مسؤول بالبرلمان الأوروبي: نحن بحاجة لإعادة بناء الثقة مع تركيا

الأحد 10 نوفمبر 2019 11:44 ص

شدد مقرر تركيا الجديد لدى البرلمان الأوروبي، "ناتشو سانشيز آمور"، على أن تركيا دولة مهمة جدًا بالنسبة للاتحاد الأوروبي، مؤكدا "نحن بحاجة إلى إعادة بناء الثقة مع أنقرة".

جاء ذلك في أول تصريحات صحفية له، بعد انتخابه مقررا لتركيا في البرلمان الأوروبي، وفقا لوكالة "الأناضول".

وأضاف "آمور" أن علاقات الاتحاد الأوروبي مع تركيا تعرضت لفقدان خطير للثقة بين الطرفين، إلا أن العلاقات الثنائية مقبلة على حقبة جديدة، تسودها أجواء إعادة بناء الثقة.

وأشار إلى أن سلفه، "كاتي بيري"، تولت مهام عملها في فترة صعبة.

وأكد أن مهمته أيضا لن تكون سهلة، إلا أنه عاقد العزم على تحسين علاقات الاتحاد الأوروبي مع تركيا، "هذه الدولة المهمة جدا بالنسبة للاتحاد، والمضي بهذه العلاقات قدمًا نحو الأمام".

وقال: "أريد أن أقوم بعملي بطريقة موضوعية وشاملة. سالتقي ممثلي جميع القطاعات للدفع بالعلاقات التركية الأوروبية نحو مجالات أكثر فاعلية ومتعددة الأطراف".

وحول كيفية تحسين علاقات الاتحاد الأوروبي مع تركيا، والتي تمر بفترة صعبة في الآونة الأخيرة، أوضح "آمور" أن على الطرفين الابتعاد عن توجيه الانتقادات اللاذعة لبعضهما البعض، فيما يخص "المعايير العامة".

ولفت "آمور" إلى أن على الجانبين، تكثيف العمل لتحقيق أهداف محددة بدل من التمترس خلف توجيه الانتقادات، وأن تكثيف العمل المشترك لتحقيق الأهداف من شأنه إنشاء مجالات عمل مشتركة لحل المشكلات.

وذكر "آمور" أن الاتحاد الأوروبي بالاجماع أبدى معارضته لعملية نبع السلام العسكرية التركية شمالي سوريا.

وقال نحتاج إلى تحديد المجالات التي يمكننا إحراز تقدم فيها والمجالات التي توجد بعض العقبات.وشدد "آمور" على أن الاتحاد الأوروبي يتفهم المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا، ولكن هذا لا يعني أننا نوافق على أي عملية عسكرية من جانب واحد في سوريا.

ولفت "آمور" أن عملية نبع السلام التركية أفرزت مجموعة من النقاشات المتعلقة بالمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، مدعيًا أن الخطوات المتخذة من قبل تركيا لمعالجة المخاوف الأمنية لا تتفق مع القانون الدولي.

وأوضح أن المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة تضمن لتركيا حقها بالدفاع عن النفس، فقط في حال تعرضت لاعتداء خارجي.

وحول سؤال يتعلق بالهجمات الصاروخية التي شنها تنظيم "ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابي انطلاقًا من سوريا، ضد المناطق المدنية داخل الأراضي التركية، قال "آمور": "أتذكر بشكل جيد الرضيع آلان الكردي الذي فقد حياته على سواحل تركيا، كما أتذكر بشكل جيد الرضيع الذي مات بسبب الهجمات الصاروخية التي استهدفت بلدة آقجه قلعة (بولاية شانلي أورفة التركية). وأنا شخصيًا أنتقد كل أنواع الهجمات التي تستهدف المدنيين. أنا لا أدافع عن جانب واحد، لكنني أنتقد أيضًا الهجمات الصاروخية التي تستهدف تل أبيض.

وحول عدم إدانة الاتحاد الأوروبي "وبصوت واحد" هجمات تنظيم "ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابي على تل أبيض، زعم "آمور" أن الاتحاد الأوروبي لم يكن لديه القدرة على تحديد السلطة المسؤولة عن تلك الهجمات.

ولفت "آمور" إلى أن عدم قدرة الاتحاد تحديد الجهة المسؤولة عن الهجمات الصاروخية التي يشنها التنظيم، وقفت عائقًا أمام إصداره بيانًا ينتقد تلك الهجمات.

كما ادعى "آمور" أن مفهوم "الإرهاب" هو مفهوم واسع وفضفاض، ويستخدم لوصف مجموعة من الأنشطة، إلا أنه وفي الحقيقة يمكن تصنيف جميع أنواع الهجمات التي تستهدف تركيا ضمن نطاق المخاوف الأمنية المشروعة.

وحول محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا ليلة 15 يوليو/تموز 2016 على يد أتباع تنظيم "غولن"، قال "آمور": "بالطبع، إن التصدي لمحاولة الانقلاب أمر مشروع. ومع ذلك، ليس من الصواب وصف جميع الأنشطة بأنها "إرهابية". إن استخدام هذا الوصف بهذه الطريقة يشتت الانتباه عن الإرهاب الحقيقي".

​​​​​​​وشدد "آمور" على أن اضطلاع تركيا بالعبء الأكبر في قضية الهجرة هي حقيقة يجب الاعتراف بها، وأن من حق تركيا طلب مساعدات إضافية من الاتحاد الأوروبي لمعالجة هذه الأعباء.

وأشار إلى أن مشكلة الهجرة لم يتم حلها بعد، وإنه إذا لم يتم حل هذه المشكلة، فإن على الاتحاد الأوروبي الاضطلاع بمسؤولياته حيال مساعدة تركيا.

وزعم "آمور" أن العملية العسكرية (عملية نبع السلام) لا تخلق بيئة إيجابية تساهم في حل مشكلة الهجرة واللاجئين، مشيرًا أن إرسال تركيا للاجئين إلى منطقة آمنة (شمالي سوريا)، تشكل خطوة خطيرة، لاسيما وأن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس شدد على أن عودة اللاجئين يجب أن تكون طوعية وإلى مناطق آمنة تحفظ كرامتهم الإنسانية.

وتابع: "من هم الذين سوف يجري إرسالهم من قبل تركيا إلى المنطقة الآمنة؟ وهل ستكون هذه المدن آمنة بالفعل؟ وهل عودة هؤلاء اللاجئين إلى تلك المناطق سوف تعيد تشكيل التركيبة السكانية هناك؟".

وحول المساعدات المزمع تقديمها من قبل الاتحاد الأوروبي للاجئين في تركيا، قال "آمور" إن الاتحاد يعتزم إرسال مساعدات للاجئين لكن الاجراءات البيرقراطية لهذه العملية تجعلها "بطيئة".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الاتحاد الأوروبي العملية التركية في سوريا عملية نبع السلام

الاتحاد الأوروبي يخفق في التوافق على حظر تصدير الأسلحة لتركيا

أردوغان يتهم جهات بالسعي لإغراق تركيا في الدماء

وزير الخارجية التركي: الإرهابيون يسرحون داخل البرلمان الأوروبي

تمزيق علم تركيا بالبرلمان الأوروبي يثير غضب أنقرة.. ما القصة؟