قال السفير الأمريكي لدى الاتحاد الأوروبي "جوردن سوندلاند" إنه يعتقد أن الرئيس "دونالد ترامب" كان يضغط على أوكرانيا للتحقيق بشأن منافسه المحتمل بانتخابات الرئاسة المقبلة "جو بايدن"، قائلا: "لقد نفذنا أوامر الرئيس".

جاء ذلك في شهادة أدلى بها "سوندلاند"، المعروف بكونه حليفا لـ "ترامب"، مساء الأربعاء، بجلسة استماع في مجلس النواب الأمريكي، في إطار تحقيق قد يؤدي إلى عزل رئيس الولايات المتحدة في حال ثبوت الاتهامات بحقه.

وأضاف السفير الأمريكي أن "ترامب" أمره ووزير الطاقة "ريك بيري" والمبعوث الأوكراني الخاص "كيرت فولكر" بالعمل مع محاميه "رودي جولياني" بشأن ملف أوكرانيا، وأن "جولياني" كان يريد حث الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي" على التحقيق مع منافسي "ترامب" السياسيين.

ونفى "سوندلاند" أن يكون الثلاثي الذي يطلق عليه "الأصدقاء الثلاثة" متورطا في أي "أعمال دبلوماسية مخالفة" خارجة عن سياسة البيت الأبيض، مشيرا إلى أن وزير الخارجية "مايك بومبيو" كان على علم بأوامر "ترامب"، وكان "مؤيدا تماما" لجهود "جولياني" لدفع الرئيس الأوكراني باتجاه التحقيق في اتهامات فساد مزعوم بشركة الغاز "بورسيما"، التي كان المرشح الديمقراطي "جو بايدن" وابنه "هنتر" يشغلان مقعدا بمجلس إدارتها.

وذكر "سوندلاند" أن "ترامب" امتنع عن عقد قمة "زيلينسكي"، فيما اعتبره "مقايضة مقابل ترتيب زيارة الرئيس الأوكراني للبيت الأبيض" في حال استجابته للضغوط التي مورست عليه.

وتابع: "طلبت من وزارة الخارجية والبيت الأبيض توفير وثائق تساعدني على تقديم شهادتي لكنهما رفضا طلبي (..) لم أحصل على أي جواب واضح لأسئلتي المتعلقة بأسباب تعليق المساعدات العسكرية لأوكرانيا (..) "لو كنت أعلم بعلاقات (جولياني) التي تخضع الآن للمساءلة لما رضخت لمشاركته العمل معنا".

وقال "سوندلاند": "لقد عارضت بشدة أي تعليق للمساعدات لأن الأوكرانيين بحاجة إلى هذه الأموال لمواجهة العدوان الروسي".

وتابع: "في ظل عدم وجود أي تفسير موثوق به لتعليق المساعدات، توصلت في وقت لاحق إلى الاعتقاد بأن استئناف المساعدات الأمنية لن يحدث حتى يتم إصدار بيان علني من أوكرانيا تلتزم فيه التحقيقات بشركة بوريسما كما طلب (جولياني)".

وكان "سوندلاند" من رجال الأعمال الذين مولوا حملة "ترامب" الانتخابية عام 2016، وعينه الأخير بعد فوزه بالرئاسة سفيرا لدى الاتحاد الأوروبي.

ومن المرجح أن تزيد شهادة السفير الأمريكي من الضغوط على "جولياني"، رئيس بلدية نيويورك السابق، الذي كانت له مصالح أعمال أخرى في أوكرانيا، والذي رفض الشهادة أمام لجنة التحقيق أو تقديم أي وثائق لها رغم صدور مذكرة تطلب منه ذلك.

ووصف رئيس الاستخبارات فى مجلس النواب الأمريكى "آدم شيف"، شهادة السفير الأمريكى لدى الاتحاد الأوروبى، بأنها "تاريخية"، مضيفا أن الأدلة التى ظهرت فى جلسة الاستماع هى الأهم على الإطلاق فى تحقيقات عزل "ترامب".

واستمعت لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، الثلاثاء، لمستشارة نائب "ترامب" للشؤون الأوروبية والروسية "جينيفر ويليامز" التي قالت إن مكالمة الرئيس الأمريكي مع نظيره الأوكراني في 25 يوليو/تموز كانت "غير عادية، وتضمنت أمورا سياسية داخلية".

أما العقيد في الجيش الأمريكي "ألكساندر فيندمان" فقال، خلال شهادته، إنه استمع للمكالمة الهاتفية التي جربت بين "ترامب" و"زيلينسكي"، وإنه أبلغ محامي البيت الأبيض "جون إيزنبيرغ" بقلقه جراء طلب الرئيس من أوكرانيا التحقيق مع "بايدن"، معتبرا أن من شأن هذا التصرف "غير اللائق" تقويض الأمن القومي للولايات المتحدة ودعم الأهداف الاستراتيجية لروسيا في شرق أوروبا.

وقد تنتهي جلسات الاستماع المتلفزة في مجلس النواب الأمريكي، بشأن التحقيقات المتعلقة بـ"ترامب" هذا الأسبوع قبل أن تبدأ لجنة الشؤون القضائية في المجلس بصياغة مواد العزل.

ومن المتوقع أن تحول الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأمريكي دون عزل "ترامب" في حال تمرير قرارات العزل بمجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون.