك توك تصل لطريق مسدود