عارف النايض.. خيار أمريكي جديد لحل الأزمة الليبية

السبت 23 نوفمبر 2019 10:37 ص

عقد مسؤولون في البيت الأبيض اجتماعات مع سفير ليبيا السابق في الإمارات "عارف النايض"، ملمحين إلى أن إدارة الرئيس "دونالد ترامب" ربما تعيد التفكير فى سياستها تجاه ليبيا.

وخلال الأشهر الأخيرة، اتسم الموقف الأمريكي بالتردد في التعاطي مع الأزمة الليبية؛ فهي أحيانا تظهر دعمها لقائد الجيش في الشرق الليبي الجنرال المتقاعد "خليفة حفتر"، وأحيانا أخرى لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا برئاسة "فائز السراج".

ووضع "النايض"، وهو أستاذ الفلسفة المتخصص في العقائد ومقارنة الأديان، نفسه كزعيم سياسي انتقالي في ليبيا بعد أن يستعيد "حفتر" طرابلس، وذلك وفقا للوثائق التي قدمها عدد من المصادر المطلعة على الاجتماعات التي عقدها في واشنطن، حسب موقع "ديفينس وان" الأمريكي.

وأعلن "النايض"، قبل فترة، أنه سيترشح إلى الانتخابات الرئاسية في ليبيا، قبل أن يدين حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة، ويصور نفسه على أنه قادر على جمع الفصائل القبلية الليبية تحت "حكومة الوحدة الوطنية".

وقال "النايض"، في رسالة عبر البريد الإلكتروني بعث بها إلى الموقع الأمريكي، إن زيارته إلى واشنطن تطرقت إلى وضع "خطط تفصيلية لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وعقد انتخابات رئاسية عامة في غضون 18 شهرا من تحرير طرابلس"، مشيرا إلى أنه عقد لقاءات عدة مع مسؤولين بوزارة الخارجية الأمريكية خلال الأشهر القليلة الماضية.

ووفق الموقع، بدأت مشاورات بشأن تشكيل الحكومة الليبية، التي قد يعلن عن تعيين رئيسها تزامنا مع دخول "حفتر" إلى العاصمة.

ولفتت المصادر إلى وجود توافق تام بين "حفتر" ورئيس البرلمان "عقيلة صالح" على تولى "النايض" رئاسة تلك الحكومة.

وأكدت أن لقاءات جمعت "النايض" و"صالح" و"حفتر"، إضافة للمبعوث الأممي "غسان سلامة"، في أبوظبى، للتشاور حول هذه المسألة.

ووفق مصدر أمريكي كبير سابق مطلع على الاجتماعات، فإن مسؤولي مجلس الأمن القومي الذين التقوا "النايض"، غير ملزمين باقتراحه، بيد أنه قال إن الإدارة الأمريكية تدرس عرضه.

ورفض مسؤول في الخارجية التعليق على عقد هذه الاجتماعات، مكتفيا بالتأكيد على أن واشنطن "منخرطة في اتصالات واسعة النطاق مع مجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة الليبيين لتعزيز التقدم نحو حل اقتصادي وسياسي عادل للصراع في ليبيا".

ونقل الموقع عن محللين ليبيين ومسؤولين سابقين في مجلس الأمن القومي إن "الاجتماعات تشير على الأقل إلى أن إدارة ترامب تدرس خياراتها فيما يتعلق بليبيا".

بيد أن مسؤول أمريكي سابق وصف الاجتماعات السرية بأنها "غير عادية"، مضيفا: "ما يقوم به النايض أشبه بحالة السياسي العراقي المنفي أحمد الجلبي الذي فُضحت مزاعمه لاحقا بشأن امتلاك صدام حسين أسلحة دمار شامل؛ ما ساعد في دفع إدارة الرئيس الأسبق بوش إلى غزو العراق في 2003".

وأشار المسؤول الأمريكي، إلى أن "النايض" يسعى إلى اعتراف غربي به يجعله زعيما؛ "فهو لديه علاقات كبيرة مع رجال أعمال، كما أنه يملك المصداقية، لكنه لا يتمتع بدعم الناخبين الذين يمكن أن يصوتوا لصالحه في ليبيا"، حسب "ديفينس وان".

وقال مدير ملف ليبيا السابق في مجلس الأمن القومي في عهد الرئيس السابق "باراك أوباما"، "بن فيشمان"، إن هذه الاجتماعات "تنم عن أن واشنطن أصبحت الآن أكثر نشاطا، كما رأيت الأسبوع الماضي في البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية، لكنها لا تزال تبحث عن استراتيجيات سياسية مختلفة".

وأضاف: "الإدارة تدرك أن حكومة الوفاق الوطني لها سلطة محدودة، كما تدرك محدودية سلطة حفتر أيضا".

ويرى الموقع أن واشنطن ليس لها موقف نهائي واضح مما يحدث في ليبيا، موضحا أن "النايض يقدم نفسه بأنه مقرب من حفتر، الذي أعرب عن اهتمامه بقيادة البلاد بنفسه (...) في الوقت ذاته يقول النايض إن حفتر أعطاه تأكيدات شخصية بأنه سيسمح بإجراء انتخابات وطنية إذا نجح في (الاستيلاء) على طرابلس".

وينظر إلى "النايض"، كما "حفتر"، كشخص مدعوم من الإمارات، يتكلم بعبارات مدروسة، وكعنصر ذكي وطموح؛ حيث يقول مسؤولون أمريكيون سابقون ومحللون سياسيون إنه كان يحمل طموحات سياسية واضحة منذ فترة طويلة، وقدم نفسه كشخص يتمتع بعلاقات قبلية قوية في جميع أنحاء ليبيا ما يجعله موحدا محتملا.

وقال "جوشوا ميسيرفي"، من مؤسسة "هريتدج فاونديشن" في واشنطن، إن "النايض مثل حفتر، معروف على نطاق واسع بدعمه من الإمارات.. كما أنه شخصية معروفة على الساحة السياسية الليبية منذ عام 2011، ويتمتع بطموحات سياسية واضحة".

في وقت قال مسؤول أمريكي: "تبقى قدرة النايض على الصعود كنظير مدني لحفتر أمرا ستحدده الفترات المقبلة".

وتدعو إدارة "ترامب" إلى حل سياسي للقتال، لكنها تكافح من أجل التوصل إلى سياسة استراتيجية في ليبيا، كما يقول بعض المسؤولين والمحللين السابقين.

وحتى الآن، ركزت الولايات المتحدة على الحفاظ على تدفق إمدادات النفط، ودعم مكاسب مكافحة الإرهاب.

وصف مسؤول كبير سابق النهج الأمريكي تجاه ليبيا بأنه يتلخص في جملة: "استمروا في مدّنا بالنفط ولن نتدخل بأي طريقة تتجاوز ما نقوم به الآن".

ومنذ عام 2011، يعاني البلد الغني بالنفط من صراع على الشرعية والسلطة، يتركز حاليا بين حكومة الوفاق و"حفتر".

وكان "ترامب" تأييد الولايات المتحدة لـ"حفتر" في حملته ضد العاصمة التي بدأت أبريل/نيسان الماضي؛ حيث قال بيان للبيت الأبيض، آنذاك، إن الرئيس الأمريكي "يعترف بالدور الهام لحفتر في مكافحة الإرهاب وتأمين موارد ليبيا النفطية"، قبل أن يناقشا رؤية مشتركة لانتقال ليبيا إلى نظام سياسي مستقر وديمقراطي.

ولاحقا، نأت إدارة "ترامب" بنفسها عن "حفتر"، لكن الدعوة أثارت ضجة في واشنطن حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تغير ولاءاتها.

وأجهض هجوم "حفتر" على طرابلس جهودا كانت تبذلها الأمم المتحدة لعقد مؤتمر حوار بين الليبيين.

وتسعى المنظمة الدولية حاليا إلى عقد مؤتمر دولي للأطراف المعنية بليبيا لبحث سبل التوصل إلى حل سياسي للنزاع.

المصدر | الخليج الجديد + defenseone

  كلمات مفتاحية

شركة أمريكية تروج لـ«حفتر» ضد «السراج» بـ450 ألف دولار سنويا

وفد أمريكي يلتقي حفتر لبحث وقف الهجوم على طرابلس

النفوذ الروسي في ليبيا وخيارات السياسة الأمريكية

مع صمود طرابلس.. هل تدفع الإمارات بالنايض بديلا لحفتر؟