انتقدت الرئاسة التركية، الجمعة، دعوة الولايات المتحدة "فرحات عبدي شاهين"، المعروف بـ"مظلوم كوباني"، القائد العام لقوات "سوريا الديمقراطية" لزيارتها، واعتبرته "خطأ دبلوماسي وإساءة إلى آلاف الأسر التركية".
جاء ذلك في مقال كتبه رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية "فخر الدين ألطون"، بصحيفة "واشنطن إكزامينر" الأمريكية.
وأكد "ألطون"، في المقال الذي حمل عنوان "يجب ألا تستضيف واشنطن إرهابياً"، أن تركيا حليف الولايات المتحدة في الناتو، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تقبل دعوة مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي لوزارة الخارجية الأمريكية لتسهيل حصول "الإرهابي مظلوم عبدي" على تأشيرة لدخول الولايات المتحدة، بهدف إلقاء كلمة في الكونجرس ولقاء الرئيس "دونالد ترامب" في البيت الأبيض.
وشدد على أن "فرحات عبدي شاهين"، "قيادي لدى تنظيم PKK الذي تعتبره تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تنظيماً إرهابياً".
One of the messages we have given to our colleagues at the White Houses was the situation of Ferhat Abdi Şahin whose code name is Mazloum Kobani.
— Fahrettin Altun (@fahrettinaltun) November 15, 2019
Here is my piece written on the subject.https://t.co/PZKvBzoLkI
وقال إنه "من العار تمجيد فرحات عبدي شاهين في الإعلام الأمريكي على أنه قائد YPG الذي يكفاح ضد داعش في سوريا"، لافتاً إلى أن علاقة "شاهين" مع PKK تمتد إلى عشرات السنين.
وأضاف "ألطون" أن "هذا دليل واضح على أنه لا فرق بين PKK وYPG، فهذه الدعوة ليست خطأ سياسياً فحسب، وإنما إساءة إلى آلاف الأسر التركية التي فقدت أقربائها على أيدي منظمة همجية".
وتساءل رئيس دائرة الاتصال: "لماذا يفرش النواب الأمريكيون البساط الأحمر لزعيم تنظيم إرهابي مطلوب بالنشرة الحمراء من قبل الشرطة الدولية (الإنتربول)؟".
وأكد أن "هذه الدعوة لا تقتصر على الإضرار بالعلاقات التركية الأمريكية، بل وتشكل جريمة بموجب القوانين الأمريكية عندما نضع بعين الاعتبار علاقة PKK مع YPG".
وأوضح أن "عبدي شاهين عمل طوال 20 عاماً تحت إمرة المسجون عبد الله أوجلان زعيم تنظيم PKK الإرهابي، المسؤول عن مقتل أكثر من 40 ألفاً من الأتراك والأكراد، بما فيهم المعلمون والقرويون والجنود والأطفال".
ولفت إلى أن القضاء التركي أصدر العديد من مذكرات التوقيف في حق "عبدي شاهين"، الذي أصدر أوامر بشن هجمات مميتة على المدنيين الأبرياء وقوات الأمن التركية.
وأضاف أن إفادات أعضاء تنظيم PKK ومكالمات أجهزة اللا سلكي التي كشف عنها الأمن التركي والعديد من الأدلة الأخرى، تؤكد أن "عبدي شاهين هو مرتكب العديد من الهجمات الإرهابية".
وقال "ألطون" إن لدى تنظيم PKK العديد من الأذرع والتنظيمات الموازية، مبيناً أن "هذه التنظيمات الإرهابية متعددة الجنسيات وتشكل تهديداً عالمياً".
ودعا الولايات المتحدة إلى دعم تركيا في مكافحة "إرهاب PKK"، كما تدعم تركيا الولايات المتحدة جهودها في مكافحة الإرهاب.
واعتبر المسؤول التركي أن "الدعم الأمريكي لهذا التنظيم الإرهابي وصمة سوداء في تاريخ الولايات المتحدة وفشل تام في سياستها الخارجية".
وأضاف: "على الكونجرس الأمريكي دعوة أسر الضحايا الذين قتلتها هذه التنظيمات الإرهابية".
وكان الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" قد أطلع نظيره الأمريكي "دونالد ترامب" وعددا من أعضاء الكونجرس، خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن، على فيديو حول الوحدات الكردية المسلحة، ودور "مظلوم كوباني" في العمليات الإرهابية داخل تركيا.
وخلال رحلة عودته بالطائرة من الولايات المتحدة، قال "أردوغان" للصحفيين إن "ترامب" أعجب بالفيديو، وأنه شعر بتغير في موقفه من "كوباني"، لكن أعضاء مجلس الشيوخ أصروا على موقفهم بعدم تصنيف "مظلوم كوباني" إرهابيا.
