هآرتس: أهكذا يعيش رئيس نظام الصواريخ أو قائد كبير بالجهاد؟

الأحد 17 نوفمبر 2019 08:46 م

كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن الهجوم الذي نفذته قوات الاحتلال على منزل عائلة "السواركة" وأسفر عن استشهاد 8 أشخاص كان ضمن "بنك أهداف" غير محدّث، وقد هوجم دون فحص ما إذا كان فيه مدنيون، متسائلة: "كيف يعيش قائد كبير في حركة الجهاد الإسلامي في هذا الكوخ البسيط؟".

وقالت مصادر في جهاز الأمن للصحيفة إن هذا المبنى اعتبر في السابق هدفاً حسب تعليمات الجيش، لكنهم أكدوا أن فحصه لم يحدّث قبل الهجوم أو في السنة السابقة.

بعد الهجوم، قال المتحدث بلسان الجيش باللغة العربية إن هدف الهجوم كان اغتيال قائد وحدة الصواريخ للجهاد الإسلامي وسط القطاع، "رسمي أبوملحوس".

ولكن "هآرتس" علمت أن الأمر يتعلق بإعلان غير مؤكد ارتكز على شائعات في الشبكات الاجتماعية، واعترفت جهات أمنية بأن القائد المذكور كهدف للهجوم كما يبدو غير معروف.

وكشفت الصحيفة أن المبنى الذي عاشت فيه العائلة في دير البلح أُدخل قبل أشهر كثيرة إلى "بنك الأهداف" في قيادة المنطقة الجنوبية بصفته "أحد أهداف البنية التحتية للجهاد الإسلامي"، أي أن الهدف لم يكن شخصاً بل مبنى، وصنف الجيش البيت، وهو أحد الأكواخ القديمة، كمنشأة تدريب.

ولكن من محادثات مع جهات عليا في جهاز الأمن، تبين أنه ومنذ ذلك الحين، لم يتم فحصه حول ما إذا كان يستخدم كبنية تحتية للجهاد، وأكد الجيش أنه لم يُجرَ أي فحص لمعرفة إذا ما كان فيه مدنيون أم لا.

وعلمت "هآرتس" أنه وبعد عملية فحص عدها الجيش بعد الهجوم تبين أن هدف الهجوم لم يكن اغتيال ناشط في الجهاد الإسلامي خلافاً للبيان الذي نشره المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، بل ضرب البنية التحتية للجهاد.

وخلافا للبيانات التي وزعت على وسائل الإعلام والتي يدور الحديث بحسبها عن هدف نوعي، فإن الجيش أكد أن الأمر يتعلق بمجموعة أكواخ، أي أنه هدف سهل وليس بالمهم، وإن مهاجمته لم تكن لتمس بقدرة الجهاد.

وفي الساعة 1:30 بعد منتصف ليل الأربعاء/الخميس، تم تلقي مصادقة لقصف المبنى ومعه أهداف أخرى بواسطة قنبلة "جي.دي.اي.ام" المخصصة للطائرات الحربية في سلاح الجو.

ويدور الحديث عن نظام للسلاح يوضع مع قنبلة جوية ويمكّن من الإصابة الدقيقة للهدف بواسطة "جي.بي.إس".

8 من أبناء العائلة قتلوا في المكان: "رسمي أبوملحوس" من قبيلة السواركة (45 عاماً)، وابنه "مهند" (12 عاماً)، و"مريم السواركة" (45 عاماً)، و"معاذ محمد السواركة" (7 أعوام)، و"وسيم محمد السواركة" (13 عاماً)، و"يسرى السواركة" (39 عاماً)، وطفلان لم يعرف اسماهما بعد.

دفن الثمانية في دير البلح، ظهر الخميس، بمشاركة الآلاف من سكان المكان، و10 أشخاص آخرين أصيبوا في عملية القصف.

وقال مصدر أمنى للصحيفة إنه ليس واضحاً كيف لم يكشف أن العائلة موجودة هناك قبل الهجوم، ولم يستبعد الجيش ادعاء الفلسطينيين القائل بأن العائلة لم تدخل إلى المبنى قبل وقت قصير من الهجوم، بل هي فيه قبل وقت طويل من الهجوم، وقالت جهات مطلعة إن مصدر الخطأ قد يكمن في أن الهدف لم يفحص مؤخرا.

جار العائلة الذي كان يعرفها بصورة شخصية قال للصحيفة بأن العائلة سكنت المبنى خلال سنوات كثيرة: "شخصياً أشهد بأنهم في المنطقة منذ 20 سنة تقريباً، معروفون كأناس بسطاء سكنوا أكواخاً واعتاشوا من رعي الأغنام والقليل من الزراعة الحقلية، وليس أكثر من ذلك".

نفس هذا الجار أكد أن المنشأة غير معروفة كمنشأة تستخدم لنشاطات أمنية أو عسكرية، وحسب قوله: "على بعد مئات الأمتار ثمة موقع معروف للجهاد الإسلامي الذي هاجمته (إسرائيل) مرات عدة".

أهكذا يعيش رئيس نظام الصواريخ؟

وقال أحد سكان المدينة الذي عرف العائلة جيداً إن الأمر يتعلق بعائلة بسيطة وفقيرة عاشت ليومها في كوخ بائس من الصفيح، دون كهرباء أو ماء.

وحسب قوله: "عاشوا على رعي الأغنام وكانوا معروفين كأناس بسطاء وفقراء.. أهكذا يعيش رئيس نظام الصواريخ أو قائد كبير في الجهاد الإسلامي؟".

المتحدث بلسان الجيش باللغة العربية، "أفيحاي أدرعي"، نشر بعد الهجوم إعلاناً في صفحته على "تويتر" كتب فيه أن شخصية كبيرة من "الجهاد الإسلامي" قتلت في القصف، هذه الشخصية قيل إنها "رسمي أبوملحوس"، المسؤول عن وحدة الصواريخ للجهاد في وسط القطاع، اسم هذه الشخصية، كما يبدو يشبه اسم والد العائلة الذي قتل في الهجوم.

وأرفق "أدرعي" صورة لهذه الشخصية، وحظيت تغريدته بالنشر في وسائل الإعلام والخارج، وبعد ذلك، تبين أن شخصية كبيرة كهذه غير موجودة، وأن الصورة التي أرفقت بالإعلان أيضاً غير صورة والد العائلة الذي قتل.

واعترف الجيش بأن الإعلان غير صحيح، وفي أعقاب توجه للصحيفة حول صدق الإعلان وهوية الشخصية الكبيرة، أكد الجيش أنه لا يعرف أي شخص باسم رسمي "أبوملحوس"، الذي هو مسؤول عن نظام صواريخ الجهاد.

وحسب قولهم، مضمون الإعلان والتفاصيل التي عرضت فيه غير معروفة لأي جهة في جهاز الاستخبارات أو في قيادة المنطقة الجنوبية أو أي أجهزة أمنية أخرى في (إسرائيل).

تقرير "هآرتس" أظهر أن مصدر إعلان الجيش الإسرائيلي هو معلومة أخذت من الشبكات الاجتماعية، جرت مشاركتها في مجموعة تليجرام إسرائيلية من قبل مصدر مجهول.

مصادر في الجيش تم كشف هويتها في أعقاب توجه "هآرتس" أظهرت غضباً شديداً على تطور الأحداث، وأحد هذه المصادر قال إنه من غير المعقول أن يوجد شخص مهم يتولى رئاسة نظام الصواريخ في كوخ قديم بمنشأة تدريب للجهاد في وسط القطاع.

وهذا المصدر أكد أن الجيش الإسرائيلي لا يعرف هذا الشخص باسمه أو وظيفته، وأن نشر المعلومات لم يتم بالتشاور أو بفحص من قبل المستوى المهني الذي كان يمكنه دحض هذا الأمر على الفور.

بحسن نية

بعد توجه "هآرتس" للحصول على رد، قال الجيش إن الأمر يتعلق بخطأ حدث بحسن نية، ولم يكن هناك أي نية على الأقل لقتل أبناء العائلة بذريعة أن الأمر يتعلق بتصفية شخصية كبيرة في "الجهاد الإسلامي".

واعترف الجيش بأن السلوك الذي سبق النشر لم يكن مهنياً واستند إلى معلومات في الشبكات الاجتماعية المشكوك في صحتها، دون فحصها.

وجاء عن الناطق بلسان الجيش بأن "الجيش هاجم بنية تحتية إرهابية لمنظمة الجهاد الإسلامي الإرهابية في دير البلح، وطبقاً للمعلومات التي توفرت لدى الجيش أثناء تنفيذ الهجوم، لم يكن متوقعاً أن يُصاب مدنيون غير مشاركين في القتال نتيجة للهجوم".

وأظهرت معلومات أولية أن عضواً من الجهاد الإسلامي وقائداً في وحدة صواريخ الجهاد الفلسطيني قتلا في الهجوم، ونشرت المعلومات أيضاً في الشبكات الاجتماعية باللغة العربية من قبل المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي، وأظهر فحص أولي أن المعلومات حول هويته غير مؤكدة، ويتم فحص الموضوع في الجيش".

وبعد نشر المقال، أضاف الجيش في رده: "في الحادثة هوجمت مبان اعتبرت هدفاً للبنى التحتية للجهاد الإسلامي الإرهابي. واعتبرت هذه المباني هدفاً عسكرياً للمرة الأولى قبل بضعة أشهر، وهذا التجريم أكدته جهات مهنية مرة أخرى قبل بضعة أيام من الهجوم".

في رد على سؤال حول ماهية صلاحية هذا التجريم فقد ورد من الجيش: "لا يمكن الإجابة عن ذلك في هذه المرحلة، لأن الفحص لم يستكمل بعد، وجزء من الأسئلة يمس إجراءات تنفيذية وطرق عمل استخبارية لا يمكن كشفها لأسباب تتعلق بأمن المعلومات".

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

السواركة حركة الجهاد الإسلامي

الجهاد الإسلامي: سنرد على اغتيال أبوالعطا دون النظر لأي حسابات

الجهاد الإسلامي ترد على اغتيال أبوالعطا بقصف تل أبيب

استشهاد نجل قيادي بالجهاد الإسلامي في استهداف إسرائيلي لمنزله بدمشق