قال وزير الأوقاف المصري، الدكتور «محمد مختار جمعة»، اليوم الثلاثاء، إن الوزارة اتخذت قرارا بمنع الداعية «محمد جبريل»، من أي عمل دعوي داخل المساجد سواء إمامة المصلين، أو إلقاء دروس دينية.

يأتي ذلك بعد يوم واحد من دعاء «جبريل»، على ”الظالمين والفاسدين ومن سفك الدماء ويتم الأطفال“، خلال صلاة التراويح في ليلة 27 من رمضان، بمسجد «عمرو بن العاص»، بالقاهرة.

وفي مداخلة هاتفية، مساء اليوم، على فضائية، «صدى البلد»، أضاف «جمعة»، أن «أي شخص سيمكن محمد جبريل من العمل الدعوي بأي مسجد سيتخذ ضده إجراء حاسما».

وأشار إلى أن «جبريل» تم منعه من دخول مسجد «عمرو بن العاص» بالقاهرة، اليوم، لإمامة المصلين في صلاة التراويح.

وأكد «جمعة» أن «محمد جبريل لن يدخل أي مسجد من مساجد مصر مرة أخرى كإمام أو خطيب، ولكن يدخله مأمومًا مثل عامة المسلمين». 

ودعا جبريل أمس، بقوله وقد غلبه البكاء هو والمصلين: «اللهم عليك بمن سفك دماءنا، ويتّم أطفالنا، اللهم عليك بالإعلاميين الفاسدين، سحرة فرعون، اللهم عليك بالسياسيين الفاسدين، اللهم عليك بمن ظلمنا، اللهم عليك بمن اعتدى على حرمات البيوت، اللهم عليك بمن طغى وتجبر، اللهم عليك بشيوخ السلطان».

وقال: «نعوذ بك من فساد الإعلام.. ومن جاهلية الحكم والأمراء… ومن ضلال العلماء»، كما دعا الشيخ صراحة على «الحكام الظالمين»، وعلى من قتل الشباب في ميادين مصر، وعلى من سجن الآلاف ظلما، ودعا لأسر المعتقلين والشهداء والمطاردين والمبعدين عن أوطانهم، وسط تأمين آلاف من المصلين بأصوات عالية وبكاء.

وأضاف الوزير، «سنقوم بتحرير محضر ضده، بموجب الضبطية القضائية، وسنخاطب التليفزيون المصري بعدم إذاعة أي تسجيلات له، والدول العربية بعدم استضافته أو السماح له بممارسة أي أعمال بمساجدها».

وتابع: «محمد جبريل، من أصحاب الوجه المتلونة، التي تتلاعب بعواطف الناس؛ لذلك فنحن اليوم أعدناه مرة أخرى للجلوس في منزله»، على حد تعبيره.

ودعا الشيخ «جبريل» كثيرا بأن «يفرج الله كرب المعتقلين في سجون الظالمين، وأن ينتقم ممن حبسهم ظلما دون جريمة ارتكبوها، وأن يهلك السياسيين الفسدة الذين فرقوا الشعب المصري ولبسوا الحق بالباطل»، وظل يدعو أكثر من 41 دقيقة، خصص منها قرابة 15 دقيقة على الظالمين والفاسدين والمنافقين وقتلة المتظاهرين.

كانت وزارة الأوقاف قد وافقت على أن يؤم «جبريل» المصلين في الأيام الثلاثة الأخيرة من شهر رمضان كعادته، بعدما منعته العام الماضي.

والشيخ «محمد جبريل»، من أشهر القراء على الساحة المصرية، واعتاد التنقل في شهر رمضان بين العواصم الإسلامية والغربية، لإمامة الناس في المساجد الكبرى والمراكز الإسلامية في أوروبا وأمريكا، والعودة لمصر لإمامة صلاة القيام في الأيام الثلاثة الأخيرة من رمضان.

وشهد محيط مسجد «عمرو بن العاص»، أمس، تواجدا أمنيا مكثفا، حيث تواجد الآلاف من رجال الشرطة والجيش، تحسبا لخروج مظاهرات عقب انتهاء الصلاة، كما أنه تم وضع حواجز أمنية، وأخضع المصلون للتفتيش قبل دخولهم إلى المسجد.

ومنذ الانقلاب على «محمد مرسي»، في 3 يوليو/تموز 2013، لا يسمح النظام الذي حكم البلاد عقب الانقلاب بأي مظاهرات، ويقوم بتفريق المظاهرات بالقوة وباستخدام الرصاص الحي في أحيان كثيرة ما خلف الكثير من القتلى، قدرتهم تقارير حقوقية بالآلاف، كما تقوم الأجهزة الأمنية بحملات اعتقال مستمرة في صفوف المعارضين وعلى رأسهم أعضاء جماعة الإخوان المسلمين.