أوقف استعادة عمان لأراضي الغمر جنوب غرب البلاد، الاستنزاف الإسرائيلي لمياه الأردن الذي يعد ثاني أفقر البلدان عالميا بالمياه، كما وضعها في تحد جديد لتحقيق أمثل استغلال للمناطق الزراعية بعد 25 عاما من انتفاع سلطات الاحتلال الإسرائيلي منها زراعيا ومائيا.

مراقبون قالوا إن الملف المائي في الأردن غير مطمئن، فيما تتيح اتفاقية السلام (لإسرائيل) حفر آبار في منطقة وادي عربة في حال نضبت الآبار المتفق عليها بين الجانبين، في ظل استنزاف إسرائيلي مستمر للمياه الجوفية لأغراض الزراعة في صحراء النقب والجنوب.

 استغلال أمثل

بدوره، دعا نقيب المهندسين الزراعيين -في تصريح للجزيرة- إلى استغلال أمثل زراعيا ومائيا للجيب الصحراوي، نظرا لملاءمته لكثير من الزراعات الموسمية والاستوائية، ولا سيما الكاكا والمانجو وبعض الفواكه الصحراوية التي تلقى رواجا في الاتحاد الأوروبي وأمريكا، بما يساعد في انتعاش المنطقة.

وأكد أن نقابة المهندسين الزراعيين بصدد عقد ورشة متكاملة للعديد من خبراء التربة والمياه والبيئة، من أجل بحث السبل العلمية الصحيحة لإنعاش منطقتي الباقورة والغمر، عقب استعادتهما كاملتين من سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

وفي وقت سابق، قال وزير المياه الأسبق "العين منذر حدادين" خلال برنامج العاشرة الذي يُبث على قناة "المملكة"، إنّ الأردن "يملك 8 آبار مياه في الجانب الشرقي من الحدود مع إسرائيل".

ولفت إلى أن الآبار موجودة داخل الأراضي الأردنية ويحرسها ويشغلها أردنيون منذ توقيع اتفاقية معاهدة السلام، "وخروج المزارعين الإسرائيليين من منطقة الغمر يوقف استعمالهم للمياه".

ودعا "حدادين" إلى التمسك في ديمومة وزراعة منطقتي الباقورة والغمر.

وأوضح أن في الغمر "نحو 4 آلاف دونم مزروعة بتكنولوجيا حديثة ومروية بمياه نوعيتها متدنية، لكن التكنولوجيا وأساليب الزراعة التي يتبعها الإسرائيليون كانت كفيلة بإنتاج نبات وغذاء من هذه المياه".

سكان المنطقة الذين زاروا الجيب المستعاد من سلطات الاحتلال تمنوا على الحكومة الأردنية استغلالها بشكل مثالي للحد من نسبة البطالة المرتفعة في منطقة وادي عربة إذ تتجاوز نسبتها 19% بحسب دائرة الإحصاءات العامة، فيما تقدرها إحصاءات رسمية بـ40% بين صفوف الشباب.