ميدل إيست آي: بعد الفلسطينيين.. إسرائيل تتجسس على العالم

الأربعاء 13 نوفمبر 2019 10:06 ص

حذر تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني من أن ما وصفها بالأسلحة الرقمية الإسرائيلية للتجسس والمراقبة سيتم توجيهها نحو المواطنين في الغرب، والذين طالما اعتبروا أن حريتهم من الأمور المسلم بها.

وقال التقرير، الذي كتبه الصحفي البريطاني المقيم بمدينة الناصرة في الأراضي المحتلة، "جوناثان كوك"، إن التقنيات الرقمية الإسرائيلية ستجعل كل البشر على الأرض تدريجيا مثل الفلسطينيين بما يعني أنهم سيصبحون "أهدافا مشروعة" حسب توصيف دولة الاحتلال.

ونقل التقرير عن المحلل الإسرائيلي "جيف هالبر" قوله إن (إسرائيل) ظلت تعامل ملايين الفلسطينيين القابعين تحت حكمها العسكري بوصفهم فئرانا للتجارب في مختبراتها، حيث ظلوا يستخدمونهم كنماذج اختبار ليس لتطوير منظومات أسلحة تقليدية جديدة فحسب، بل لإنتاج أدوات رصد ومراقبة جماعية جديدة.

واستشهد التقرير بما أوردته صحيفة "هآرتس" العبرية بأن عمليات المراقبة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين هي "من بين الأكبر من نوعها في العالم، إذ تشمل مراقبة أجهزة الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والسكان ككل".

وعلى الرغم من صغر حجمها، فإن (إسرائيل) ظلت لزمن طويل رائدة في مجال تجارة الأسلحة "المربحة للغاية" وتبيع للأنظمة الدكتاتورية حول العالم نُظم أسلحة جرّبتها على الفلسطينيين.

ووفقا للتقرير فإن التجارة في العتاد العسكري لم تعد بذلك الرواج بعد أن تفوقت عليها سوق برامج الكمبيوتر الحربية التي تستخدم أدوات لشن حرب إلكترونية.

ويزداد الطلب من الدول على هذا النوع من أسلحة العصر الحديث لاستخدامها ليس فقط ضد أعداء من الخارج بل ضد معارضين من الداخل ومراقبي حقوق الإنسان.

ويقول الصحفي البريطاني، في تقريره، إن التطبيقات التي تستخدم تقنية المراقبة المتطورة ذات المنشأ الإسرائيلي باتت متداولة في حياتنا الرقمية، بعضها ذات غرض حميد نسبيا مثل تطبيق (ويز) الذي يتتبع الازدحام المروري، على أن بعض التطبيقات الأكثر سرية وينتجها مطورون إسرائيليون هي أقرب ما تكون إلى الطابع العسكري.

وتُباع تلك البرامج الإلكترونية الهجومية إلى الدول الراغبة في التجسس على مواطنيها أو على خصومها من الدول الأخرى، وإلى المؤسسات الخاصة التي تتطلع إلى التفوق على منافسيها أو الحصول على مزايا تجارية أفضل والتأثير على زبائنها.

وتتيح برامج التجسس هذه بعد إدماجها في منصات التواصل الاجتماعي التي يتعامل بها مليارات المستخدمين، للأجهزة الأمنية استهداف كل من تريد على نطاق العالم تقريبا.

ولعل تلك الإمكانيات تفسر العلاقة المتوترة بين شركات التكنولوجيا الإسرائيلية ووادي السيليكون في الولايات المتحدة، الذي يسعى للسيطرة على تلك البرامج الخبيثة.

وأشار موقع "ميدل إيست آي" إلى الدعوى القضائية التي رفعتها شركة "واتساب" في إحدى محاكم كاليفورنيا ضد مجموعة "إن أس أو"، أكبر شركات المراقبة الإسرائيلية.

ولطالما استخدمت برامج التجسس المعروفة باسم "بيجاسوس"، التي تنتجها المجموعة الإسرائيلية، ضد ناشطي حقوق الإنسان والمحامين ورجال الدين والصحفيين وعمال الإغاثة.

وما إن يسيطر برنامج التجسس "بيجاسوس" على هاتف المستخدم دون علمه، حتى يبدأ في نسخ البيانات وتشغيل الميكرفون لمراقبته.

وكشف "جوناثان كوك" في مقاله أن مجموعة "إن أس أو" الإسرائيلية منحت تراخيص استخدام برامجها الإلكترونية لعشرات الحكومات، من بينها أنظمة اشتهرت بانتهاكها حقوق الإنسان، مثل السعودية والبحرين والإمارات وكازاخستان والمكسيك.

وأوضح أن منظمة العفو الدولية تذمرت من أن موظفيها من بين المستهدفين من برامج مجموعة "إن أس أو" للتجسس.

وأضاف أن المنظمة تعكف على دعم إجراء قانوني ضد الحكومة الإسرائيلية لمنحها تلك الشركة رخصة تصدير.

ومضى الموقع الإخباري بالقول أن للحكومة الإسرائيلية مصلحة متعاظمة في استغلال تقنيات التجسس في الولايات المتحدة وأوروبا بعد أن بات احتلالها للأراضي الفلسطينية مثار جدل وتمحيص في الخطاب السياسي العام.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

برامج تجسس إسرائيلية برنامج بيغاسوس

الإمارات وظفت شركة إسرائيلية للتجسس على مكالمات "تميم" و"متعب"

واتس آب تبلغ الهند باختراق إسرائيلي لـ20 حسابا

الجارديان: برنامج إسرائيلي يتجسس على مسؤولين باكستانيين

ضربة القرن.. أمريكا وألمانيا تجسستا على 120 دولة