تركيا: رصدنا تواصل دول خليجية مع مظلوم كوباني.. ولن نصمت

الأربعاء 25 ديسمبر 2019 12:47 ص

قال المتحدث باسم الرئاسة التركية "إبراهيم قالن" إن أنقرة تتابع تواصل دول خليجية (لم يسمها) مع "فرحات عبدي شاهين"، المعروف بـ"مظلوم كوباني"، القائد العام لقوات "سوريا الديمقراطية" وأحد أبرز قيادات تنظيم (ي ب ك/ بي كا كا)، مؤكدا أن بلاده "لن تصمت" حيال هذا الأمر.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، عقب اجتماع للحكومة التركية في المجمع الرئاسي بأنقرة.

وأضاف: "نرى أن بعض دول الخليج تعقد لقاءات مع الإرهابي مظلوم كوباني سعيا لاستخدامه ضد تركيا، وهذا لن يبقى بدون رد".

من ناحية أخرى، قال "قالن": "نلاحظ انخراط الولايات المتحدة وروسيا في علاقات مختلفة مع تنظيم (ي ب ك/ب ي د)، وفي حال حدوث أي تحركات تهدد أمن حدودنا سنتصدى لها".

كما شدد على أن العمليات العسكرية التركية ضد التنظيمات التي تعتبرها أنقرة الإرهابية في شرق الفرات لا تزال مستمرة، وأن عملية "نبع السلام" تمكنت من خلق بيئة سلام هادئة ومستقرة نسبيا في منطقتي رأس العين وتل أبيض شمالي سوريا، رغم استمرار الأنشطة الإرهابية لتنظيم "ي ب ك/ب ي د".

وأشار "قالن" إلى أن "الأنشطة الإرهابية للتنظيم المذكور، تظهر في بعض الأحيان على شكل هجمات تستهدف المدنيين".

ولفت إلى أن تركيا تلقت عروضا (من جهات لم يذكرها) تهدف للفصل بين تنظيم "ي ب ك/ب ي د" ومنظمة "بي كا كا"؛ بهدف ضمان استمرار الأولى كحركة سياسية داخل سوريا، إلا أن التنظيم المذكور (ي ب ك/ب ي د) لم ينسلخ عن هويته الأساسية ولن ينسلخ.

وأضاف أن "تركيا تعرف الطابع الحقيقي لهذه المنظمة؛ لذلك فإنها تدرك أن انسلاخها عن هويتها الإرهابية لن يكون ممكنًا، وانتظار ذلك لن يكون إلا مضيعة للوقت".

وفيما يتعلق بالتصعيد في إدلب السورية، قال "قالن": "ينبغي وقف الهجمات على إدلب بأسرع وقت وننتظر حدوث ذلك عبر اتفاق جديد لوقف إطلاق النار، وهذا هو تطلعنا الأساسي من الجانب الروسي".

وأكد على أن أنقرة تحث الأطراف المعنية، على اتخاذ الخطوات اللازمة لحماية المدنيين في إدلب وتفعيل المسار السياسي.

وحذر متحدث الرئاسة التركية من موجة لاجئين كبيرة وأزمة انسانية جديدة في إدلب، حال عدم وقف هجمات النظام السوري وحدوث مجازر جديدة ضد المدنيين حال دخوله إليها.

وقال "قالن" إن التطورات في كل من شرق الفرات وإدلب كانت من بين الموضوعات المهمة التي تناولها اجتماع الحكومة التركية في المجمع الرئاسي.

ووصف "قالن" الوضع في إدلب بالحرج، مذكرا بالاتفاق الرباعي الذي جرى التوصل إليه العام الماضي في إسطنبول بين تركيا وألمانيا وفرنسا والاتحاد الروسي، وأن الجانب الروسي وافق بعد مفاوضات طويلة، على هذا الاتفاق، والالتزام بتنفيذ بنوده.

وأضاف أن النظام السوري يقوم من وقت لآخر بانتهاك اتفاقات التهدئة في إدلب، وأن هذه الانتهاكات شهدت زيادة ملحوظة خاصة في الأسابيع الأخيرة، مذكرًا بأن تركيا تمتلك 12 نقطة مراقبة عسكرية في المنطقة؛ لمراقبة التزام الأطراف بمخرجات اتفاق التهدئة حول إدلب، واتخاذ التدابير المتعلقة بضمان أمن المدنيين هناك.

وقال "قالن" إن تركيا أرسلت رسالة واضحة إلى الجانب الروسي بشأن الانتهاكات الحاصلة في إدلب، وأن الرئيس "رجب طيب أردوغان" دعا نظيره الروسي "فلاديمير بوتين"، في محادثته الهاتفية التي أجراها من جنيف، للدفع باتجاه وقف لإطلاق النار، لكن لسوء الحظ لم يتم اتخاذ أي خطوة ملموسة في هذا الاتجاه حتى الآن.

وتابع بالقول: "الإثنين، كما تعلمون، ذهب وفد (تركي) إلى موسكو، لإجراء اجتماعات مع نظرائهم الروس، هذا الوفد يبذل جهودًا الآن من أجل وقف الهجمات التي يشنها النظام السوري ضد إدلب خلال الـ24 ساعة القادمة. في الوقت الحالي، نتابع عن كثب عملية وقف هذه الهجمات، ونتوقع أن تتوقف هذه الهجمات في أقرب وقت ممكن، وسيتم تنفيذها بوقف جديد لإطلاق النار وجدول زمني محدد".

وأشار "قالن" إلى أن تصاعد وتيرة التوتر في إدلب، سيكون لها عواقب من شأنها تخريب العملية السياسية بالكامل، لذلك ومن أجل فهم أهمية المشكلة يجب التأكيد على أن المشكلة في إدلب ليست مشكلة تركيا وحدها، بل هي أيضًا مشكلة المجتمع الدولي.

كما دعا "قالن" روسيا إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لحماية اتفاق التهدئة في إدلب وحماية المدنيين وضمان استمرار العملية السياسية والمحافظة عليها والوفاء بالمسؤوليات، مشددًا أن الجانب الروسي يتحمل المسؤولية الكبرى في هذا الإطار.

وحول الأخبار التي تفيد بأن روسيا ستنشئ وحدة عسكرية في المناطق المحتلة من قبل مسلحي "بي كا كا/ي ب ك" في مدينة الحسكة (شمال شرق) سوريا وستدرب عناصرها البالغ عددهم 400 مسلح، قال "قالن" إن الرئاسة التركية اطلعت على تقارير من هذا القبيل وأرسلت على الفور طلب استيضاحات إلى نظرائنا الروس.

وشدد "قالن" على أن جميع الأنشطة التي لا تضمن انسحاب مسلحي تنظيم "ي ب ك/ب ي د" في شرق الفرات إلى خارج خط الـ30 كيلومتر المتفق عليه، سيكون بنظر تركيا عبارة عن محاولات لإقامة تعاون مع هذا التنظيم ودعمه بشكل مباشر أو غير مباشر.

كما دعا "قالن" الجانب الروسي للقيام بدوره في هذا الصدد، مشددًا على أن الجميع يعلم بحقيقة "التنظيم الإرهابي" وما يجري في المناطق الواقعة تحت سيطرته، مؤكّدا أن تحييد التنظيم يعتبر عنصرا أساسيا لضمان السلامة الإقليمية والوحدة السياسية في سوريا.

ونوه "قالن" إلى أن تركيا ترى بوضوح استغلال تنظيم "ي ب ك" لتنظيم "الدولة الإسلامية"، واستخدامه كبطاقة رابحة لتوسيع مساحة سيطرته في سوريا، داعيًا حلفاء تركيا إلى الامتناع عن أي خطوات من شأنها أن تفتح فرصًا جديدة لهذا التنظيم.

وفي شأن منفصل، خاطب متحدث الرئاسة، الكونجرس الأمريكي قائلا: "لا طائل من المحاولات غير المجدية لإخضاع تركيا عبر لغة العقوبات والتهديدات".

في 9 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أطلق الجيش التركي بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من مسلحي "ي ب ك/ بي كا كا" و"الدولة الإسلامية" وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.

وفي 17 من الشهر نفسه، علق الجيش التركي العملية بعد توصل أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بانسحاب المسلحين الأكراد من المنطقة، وأعقبه باتفاق مع روسيا في سوتشي في 22 من الشهر ذاته.

المصدر | الخليح الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

الرئاسة التركية متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن مظلوم كوباني

تركيا تطالب ترامب بتسليمها قائد قوات سوريا الديمقراطية

صحيفة تركية: كوباني التقى مسؤولين إماراتيين وسعوديين في أبوظبي